الرياض - 12 - 1 (كونا) -- أكد وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف اليوم الاربعاء ان تلبية تنامي الطلب العالمي على المعادن يعد تحديا واضحا نتيجة التوجهات في مجالات الصناعة المتقدمة وطموحات الطاقة النظيفة والكربون الصفري.
وقال الخريف في كلمة بافتتاح أعمال مؤتمر (التعدين الدولي) بعنوان (مستقبل المعادن) نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ان المملكة من خلال المؤتمر تساهم في الاستجابة لاحتياجات قطاع التعدين المستقبلية.
واوضح اهمية جمع أصحاب المصلحة المتعددين من حكومات ومستثمرين ومؤسسات مالية ومقدمي خدمات ومصنعين لتوفير منصة للتعاون بينهم ورسم خارطة طريق مستقبلية تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة لمجتمعاتنا واقتصاداتنا من خلال توسيع دائرة إسهام هذا القطاع المهم والواعد.
واضاف ان "لدينا اليوم فرصة عظيمة بأن نسهم في توفير المعادن الحيوية والاستفادة من قطاع التعدين ليكون محركا اقتصاديا رئيسا في دول المنطقة خاصة وأنها تواجه نفس التحديات من الحاجة إلى زيادة الاستكشاف وتوفير البنية التحتية الملائمة وجذب الاستثمارات النوعية وليكن هدفنا جميعا اغتنام هذه الفرصة وأن ندفع لتحقيق التنمية المستدامة للتعدين في بلداننا والمنطقة بأسرها".
وذكر أن إطلاق المؤتمر يأتي استشعارا من حكومة المملكة بأهمية قطاع التعدين في العالم وتأثيره على الانتعاش الاقتصادي وأثره الكبير في مستقبل العديد من الصناعات التي تمثل أولوية كبيرة وذلك بالعمل على إبراز الإمكانات الكبيرة والواعدة في مجال التعدين والمعادن والصناعات التعدينية التي تنعم بها مناطق الشرق الأوسط وغرب ووسط آسيا وقارة أفريقيا.
وبين أن قيمة الثروات المعدنية في المملكة تقدر بأكثر من 3ر1 ترليون دولار تضم معادن الفوسفات والبوكسيت في الشمال الشرقي والذهب والنحاس والرواسب الأرضية النادرة في الدرع العربي غرب المملكة.
من ناحيته بين وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان في مشاركته بالجلسات انه يجب علينا ألا نتنازل عن أمن الطاقة من أجل "حملة دعائية" فالتحول لمصادر الطاقة البديلة يجب أن يكون مدروسا.
واوضح الامير عبدالعزيز "ان الخيار الآخر هو انتقال العالم من القلق بخصوص المخاوف المتعلقة بالمصادر التقليدية إلى مخاوف أخرى تتعلق بمصادر طاقة أخرى مرتبطة بمدى توفر هذه المعادن وتركز وجودها وملكيتها في مناطق محددة في العالم ثم التحول من مشكلة أمن طاقة متعلقة بالبترول والمصادر التقليدية إلى مشكلة أخرى دون أي منهجية أو تفكير بالحلول بشكل صحيح".
وأكد أن تحول الطاقة يجب أن يكون محكوما بثلاثة محاور هي ضمان أمن الطاقة والتنمية الاقتصادية والازدهار لمساعدة الشعوب بالإضافة إلى التغير المناخي مشيرا إلى أن "مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون يمكننا من مواصلة إنتاج المواد الهيدروكربونية وتصديرها والاستفادة منها ماليا وتصنيع مواد مشتقة منها مع الحرص على الاستخدام الأمثل لها وتخفيف أي آثار بيئية ناتجة عن انبعاثاتها".
وبدوره أكد محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي ياسر الرميان أن الكثير من الصناعات المستقبلية تعتمد على قطاع التعدين موضحا أن منطقة الشرق الأوسط ووسط آسيا وأفريقيا يعد التعدين المنصة الرئيسية فيها.
وبين الرميان خلال مشاركته (عن بعد) في لقاء جانبي ضمن فعاليات المؤتمر أن قطاع التعدين هو الركيزة الثالثة للاقتصاد الوطني مشيرا إلى أن الصندوق يعد التعدين أحد القطاعات الإستراتيجية الرئيسية التي يركز عليها لتحقيق أهداف (رؤية المملكة 2030).
من جانبه أوضح وزير البترول والثروة المعدنية المصري المهندس طارق الملا في مشاركته بجلسة حوارية بعنوان (دور الحكومات لزيادة مساهمة قطاع التعدين) أن مصر تنفذ برنامجا طموحا لتطوير صناعة التعدين لديها موضحا أن البرنامج نجح في تطبيق إصلاحات شاملة للنهوض بمنظومة التعدين المصرية بعد دراسة جميع التحديات المحلية والدولية.
من جهته أكد وزير الاستثمار السعودي المهندس خالد الفالح أن المملكة وضعت مستهدفات طموحة حيث يسهم التعدين حاليا بنحو 17 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي وتعتزم المملكة مضاعفة ذلك ثلاث مرات بحلول عام 2030 مشيرا إلى أهمية إقامة مثل هذه المؤتمرات لتبادل الخبرات وتعظيم الفائدة في القطاع والسعي إلى تطوير صناعات تعدين جديدة حديثة.
وتناولت جلسات اليوم عدة موضوعات منها (إعادة تصور قطاع التعدين وتعظيم مساهمته في المجتمع) و(التعدين الذكي) و(تسليط الضوء على دور التعدين الحاسم في الاقتصاد منخفض الكربون) و(دعم نمو المنطقة وتنميتها وجلسات إحاطة الدول).
ويشارك في المؤتمر الذي يستمر ليوم غد عدد كبير من القادة الحكوميين من عدة الدول ورؤساء شركات تعدين عالمية إضافة إلى العشرات من المتحدثين من قادة صناعة التعدين ومسؤولي المنظمات الإقليمية والدولية مثل البنك الدولي والمجلس الدولي للتعدين والمعادن ومجلس الذهب العالمي. (النهاية) م د م / س ع د