من شيماء الرويشد

(تقرير) الكويت - 30 - 12 (كونا) -- يطوي الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية يوم غد الجمعة عامه ال60 منذ تأسيسه مواصلا مسيرته الحافلة بالعطاء والتميز كأحد أبرز المؤسسات التمويلية على المستويين الإقليمي والعالمي والتي تساهم في تحقيق الجهود الانمائية للدول العربية والدول الاخرى النامية لاسيما في قارة افريقيا.
ومنذ انشائه في 31 ديسمبر عام 1961 كأول مؤسسة إنمائية في الشرق الاوسط لعب (الصندوق الكويتي) دورا بارزا في مساعدة الدول العربية والنامية الاخرى وذلك عبر القروض الميسرة والمنح والمساهمة في رؤوس أموال مؤسسات التمويل الانمائي الدولية والاقليمية لدعم هذه الدول في انجاز مشاريعها التنموية وتطوير اقتصاداتها.
كما عمل الصندوق على تعزيز التعاون والصداقة بين دولة الكويت وسائر دول العالم من أجل تحقيق التنمية المستدامة ومد يد التعاون لدعم القضايا الإنسانية والازمات التي تجتاح دول العالم.
وقدم الصندوق منذ تأسيسه حتى اليوم 1008 قروض بقيمة اجمالية بلغت قيمتها 22923 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية استفادت منها 107 دول من بينها 16 دولة عربية شكلت قروضها اكثر من 50 بالمئة من نسبة القروض التي يقدمها الصندوق.
ومن بين الدول المستفيدة من قروض الصندوق 42 دولة افريقية و19 دولة في شرق وجنوب اسيا و17 دولة في وسط اسيا واوروبا و13 دولة في امريكا اللاتينية والكاريبي وقد توزعت هذه القروض على دعم قطاعات النقل والمواصلات والزراعة والطاقة والمياه والصرف الصحي والاتصالات والعديد من القطاعات التنموية الأخرى لدى الدول المستفيدة.
ويهدف الصندوق الى تمويل مشاريع تسهم في تحقيق الأهداف الإنمائية التي تحقق بدورها فرص عيش افضل للجميع من خلال مساهماته في مشاريع قطاعات المياه والصرف الصحي وتوليد الطاقة والتي بدورها تؤدي الى رفع المستوى المعيشي والصحي للسكان وتحد من انتشار الأوبئة وتسهم في توطين السكان وتدعم استقرارهم.
وتتضمن استراتيجية الصندوق أيضا تمويل مشاريع تسهم في تخفيض نسبة الفقر وإعطاء أولويات لقطاع الزراعة للاسهام في تحقيق الامن الغذائي إذ يعد الصندوق الممول للمبادرة السامية التي اطلقها أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراه خلال المنتدى الاقتصادي الإسلامي الرابع الذي عقد في دولة الكويت عام 2008 وفي مقدمتها مبادرة انشاء صندوق الحياة الكريمة وذلك بتخصيص 100 مليون دولار لإنشائه بهدف مواجهة الانعكاسات السلبية لازمة الغذاء العالمية على الدول الأقل نموا من خلال توفير وتطوير الإنتاج الزراعي فيها.
وفي الشأن الصحي كان للصندوق الكويتي دور كبير في دعم العديد من البرامج الصحية عالميا منها على سبيل المثال برامج مكافحة الامراض وتفشي الاوبئة حيث قدم في هذا الاطار مساهمة بلغت قيمتها الاجمالي 5ر198 مليون دولار لمواجهة تداعيات جائحة كورونا المستجد (كوفيد - 19) لصالح عدد من الدول العربية والصديقة المتضررة عبر جمعية الهلال الاحمر الكويتي وكذلك دعم المؤسسات والمراكز الصحية والمنظمات الدولية المعنية.
كما ساهم الصندوق في تمويل برامج توزيع الادوية واللقاحات في الدول الفقيرة وكذلك دعم برنامج الشراكة لمكافحة مرض الملاريا وتمويل برنامج الصندوق العالمي لمكافحة مرض الايدز والسل وذلك عبر منظمة الصحة العالمية وغيرها من المنظمات العالمية ذات الشأن.
ويعتبر الصندوق من المؤسسين والممولين الأوائل لدعم برنامج مكافحة الأمراض المدارية المهمشة في افريقيا الذي أسس عام 2015 بإدارة المكتب الإقليمي الافريقي لمنظمة الصحة العالمية إذ يغطي البرنامج نحو 47 دولة افريقية ويستفيد منه سنويا ما بين 300 و400 مليون شخص.
ولم يقتصر دور الصندوق الكويتي على الشأن الخارجي بل اتجه الى تعزيز مسؤوليته الاجتماعية على الصعيد المحلي إذ حرص على المساهمة في العديد من الانشطة والمبادرات الاجتماعية والاقتصادية المحلية لدعم جهود التنمية في دولة الكويت منها دعم الجهود البشرية ومساندة الاقتصاد المحلي والقطاع الخاص في الكويت.
وفي هذا الاطار ساهم الصندوق في دعم جهود السلطات الصحية في الكويت لمكافحة جائحة (كورونا) بتقديم منحة بقيمة 30 مليون دينار (نحو 99 مليون دولار) لصندوق مجلس الوزراء الخاص بهذا الشأن.
كما ساهم الصندوق في دعم موارد بعض مؤسسات الدولة أبرزها شراء سندات بنك التسليف والادخار (بنك الائتمان الكويتي) بقيمة 500 مليون دينار كويتي (نحو 650ر1 مليار دولار) وبعائد 2 في المئة سنويا وذلك في عام 2002.
وضمن مسؤوليته الاجتماعية قام الصندوق ومنذ عام 2003 باستقطاع 25 في المئة من صافي أرباحه السنوية لصالح المؤسسة العامة للرعاية السكنية وفي هذا الاطار حول الصندوق في نوفمبر الماضي مبلغ 89 مليون دينار كويتي (نحو 8ر248 مليون دولار أمريكي) من المبالغ المستحقة لمصلحة المؤسسة.
ويواصل الصندوق الى اليوم مسيرته الانسانية للقيام بدوره الانمائي كمؤسسة عالمية رائدة تعمل على تكريس السياسة الخارجية لدول الكويت وعكس صورة ايجابية لها في العمل الانساني والتنموي في مختلف انحاء العالم. (النهاية) ش ر / أ م ح