برلين - 25 - 10 (كونا) -- انتهت فعاليات الدورة ال 73 من (معرض فرانكفورت الدولي للكتاب) الذي يعد أكبر معرض من نوعه في العالم ونظم في نسخة هذا العام حضوريا بعد انقطاع دام أكثر من عام ونصف العام بسبب تفشي وباء (كورونا).
وقال رئيس المعرض يورغن بوس في المؤتمر الصحفي الختامي مساء امس الاحد ان 70 الف زائر حضروا نسخة هذا العام بينهم 30 الف زائر مختص من 105 دول إضافة الى 130 الف زائر تعرفوا على اخر الانتاجات في عالم الكتاب عبر جولات تعريفية افتراضية.
وأعرب بوس عن سعادته بتنظيم المعرض بشكل حضوري هذا العام بعد تنظيمه افتراضيا العام الماضي وبكون كندا ضيف شرف للمعرض مضيفا انه نظرا لوباء (كورونا) كانت أرقام الزوار قليلة مقارنة بدورة عام 2019 التي سجلت 300 الف زائر.
وشهدت دورة هذا العام تجدد النقاش حول حدود حرية الرأي وذلك على خلفية سماح إدارة المعرض لدار نشر محسوبة على اليمين المتطرف وهي دار نشر (أوروبا الفتية) "يونغه أوروبا" بالمشاركة في فعاليات المعرض.
وتمسكت إدارة المعرض بقرار السماح لدار النشر بالمشاركة رغم اعلان الكاتبة الألمانية المعروفة ياسمينا كونكه وكتاب اخرين مقاطعة المعرض.
وبررت إدارة المعرض قرار السماح لدار النشر بالمشاركة بحرصها على حرية الرأي والنشر وأن المعارض الدولية تشهد في العادة تنوعا واختلافا في الرأي مضيفة انه لا مساومة على حرية الكلمة.
وقالت ان حرية الرأي تغلب على المعايير والحدود التي تضعها الدولة الامر الذي حفزها على عدم منع دار النشر المحسوبة على اليمين المتطرف من المشاركة في دورة هذا العام.
وحلت كندا في دورة هذا العام ضيف شرف على المعرض ببرنامج واسع من الإصدارات الأدبية والشعرية الجديدة وتم التركيز على ادب السكان الأصليين ومعالجته لحياتهم اليومية وعلى معالجة التاريخ الكندي المليء بالممارسات العنصرية ضدهم.
وتعد (جائزة السلام) التي يمنحها (اتحاد تجارة الكتب الألمانية) في كل عام واحدة من أرفع الجوائز التي يقدمها المعرض لأبرز الكتاب العالميين وكانت من نصيب الكاتبة والمخرجة تسيتسي دانغاريمبغا من زيمبابوي.
وعزت إدارة المعرض حصول دانغاريمبغا على جائزة هذا العام التي تقدر ب 25 ألف يورو الى إن الكاتبة نجحت في تقريب المجتمع الذي عالجت مشاكله في كتبها من الرأي العام الأوروبي مضيفة ان الكاتبة تعد صوتا مسموعا في الادب الافريقي المعاصر.
وتطرقت الكاتبة في خطاب التكريم الى تبعات الاستعمار البريطاني في بلدها داعية الى التغلب على الطرق النمطية في تعامل أوروبا مع القارة الافريقية.
اما (جائزة الكتاب الألماني) التي تمنح أيضا على هامش المعرض لأفضل كتاب بالألمانية فكانت من نصيب الكاتبة الألمانية أنتي رافيك شتروبل على روايتها (المرأة الزرقاء) التي تتحدث عن ذكريات امرأة تتعرض للاغتصاب.
يشار الى ان المعرض يستضيف كل عام دولة ويوفر لها مساحة مميزة لعرض ادبها وان الادب العربي كان اخر مرة ضيف شرف عام 2004.
ويشكل المعرض مثالا ايجابيا لعودة المعارض وليس فقط معارض الكتب الى النسخ الحضورية وذلك بعد توقف استمر أكثر من عام ونصف العام بسبب تفشي وباء (كورونا). (النهاية) ع ن ج / ض ح