من كلوفيس الشويفاتي

(تقرير) بيروت - 3 - 8 (كونا) -- يعيش اهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت الذي يصادف يوم غد الرابع من اغسطس ذكرى مرور عام على حدوثه مسارا صعبا للوصول الى الحقيقة الكاملة من اجل انصاف الضحايا والمتضررين من خلال تقديم المتسببين بالانفجار الى العدالة.
وتشهد عملية رفع الحصانات عن المسؤولين السياسيين والاداريين والعسكريين تجاذبات وتدخلات سياسية ادت الى تنحية القاضي فادي صوايا عن الملف ليتسلم القاضي طارق البيطار التحقيق في القضية. وقال وكيل ضحايا تفجير مرفأ بيروت وممثل نقابة المحامين اللبنانيين في القضية المحامي شكري حداد لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم الثلاثاء ان محامي الادعاء يتابعون التحقيقات ومسار الاستجوابات ويقدمون المذكرات القضائية اللازمة بشكل متواصل كمدعين في قضية تفجير المرفأ.
وأضاف "هناك محاولات لادخال السياسة في هذا الملف القضائي عبر عملية عدم رفع الحصانات عن المتهمين من سياسيين وأمنيين وإداريين وهدفنا الاساسي هو تذليل اي امر قد يضر بعملية التحقيق". واشار الى "انه بعد مرور عام على التفجير لا يوجد حتى الان اذونات بملاحقة مسؤولين طلب قاضي التحقيق ملاحقتهم وذلك بحجة ان لا اختصاص للمحقق العدلي للتحقيق مع الوزراء ورؤساء الحكومات المتعاقبين والمسؤولين منذ عام 2014". ولفت الى "انه ثبت للمحامين ولهيئة الادعاء ان النيابة العامة اللبنانية توافق على عمليات اخلاء سبيل مدعى عليهم اساسيين في القضية وتضع مطالعات لكف يد التحقيق العدلي عن القضية لدعم وتحصين التوجه بعدم اعطاء اذن الادارة بملاحقة المتهمين". وذكر حداد ان نقابة المحامين اللبنانيين طلبت اعطاء الفرصة الكاملة للقضاء اللبناني للتحقيق في قضية تفجير بيروت وتضع ثقتها بالقضاء اللبناني ولم يتغير هذا المسار وهي تتابع مع اهالي الضحايا التحقيقات بشكل دقيق وموضوعي في القضية. وقال "ان اهالي الضحايا والمتضررين لم يحصلوا على تعويضات من الاشخاص المسؤولين عن التفجير وقد اقمنا حجزا احتياطيا على ادارة مرفأ بيروت بمبلغ 3 ملايين دولار أمريكي". من جهته قال المتحدث باسم اهالي ضحايا تفجير مرفأ بيروت ابراهيم حطيط ل (كونا) ان "المسؤولين غائبون كليا وليس هناك اي امل او وعد منهم بالمساعدة للوصول الى الحقيقة ونعمل مع المجتمع المدني للضغط في الشارع وعلى المسؤولين للوصول الى حقوقنا" .
وأضاف ان العديد من المتضررين مازالوا خارج منازلهم وهناك عدد كبير من المساكن مازال مدمرا ومتضررا بعد الانفجار وكل ما تم ترميمه كان بواسطة الجمعيات الاهلية والإنسانية. وذكر ان اهالي الضحايا يواكبون مسار عمل المحقق العدلي مشددا على أن اهالي الضحايا مصممون على معرفة الحقيقة. وقال ان توجه اهالي الضحايا في ذكرى تفجير المرفأ في يوم غد سيكون للصلاة والدعاء واستذكار الضحايا داعيا الى أن يكون يوم الرابع من اغسطس يوما جامعا للتضامن والصلاة بين جميع اللبنانيين في لبنان والعالم. وأعلن لبنان يوم 4 اغسطس يوم حداد وطني وتعطيل الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات في ذكرى انفجار مرفأ بيروت.
وكان قاضي التحقيق الاول في تفجير مرفأ بيروت طارق البيطار وجه كتبا إلى مجلس النواب اللبناني وحكومة تصريف الاعمال ونقابة المحامين في بيروت بواسطة النيابة العامة التمييزية طلب فيها رفع الحصانة النيابية لإعطاء الاذن بملاحقة واستجواب عدد من النواب والوزراء السابقين والمسؤولين العسكريين والامنيين والاداريين لمسؤوليتهم المحتملة عن تفجير مرفأ بيروت.
وأعرب الرئيس اللبناني ميشال عون اعرب الجمعة الماضي عن استعداده المطلق للادلاء بإفادته في حال قرر المحقق الدولي في انفجار مرفا بيروت الاستماع اليه.
وقالت الرئاسة اللبنانية في بيان ان عون أبدى خلال لقاء مع النائب العام في محكمة التمييز القاضي غسان عويدات الاستعداد للقيام بذلك عملا بالمادة 85 من قانون اصول المحاكمات الجزائية.
وأعرب عون عن حرصه على مجريات التحقيق وسريته "وأن لا احد فوق العدالة مهما علا شأنه وأن العدالة انما تتحقق لدى القضاء المختص والذي تتوافر في ظله ضمانات القضاة والمتقاضين معا" مشددا على ضرورة احقاق العدالة كاملة في جريمة انفجار مرفأ بيروت.
يذكر ان تفجير مرفأ بيروت الذي وقع في الرابع من اغسطس 2020 والناتج عن تخزين مئات الاطنان من مادة نيترات الامونيوم الخطيرة في العنبر رقم 12 في المرفأ ادى الى مقتل 218 شخصا وجرح 6500 وفقدان العشرات وتدمير آلاف المباني والمنازل في العاصمة اللبنانية. (النهاية) ك ب ش / ع ع ح