الرباط - 18 - 5 (كونا) -- استدعى المغرب اليوم الثلاثاء سفيرته لدى إسبانيا كريمة بنيعيش للتشاور على خلفية "التفاعلات" الناجمة عن تدفق جماعي لآلاف المهاجرين "غير الشرعيين" على مدينتي (سبتة) و(مليلية) الواقعتين شمالي المغرب والخاضعتين للسيادة الإسبانية.
ونقلت وكالة الأنباء المغربية عن "مصدر دبلوماسي" القول إن المغرب قرر استدعاء سفيرته لدى إسبانيا "بقصد التشاور" دون ذكر مزيد من التفاصيل.
وجاءت هذه الخطوة بعدما استدعت وزارة الخارجية الإسبانية السفيرة بنيعيش في وقت سابق من اليوم على خلفية التسلل الجماعي لآلاف المهاجرين "غير الشرعيين " خلال اليومين الماضيين لمدينة (سبتة).
وفي غضون ذلك تواصل تدفق المهاجرين على مدينتي (سبتة) و(مليلية) حيث نقلت وسائل إعلام محلية في وقت سابق من اليوم اجتياز عشرات المهاجرين المنحدرين من المغرب ودول افريقيا جنوب الصحراء السياج الحدودي لمدينة (مليلية) في مسعى للوصول إلى الأراضي الأوروبية.
وكان نحو ستة آلاف مهاجر غير شرعي منهم مغاربة وأفارقة من دول جنوب الصحراء بينهم نساء وأطفال قد عبروا أمس الاثنين بحسب وسائل إعلام محلية إلى داخل (سبتة) غالبيتهم عبروا سباحة وعلى متن قوارب تقليدية انطلاقا من الشواطئ المغربية القريبة التي تبعد بضعة كيلومترات عن المدينة التي تخضع للسيادة الإسبانية فيما اقتحم آخرون السياج الحدودي للمدينة.
وتداول رواد لمواقع التواصل الاجتماعي مشاهد مصورة لعشرات المهاجرين بينهم أطفال ونساء توثق هؤلاء وهم يعبرون البحر سباحة أو على متن زوارق مطاطية صغيرة من أجل الوصول إلى الضفة الأخرى.
ويأتي هذا التدفق "غير المسبوق" للمهاجرين غير الشرعيين على (سبتة) و(مليلية) في وقت تشهد فيه العلاقات المغربية - الإسبانية "توترا دبلوماسيا" على خلفية استقبال اسبانيا زعيم (جبهة البوليساريو) إبراهيم غالي بهوية "مزيفة" على أراضيها بغرض العلاج.
واعتبرت وزارة الخارجية المغربية في بيان سابق هذه الخطوة "فعلا مخالفا لروح الشراكة وحسن الجوار" فيما أرجعت وزارة الخارجية الإسبانية ذلك القرار إلى "أسباب إنسانية".
يذكر أن مدينتي (سبتة) و(مليلية) الواقعتين شمال المغرب والخاضعتين للسيادة الإسبانية تعتبران المعبران البريان الوحيدان بين أوروبا وإفريقيا لذا يجذبان إليهما آلاف المهاجرين المحليين أو القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء أملا في التسلل إليهما والدخول إلى الأراضي الأوروبية. (النهاية) م ر ي / م ع ع