الخرطوم - 14 - 7 (كونا) -- سلم السودان اليوم الثلاثاء تقريره النهائي إلى رئاسة الإتحاد الإفريقي بشأن مفاوضات سد (النهضة) بين السودان ومصر وإثيوبيا عقب ختام المفاوضات التي استهلت في الثالث من يوليو الجاري واستمرت حتى يوم امس تحت رعاية الاتحاد الإفريقي.
وبحسب بيان صادر عن وزارة الري والموارد المائية السودانية شمل التقرير النهائي تقييم السودان لهذه الجولة من المفاوضات حيث تمت الاشارة الى التقدم المحدود في القضايا العالقة كما شمل التقرير مقترحات من جانب السودان لحل تلك القضايا. وقد ارفق السودان مع تقريره أيضا مسودة إتفاق متوازن وعادل يصلح أن يكون أساسا لاتفاق شامل ومقبول بين الدول الثلاث وهو تحديث لمسودة الاتفاق التي كان قد طرحها السودان للأطراف في نهاية الجولة التفاوضية السابقة التي جرت تحت مظلة مبادرة رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك في منتصف يونيو الماضي. ومن المتوقع ان يدعو رئيس جنوب افريقيا سيريل رامافوزا بصفته رئيس الدورة الحالية للاتحاد الافريقي لقمة افريقية مصغرة من رؤساء دول المكتب الافريقي ورؤساء دول وحكومات الدول الثلاث للنظر في الخطوة المقبلة سعيا لتوقيع اتفاق شامل يرضي طموحات الدول الثلاث.
وتوصل السودان وإثيوبيا ومصر إلى توافق طفيف في بعض القضايا محل الخلاف حسبما أعلن مسؤولون في الخرطوم في وقت سابق.
واستأنفت الدول الثلاث التفاوض حول القضايا العالقة في الثالث من شهر يوليو الجاري بناء على توجيه صادر من الاتحاد الأفريقي في قمته المصغرة التي عقدت في ال 27 من شهر يونيو الماضي.
وتختلف الأطراف الثلاث في قضايا فنية تشمل التغيير اليومي في سد (النهضة) ومنحنى التشغيل المستمر وطرق ملء بحيرة وتصريف المياه في سنوات الجفاف والجفاف الممتد إضافة إلى الاختلاف في القضايا القانونية الخاصة بتقاسم المياه وإلزامية الاتفاق وآلية فض النزاع.
وكشف وزير الري السوداني ياسر عباس في تصريح له عن توصل الأطراف إلى "توافق طفيف" في قضية التغيير اليومي من تصريفات سد النهضة التي تدخل سد (الرصيرص) لتشغيله بصورة آمنة حيث عرضت بلاده أن يدخلها تصريف يومي قدره 250 مليون متر مكعب فيما اقترحت إثيوبيا 350 مليون متر مكعب وذلك بعد أن كانت الأخيرة تتمسك بتصريف 400 مليون متر مكعب فيما يقترح السودان 200 مليون متر مكعب.
وأعلن عباس عن تقارب في منحنى التشغيل المستمر لسد (النهضة) حيث وافقت إثيوبيا على مد السودان ببيانات التشغيل لمدة ثلاث سنوات فيما طالبت الخرطوم مدها بالبيانات لمدة لا تقل عن خمس سنوات حتى تتمكن من التخطيط المستقبلي للمياه في سد الرصيرص القريب من سد النهضة.
ولم يشر إلى وجود تقارب في كيفية ملء سد النهضة في سنوات الجفاف بالمستقبل والتصريفات في سنوات الجفاف الممتد وهاتان إحدى القضايا الفنية محل الخلاف.
ويتمسك السودان بوجود آلية فعالة لحل النزاع حال حدث خلاف في المستقبل إذ يرى أن إحالة النزاع المحتمل إلى رؤساء الدول ليقرروا فيه بشكل سياسي غير فعال لأن أمر سد النهضة يتضمن قضايا فنية من بينها تبادل البيانات والدراسات البيئة.
وتتخوف مصر من تأثير سد (النهضة) الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق على حصتها السنوية من مياه النيل 5ر55 مليار متر مكعب فيما يؤكد الجانب الإثيوبي أن سد النهضة سيمثل نفعا في مجال توليد الطاقة وأنه لن يمثل ضررا على السودان ومصر.
ويقع سد (النهضة) على النيل الأزرق على بعد 15 كيلومترا من الحدود السودانية وتبلغ سعته التخزينية 74 مليار متر مكعب وينتظر أن يولد طاقة كهربائية تصل إلى نحو 6000 ميغاواط. (النهاية) م ع م / ع ع