الكويت - 18 - 12 (كونا) -- اعلنت شركة (صخر) الكويتية للبرمجيات اليوم الاربعاء انجاز المعجم الحديث استعدادا لطرحه دون مقابل على شبكة انترنت في يناير المقبل والمصحح الكتابي في مارس المقبل وذلك في نطاق المساعي للحفاظ على سلامة الكتابة باللغة العربية.
وقال رئيس الشركة محمد الشارخ في كلمة لدى مشاركته باحتفال منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) باليوم العالمي للغة العربية "اننا هنا لنحتفي باليوم العالمي للغة العربية في اليونسكو موطن الثقافة العالمية وفي باريس عاصمة الانوار ولنتحدث عن تحديث العربية وتزويد الفصحى الحديثة وهي اللغة المستعملة في الكتابة المعاصرة بكافة الدول العربية بالأدوات اللازمة لتسهيل استخدامها بشكل سليم".
واضاف "لقد سبق لي ان تحدثت في هذا المكان عام 1997 حين اسست مع اليونسكو مشروع (كتاب في جريدة) وهو اكبر مشروع ثقافي عربي مشترك بهدف نشر الثقافة باللغة العربية".
وحول المعجم الحديث الذي ستطرحه المجموعة دون مقابل على شبكة (انترنت) قال الشارخ انه رأى ضرورة العمل على معجم حديث للغة العربية بعد ان توقف العرب عن استخدام المعاجم القديمة لصعوبة استخدامها اذ يتطلب استخدامها معرفة الصرف لتحديد جذر الكلمة كما تحتوي على كلمات عديدة لم تعد في الاستعمال وكون شرح هذه الكلمات يستخدم لغة قديمة وشواهد تحتاج بذاتها الى شرح بل شروح.
واوضح انه اختار ان يكون المعجم الكترونيا ليسهل استخدامه على وسائل التواصل الحديثة فتم استخدام تقنية حديثة في الصناعة البرمجية هي تقنية (كوبويلد دكشنري) التي طورتها جامعة (برمنغهام) منتصف القرن الماضي.
واضاف "بنينا ذخيرة لغوية (مدونة كوربس) تشمل خمسين مليون كلمة من الكتابة العربية منذ بداية القرن العشرين ومكنزة مرمزة من سبعة ملايين مفردة وطورنا انظمة احصائية لاستخراج الكلمات الفريدة واولوية استخدام معانيها واستعنا بالصرف الآلي والتشكيل الآلي والنطق الآلي والترجمة الآلية لكل منها بالاضافة الى خصائصها الصرفية والنحوية ومرادفاتها ومتضاداتها واشتقاقاتها وذلك في برنامج متاح على الانترنت لأجهزة الحاسب وكافة انواع الاجهزة الكفية التي تعمل بنظامي (اندرويد) او (اي او اس)".
وقال ان النسخة الاولى من هذا المعجم احتوت على 125 ألف معنى وتركيب تحت 80 ألف مدخل و35 ألف مترادف ومضاد و150 ألف مثال حديث ويمكن لمستخدمه وهو يقرأ الصحافة او بريده الإلكتروني او وهو يكتب ان يجد المفردة المطلوبة مع اشتقاقاتها ومرادفاتها ومعناها بسهولة دون ان يخرج من البرنامج الذي يعمل عليه.
واشار الى انه تمت اضافة ثلاثة معاجم تراثية للموقع للمقارنة ولاستزادة المعرفة كما تمت اضافة قاموس (عربي / انجليزي / عربي) ربما تضاف له لغات اخرى فيما بعد بحيث يستطيع قارئ الكتابة الانجليزية في الصحافة او الكتب او البريد الإلكتروني ان يجد معنى الكلمة بالعربية وكل الخصائص المذكورة سابقا دون ان يغادر الموقع الذي يقرأ منه.
وذكر ان هذه وسائل تمكن الطلبة وغيرهم من استخدام المعجم الذي توقفت المدارس عن استخدامه منذ سنوات طويلة لعدم شموله الكلمات الحديثة المتداولة في الصحف والفضائيات والاذاعات العربية التي تستخدم الفصحى الحديثة.
واضاف "اننا نسد بذلك فراغا في الثقافة العربية فالمعاجم تصنع عادة في الجامعات مثل (ييل) و(اكسفورد) و(برمنغهام) او في مؤسسات متخصصة" مشيرا الى انه ستتم الاستعانة بملاحظات المستخدمين لتصحح الاخطاء وتحسن التقنيات واضافة مفردات جديدة وامثلة حديثة فالتقنية تتيح التصحيح والاضافة بسهولة وايضا لملاحقة تطور تقنيات البرمجة والتواصل العالمية.
وحول مشروع تحديث العربية قال الشارخ انه عندما استخدم الحاسب الشخصي لاول مرة في اوائل سبعينيات القرن الماضي اندهش من امكانياته في حفظ المعلومات واسترجاعها ورأى انه لابد من العمل على تعريب تقنياته لتتواءم مع خصائص اللغة العربية في الصرف والتشكيل.
واضاف "طال التفكير وتعددت الاستشارات واختمرت الافكار وقررت في اوائل الثمانينيات وتحديدا عام 1982 البدء بالمشروع".
واوضح ان المشروع تطلب تحويل قواعد اللغة العربية وتصريفها الى (نظام ثنائي) في علم جديد نشأ آنذاك بسبب تقنية الكومبيوتر وهو (علم معالجة اللغة الطبيعية) الذي يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي.
واشار الى ان (علم معالجة اللغة الطبيعية) لم يكن يدرس في الجامعات العربية آنذاك مما اقتضى اولا الاستعانة بمتخصصة بريطانية لتعلم اصول العمل في البرمجيات ثم تم لاحقا ارسال بعثات للولايات المتحدة للاطلاع على هذا العلم ونقل تجارب لغات اخرى لها خصوصيتها ايضا.
وذكر انه تم ايضا تطوير 94 برنامجا تعليميا وتثقيفيا للناشئة العرب مع كتب لتعليم البرمجة وتدريب المدرسين بالاضافة الى تطوير الصرف الآلي من خلال برنامج القرآن الكريم عام 1985.
وبين انه تم بعد ذلك بدء العمل على التشكيل الآلي الذي تطلب 10 سنوات لانجازه فالانسان يقرأ دون تشكيل ويفهم من السياق لكنه يشكل كلماته حين ينطق والا صار كلامه رطنا وكان المطلوب اعطاء هذه الخاصية البشرية التي نملكها بالسليقة اللغوية للكمبيوتر وعليه تم تطوير النطق الآلي والترجمة الآلية والتدقيق الاملائي ونظام (التعرف الضوئي على الحروف).
وقال "حصلنا على ثلاث براءات اختراع من هيئة الاختراعات الامريكية في اوائل تسعينيات القرن الماضي وهي ادوات اساسية ولازمة لتحقيق هدفنا الاساسي وهو تزويد الفصحى الحديثة بمعجم عربي حديث واداة لتصحيح الكتابة آلية".
واضاف "كما تعلمون الصناعة المعجمية تطورت كثيرا باستخدام تقنيات الكومبيوتر فلم تعد المفردات تجمع باليد او من المعاجم القديمة ولا الشواهد ولا التدقيق الاملائي والتشكيل فصار في الصناعة نوعان من المعاجم التاريخية وتبحث عن اصل الكلمة وتطور معناها واستعمالها في احقاب زمنية مختلفة ومعاجم معاصرة او حديثة تعكس الحياه الثقافية والفكرية في زمن معين وتساعد على تنمية الملكة اللغوية الحاضرة".
وأعرب عن شكره للدبلوماسي السعودي زياد الدريس الذي ابان عمله ممثلا لبلاده في اليونسكو بادر سنة 2012 وسعى ونجح في تأسيس اليوم العالمي للغة العربية.(النهاية) م خ