من سعود المطوع

(خبر موسع)

الكويت - 7 - 10 (كونا) -- في تطور مفاجىء للاوضاع الميدانية في سوريا اعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اليوم ان القوات الأمريكية بدأت الانسحاب من شمال سوريا مؤكدا ان العملية العسكرية التركية باتت وشيكة في منطقة شرق نهر الفرات.
واضاف اردوغان في مؤتمر صحفي بمطار انقرة قبل توجهه إلى صربيا في زيارة رسمية ان "عملية الانسحاب الأمريكي جاءت بعد المكالمة الهاتفية التي أجراها أمس الأحد مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب".
واكد ان بلاده ستستمر في الحوار مع الولايات المتحدة حول انشاء المنطقة الآمنة بسوريا وتطهير هذه المنطقة من جميع العناصر "الارهابية".
ودعما لموقف رئيسه أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ان بلاده مصممة على ضمان اها من خلال تطهير المنطقة من "الارهابيين" وسط تهديدات تركية بشن عملية عسكرية بسوريا.
وقال جاويش أوغلو في تغريدات على حسابه في برنامج التواصل الاجتماعي (تويتر) "منذ بداية الأزمة السورية قمنا بدعم السلامة الاقليمية لهذا البلد وسنساهم في استقراره".
من جانبه قال المتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين ان بلاده "ليست لديها مشاريع على أراض أي بلد".
واعتبر كالين في تغريدات على (تويتر) ان خطة انشاء المنطقة الآمنة بسوريا لها غرضان وهما "تأمين حدود تركيا من خلال القضاء على العناصر الارهابية وضمان العودة الآمنة للاجئين السوريين".
وفي إطار الاستعدادات للعملية العسكرية تقدمت الرئاسة التركية بمذكرة إلى البرلمان لتمديد صلاحية تنفيذ عمليات عسكرية خارج الحدود في سوريا والعراق.
وأكدت الرئاسة التركية في مذكرتها أن أنقرة تولي اهتماما كبيرا لوحدة الأراضي العراقية واستقرارها معتبرة أن تنظيمات إرهابية مثل (داعش) وحزب العمال الكردستاني ووحدات الحماية الشعبية في سوريا والعراق تواصل تهديد الأمن القومي التركي وتستمر في فعالياتها "الإرهابية" ضد تركيا.
الا ان هذا التحرك قوبل بانتقادات شديدة من حزبي (الشعب) الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة التركية و(الشعوب الديمقراطي) المعارض ذي الغالبية الكردية.
وقال نائب رئيس حزب (الشعب الجمهوري) فايق اوزتورك في مؤتمر صحفي أن "الحكومة غير قادرة على ادارة البلاد وجلبت الاقتصاد إلى الانهيار" متهما الحكومة بالبحث عن مخرج وقيادة تركيا إلى "مستنقع" الشرق الأوسط.
واضاف اوزتورك ان الرئيس رجب طيب اردوغان توصل الى "اتفاق سري" مع نظيره الامريكي دونالد ترامب امس الاحد مشيرا الى المكالمة الهاتفية التي جرت بينهما وتناول العملية العسكرية المرتقبة في منطقة شرق نهر الفرات بسوريا.
ودعا الحكومة التركية الى تحسين علاقاتها مع سوريا "من أجل مصلحة جنودنا وأمتنا".
من جانبه أكد حزب (الشعوب الديمقراطي) ان الحاجة الأكثر إلحاحا في سوريا هي بدء حوار ديمقراطي وعملية تفاوض شاملة لجميع الأطراف لإنهاء الحرب الأهلية في البلاد معتبرا التدخل العسكري الجديد "أكبر تهديد".
وقال الحزب في بيان له أن خطوة حزب (العدالة والتنمية) الحاكم وحليفه حزب (الحركة القومية) بدفع توغل عسكري جديد شمال سوريا تعد مسألة "خطيرة وخاطئة للغاية".
واعتبر أن العملية لا تهدف إلى الحفاظ على وحدة أراضي سوريا أو تشكيل نظام ديمقراطي لكنها تعمل على "تغيير هيكلها الديموغرافي".
وفي اول ردة فعل امريكية على الموقف التركي اكد البيت الابيض في بيان له ان القوات الأمريكية لن تدعم العملية العسكرية التركية المرتقبة في شمال سوريا ولن تشارك فيها. واوضح البيت الابيض في بيانه ان القوات الامريكية في سوريا هزمت ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش) "فلا داع للبقاء والتدخل بالمنطقة".
الا ان هذا الموقف لم يثن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن التهديد بالقضاء على الاقتصاد التركي وتدميره إذا أقدمت انقرة على فعل أي امر يعتبره "تجاوزا للحدود" في إشارة الى العملية العسكرية التركية شمالي سوريا.
وحذر ترامب في تغريدة "كما ذكرت بقوة من قبل وأكرر فقط إذا فعلت تركيا أي شيء اعتبرته بحكمتي العظيمة التي لا تضاهى تنه تجاوز للحدود فسأقوم بتدمير اقتصاد تركيا بالكامل وطمسه".
وشدد على ضرورة ان تراقب تركيا سواء مع أوروبا أو غيرها مقاتلي تنظيم ما يسمى بالدولة الإسلامية (داعش) وأسرهم".
وأوضح انه "كان من المفترض أن تتواجد القوات الامريكية في سوريا لمدة 30 يوما الا ان ذلك قبل سنوات عديدة...لقد مكثنا وانغمسنا أعمق وأعمق في معركة دون اي هدف في الافق".
وأشار الى أن الولايات المتحدة "فعلت أكثر بكثير مما توقعه أحد إذ استعادت جميع الأراضي التي استولى عليها التنظيم" بالإضافة الى اسر آلاف المقاتلين ومعظمهم من أوروبا".
وشدد على ضرورة ان تحدد "تركيا وأوروبا وسوريا وإيران والعراق وروسيا والأكراد الوضع وما يريدون أن يفعلوا بمقاتلي (داعش) الأسرى لديهم".
اما فرنسا فقد دعت تركيا الى الامتناع عن أي عملية عسكرية في سوريا قد تؤدي الى عودة ظهور ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
واكدت الخارجية الفرنسية في بيان لها ضرورة تجنب أي مبادرة من شأنها أن تتعارض مع مصالح التحالف الدولي ضد (داعش).
وقال البيان ان " (داعش) يبقى تهديدا كبيرا لامننا الوطني ولا يزال لهذا التنظيم موارد وقدرات كبيرة للتحرك .. أي عمل احادي يمكن أن تكون له تداعيات انسانية كبيرة ولن يساعد على توافر الشروط اللازمة لعودة آمنة وطوعية للاجئين الى مناطقهم الأصلية".
يذكر ان تركيا هددت مرارا بشن عملية عسكرية في منطقة شرق نهر الفرات في حال فشل المحادثات مع الولايات المتحدة حول انشاء المنطقة الآمنة بسوريا لدحر وحدات الحماية الشعبية وحزب الاتحاد الديمقراطي السوري الكردي اللذان يسيطران على المنطقة.
وتعتبر انقرة هاتين المنظمتين "ارهابيتين" وامتدادا لحزب العمال الكردستاني بينما تعتبرهما واشنطن حليفين في محاربة ما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في سوريا.(النهاية) س ع م