من ملاك نزار ودلال صالح

(تحقيق.إخباري)

الكويت - 6 - 10 (كونا) -- بات تطوير منظومة النقل العام الجماعي ضرورة ملحة لمعالجة الازدحام المروري في شوارع الكويت ومدنها خصوصا أنه أحد أبرز الهموم والمشكلات الشائكة على الرغم من الجهود المتواصلة لتطوير البنية التحتية وتنفيذ العديد من المشروعات التنموية لتوسعة شبكات الطرق.
ومن أبرز العوامل التي تساعد على استمرار مشكلة الازدحام المروري وبقائها دون حل ازدياد عدد السكان والوافدين كذلك ارتفاع عدد السيارات والتهامه باستمرار شوارع البلاد ومشروعاتها التوسعية مما يتطلب وضع رؤية شاملة لتطوير خدمات النقل العام وإيجاد وسائل نقل حديثة تساهم في جعل تطوير النقل العام الجماعي الخيار الأمثل.
ولعل من أبرز هذه الوسائل الحديثة لإنهاء شبح الازدحام المروري والحد من الحوادث تطوير منظومة النقل الجماعي "الذكي" من أجل تغطية الاحتياجات المتنوعة للمواطنين وخلق فرص استثمارية جديدة لتنفيذ مشروعات كبرى أهمها مشروعا (المترو والسكك الحديدية) القادران على قهر المسافة والزمن وضمان انسيابية الطرق.
وفي الكويت طرحت أخيرا مبادرة اجتماعية شبابية تحمل اسم (كويت كوميوت) بهدف زيادة الوعي بنظام النقل العام الجماعي والحالة المرورية تحت شعار لطيف باللهجة العامية يقول "الباص وينه..؟ " وكذلك إيجاد حل واقعي وقابل للتطبيق من أجل حل الازمة المروروية في البلاد.
والنموذج الكويتي الحالي في استخدام وسائل النقل الجماعي يشهد عزوفا لاسيما من المواطنين لعدم تطوير منظومة النقل العام الجماعي على غرار الدول المتقدمة في مجال النقل التي وضعت أنظمة نقل سريعة وعالية الجودة ساهمت في حل مشكلة الازدحام جذريا مثل المترو والسكك الحديدية.
وفي هذا الإطار أرجع مؤسس (كويت كوميوت) جاسم العوضي في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الأحد المبادرة إلى حالة الاستياء الشعبي العام من الاختناقات المرورية والمطالبة بتطوير وتحديث البنية التحتية في البلاد.
وقال العوضي إن سبب عزوف الكويتيين عن استخدام النقل العام الجماعي مرده إلى غياب وسائل الراحة فيها مضيفا أن الأرقام الرسمية الاخيرة الصادرة عن الإدارة المركزية للاحصاء أظهرت ان 2 في المئة فقط من اجمالي التعداد السكاني في الكويت سواء من الكويتيين وغير الكويتيين يستخدمون النقل العام إضافة إلى أن أقل من 15 في المئة من الطرق العامة تتوفر فيها خدمة نقل عامة.
وأوضح أن محطات الانتظار غير مصنفة رسميا من الدولة لذلك لا تتم فيها مراعاة معايير الراحة والسلامة للركاب "فهذه المحطات جميعها في الطرق العامة وهي أماكن غير آمنة".
وذكر أن الكويتيين يعتمدون على النقل الفردي لعدم وجود بديل جاذب وراق في حين يفضل الكثيرون من الشعوب وخصوصا في الدول الأوروبية استخدام النقل الجماعي العام بدلا من السيارات الخاصة لأنها تقدم بديلا مثاليا.
وبين أن القائمين على المبادرة نظموا ست رحلات على متن حافلات النقل العام شاركت فيها مجموعة من النساء وأبدى الجميع الاستعداد لاستخدام النقل العام بالكويت في حال تم تطويره ليلائم احتياجات المواطنين.
ولفت إلى أن النقل العام يعد جزءا أساسيا من الخدمات العامة التي تتمثل بالشرطة والصحة والتعليم لذا يجب إعطاؤه حقه من الاهتمام والتطوير.
وقال العوضي إن "تفاعل الكويتيين مع المبادرة في البداية كان سلبيا لكن مع الحوار وتطبيق بعض التجارب الحية وشرح الهدف من المبادرة وما تسعى إليه تغيرت النظرة بشكل إيجابي تجاهها ولاقت الدعم والتشجيع".
وعن الدعم الحكومي للمبادرة أشار العوضي إلى أنها لاقت ردود فعل إيجابية من بعض المسؤولين وأكدوا أهمية تطوير النقل الجماعي في الكويت.
من جهتها اكدت المدير الفني لمبادرة (كويت كميوت) هالة الحمود ل(كونا) أهمية المبادرة التي ستجعل من الكويت مدينة عصرية وأكثر تطورا من ناحية النقل العام.
وذكرت الحمود أن سبب انضمامها إلى المبادرة يعود إلى واقع مارسته في حياتها أثناء قضائها سبع سنوات في مدينة نيويورك وزيارتها العديد من الدول الأوروبية مستخدمة خلال وجودها هناك النقل العام.
وقالت إن تطوير منظومة النقل العام الجماعي في الكويت وتشجيع الجميع على استخدامها أمر ملح لإنهاء أزمة مرورية لطالما أزعجت الكثيرين ولاتزال مستمرة.
ونبهت إلى أن "هذه المشكلة لا يمكن تجاهلها فهناك شريحة كبيرة تتجنب بعض الطرقات بسبب الكثافة المرورية ويمكن حل هذه المشكلة عن طريق تنظيم حركة المرور بجعل النقل العام أكثر فاعلية وكفاءة". (النهاية) م ن ن / د ز ص / ا ع ب