لاهاي - 13 - 6 (كونا) -- أكد مشاركون في المنتدى العالمي لثقافة السلام اليوم الخميس اهمية التعليم في تعزيز الثقافة والحوار من أجل السلام والأمن العالميين.
وفي هذا الصدد شدد رئيس مالطا جورج فيلا في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمنتدى على ضرورة إعادة اكتشاف سبل الحفاظ على السلام الدائم في العالم مشيرا إلى الصراعات في اليمن وسوريا وفلسطين والتوترات بين الولايات المتحدة وإيران.
وقال فيلا إن "السلام الدائم يعني تحديد الأسباب الجذرية للصراعات والعنف والقضاء عليها" لافتا الى ضرورة "إنشاء مجتمعات قائمة على ثقافة العدالة يعيش فيها الجميع في سلام وكرامة".
ودعا إلى تعزيز التعليم الشامل الذي يعترف بقيمة التفاهم والحوار.
كما عرض فيلا استضافة بلاده للنسخة الثانية من المنتدى العام المقبل والتي لاقت قبولا من رئيس (مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية الكويتية) عبدالعزيز البابطين القائمة على تنظيم المنتدى.
من جانبها رحبت ممثلة الحكومة الهولندية والأمين العام لوزارة الخارجية الهولندية جوك براندت بقيادة الدول وصناع القرار والعلماء والشخصيات الثقافية الذين توافدوا من جميع أنحاء العالم للمشاركة في الحدث الدولي الذي يستمر يوما واحدا.
وأكدت براندت الأهمية المعنوية لمكان انعقاد المنتدى في (قصر السلام) في لاهاي قائلة إنه "قصر ذو تاريخ عريق في مدينة السلام (لاهاي)".
وبينت ان مدينة لاهاي تستحق بجدارة لقب مدينة السلام والعدالة فضلا عن كونها "المدينة التي تدافع عن حماية التراث الثقافي".
وأشارت براندت إلى أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) تلعب دورا مهما في حماية التراث الثقافي العالمي محذرة في الوقت نفسه من أن التراث الثقافي لا يزال مهددا بالصراعات.
وقالت إن التعاون الدولي هو أساس حماية التراث الثقافي وبالتالي فإن عقد هذا المنتدى هنا اليوم "مهم للغاية".
بدوره قال الأمير تركي الفيصل آل سعود من المملكة العربية السعودية في كلمته إن السؤال الأساسي هو ما إذا كانت هناك علاقة بين الحضارة والتعليم وبين السلام والتراث الثقافي مشيرا إلى أن أوروبا وجدت بعد قرون من الحرب طرقا للتعاون بسلام.
وأضاف أن التصدي لحالات الطوارئ يقتضي معرفة كيفية التعامل مع التراث الثقافي اثناء الحروب داعيا إلى حماية التراث الثقافي في أوقات الصراع.
وشدد على اهمية حماية المتاحف والتراث الثقافي في اليمن والعراق قائلا إن الدين الإسلامي يضع معايير عالية لحماية التراث الثقافي.
وتساءل الفيصل "كيف يمكن إقناع الجماعات الإرهابية" مثل ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) بدعم قيم التراث الثقافي في أوقات النزاعات مبينا ان الإجابة ليست سهلة "وليس لدي حل فوري".
فيما شدد المدير العام لمؤسسة (كارنيجي) قصر السلام بهولندا إريك دي بيدتس في مداخلته على أن "الدين مصدر الإلهام".
وقال دي بيدتس "إننا نعمل هنا من أجل السلام والذي يفعل يوميا" مقدما لمحة عامة عن تاريخ قصر السلام.
وأعقب الجلسة الافتتاحية للمنتدى جلسة بعنوان (التعليم وحماية التراث الثقافي) برئاسة الرئيس البوسني السابق حارث سيلايديتش الذي دعا إلى عقد المزيد من المؤتمرات من هذا النوع.
وقال سيلايديتش "اننا نرغب في السلام من جانب ولدينا أسلحة نووية على الجانب الآخر.. كيف لنا ان نوفق بين هذه التناقضات لاسيما واننا لا نحترم بعضنا بالقدر الكافي" مؤكدا في هذا الصدد أهمية التربية والتعليم الصحيحين في حل تلك المشكلة.
وأضاف "لهذا السبب تلعب مؤتمرات كهذه دورا كبيرا في نشر التفاهم والسلام".
وفي سياق متصل اكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيمين احترام الإسلام لجميع أماكن العبادة داعيا إلى التعاون مع جميع المنظمات الثقافية الدولية لحماية التراث الثقافي.
فيما شدد عمدة مدينة باليرمو الإيطالية ليولوكا أورلاندا على ان رسالة المنتدى هي "ألا نخاف الآخر".
وقال اورلاندا إن مدينته باليرمو كانت فيما مضى وكرا لعصابات المافيا بيد اننا عملنا على تعزيز ثقافة السلام لتصبح اليوم خامس أكبر مقصد سياحي في إيطاليا.
وفي مداخلته قال الأمين العام لاتحاد المغرب العربي ووزير الخارجية التونسي الأسبق الطيب البكوش إن "التراث جزء من حقوق الإنسان للفرد".
فيما دعا رئيس اللجنة الدولية للهلال الأحمر بيتر ماورير البلدان إلى احترام التراث الثقافي في أوقات النزاع.
وترعى مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين الثقافية المنتدى الدولي بمشاركة مؤسسة السلام العالمية وجامعة ليدن في هولندا واللجنة الدولية للصليب الأحمر ومؤسسة كارنيجي للسلام. (النهاية) ن خ / أ م س