برلين - 19 - 3 (كونا) -- اظهرت نتائج دراسة ألمانية اليوم الثلاثاء ان غالبية مواطني ألمانيا يعتبرون المهاجرين "فرصة" لبلادهم رغم النقاش الحاد الذي تخوضه الاوساط الشعبية والسياسية والاعلامية حول ما بات يعرب ب "ازمة اللجوء" التي اندلعت في خريف 2015.
ووفق الدراسة التي قدمتها مؤسسة (فريدريش ايبرت) الألمانية المرموقة للصحفيين فإن 53 بالمئة من المواطنين الذين شملهم المسح يعتبرون الهجرة "فرصة" لبلادهم فيما عارض ذلك 29 بالمئة منهم وتحفظ 17 بالمئة على رأيهم.
وقالت الدراسة انه يمكن تقسيم المواطنين الألمان في هذا الخصوص الى ثلاثة اقسام الاول يشكل 25 بالمئة من مجمل السكان ويعتبرون انفسهم "قوميين" فيما يعتبر القسم الثاني الذي يشكل ايضا 25 بالمئة "منفتحين" بالاضافة الى قسم ثالث يشكل 50 بالمئة ويحسب على "الوسطيين".
ويشير هذا التقسيم الى ان المجتمع الألماني ليس منقسما بشكل حاد مثل بعض المجتمعات الاخرى في الدول الصناعية بين مؤيد ومعارض للقضية التي تشغل الرأي العام في هذه المجتمعات.
وعلى صعيد دور التعليم في صقل التوجهات السياسية والايدولوجية للمواطنين الألمان تؤكد الدراسة ان المتعلمين يحسبون في الغالب على القسم الذي تعتبره الدراسة "منفتحا" فيما يحسب غير المتعلمين على القسم الذي يعتبر "قوميا".
وعلى صعيد هجرة العقول او العمالة المؤهلة تشير الدراسة الى ان 70 بالمئة من المواطنين يؤيدون فكرة ضرورة استجلاب العمالة المؤهلة لسد العجز الذي تعاني منه اسواق العمل الألمانية.
ويرى 82 بالمئة من "المنفتحين" ان ألمانيا تحتاج للعمالة المؤهلة فيما يؤيد نحو 38 بالمئة من "القوميين" هذه الفكرة.
ويعارض أكثر من نصف المواطنين استقبال لاجئين لأسباب اقتصادية فيما تتمسك غالبية ألمانية بضرورة فتح الابواب امام لاجئين ملاحقين لأسباب سياسية او اخرى تتعلق بهروبهم من الحروب والحروب الاهلية ومشكلة قمع الحريات في دول العالم الثالث.
وعلى صعيد رأيهم في سياسة الحكومة الألمانية ازاء الهجرة واللجوء يرى 56 بالمئة ان حكومة بلادهم بالغت في استقبال هذه الاعداد الكبيرة من اللاجئين في الاعوام الماضية فيما اعتبرت البقية ان الحكومة الألمانية انتهجت السياسة الصحيحة.
وقال 91 بالمئة من "القوميين" ان ألمانيا استقبلت اعدادا مبالغا بها بينما يرى 21 بالمئة من "المنفتحين" ذلك صائبا.
وعلى صعيد فرص بقاء المهاجرين واللاجئين الجدد في ألمانيا تقول الدراسة ان غالبية كبيرة تبلغ 78 بالمئة يؤيدون بقاء كل شخص يلتحق بأسواق العمل او يعد للالتحاق بها من خلال الدراسة او التدريب او لديه استعداد للاندماج في المجتمع الألماني الامر الذي يعني تلقائيا ايجاد فرصة عمل.
يذكر ان الموافقة على البقاء وفقا لتلك الشروط ينطبق كذلك على 60 بالمئة من "القوميين".
وعلى صعيد التحديات التي ستواجه المجتمعات الاوروبية في العقود المقبلة قالت الدراسة ان 27 بالمئة يعتبرون الهجرة واللجوء في المرتبة الاولى فيما يقول 22 بالمئة ان تراجع معايير العدالة الاجتماعية هي التحدي الاكبر و13 بالمئة يشيرون الى التغيرات البيئية.
وبخصوص القلق في المجتمع ارتباطا بموضوع الهجرة يقول 86 بالمئة انهم قلقون من انبعاث النزعات القومية واليمين المتطرف بسبب اللاجئين فيما اعرب 81 بالمئة عن قلقهم من انقسام المجتمع و73 بالمئة من ارتفاع معدلات الجريمة والهجمات الارهابية.
ويناقش المجتمع الألماني منذ خريف 2015 وهو العام الذي شهد وصول ما يعرف ب "ازمة اللجوء" الى اوجها موضوع الهجرة الذي اصبح له حضور دائم في مناقشات الاوساط الحكومية والحزبية الألمانية. (النهاية) ع ن ج