من موسى أحمد (تقرير) الكويت - 20 - 2 (كونا) -- تحت رعاية حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه افتتح وزير النفط ووزير الكهرباء والماء الكويتي الدكتور خالد الفاضل اليوم الأربعاء المرحلة الأولى لمشروع (مجمع الشقايا للطاقة المتجددة).
ويأتي افتتاح المرحلة الأولى من المجمع تزامنا مع احتفالات الكويت بأعيادها الوطنية للاستقلال والتحرير وبمرور 13 عاما على تولي سمو الأمير مقاليد الحكم في البلاد.
ومشروع مجمع الشقايا للطاقة المتجددة هو مشروع مشترك بين معهد الكويت للأبحاث العلمية ووزارة الكهرباء والماء ويعد من أهم المشروعات التنموية التي يعمل عليها المجلس الأعلى للتخطيط من أجل تحقيق رؤية سمو أمير البلاد باستخدام المصادر المتجددة للطاقة بنسبة 15 في المئة بحلول عام 2030 في الكويت.
وتم طرح المشروع في عام 2009 كفكرة على سمو أمير البلاد وكمقترح للتنفيذ عام 2011 وتم طرح المشروع رسميا للتنفيذ في عام 2013 بعد عرضه على سمو الأمير لتبدأ رحلة التحول تجاه الطاقة المتجددة التي تعتمد على الطاقة الشمسية ومصادر الرياح.
وترجع تجربة الكويت مع الطاقة المتجددة الى ثمانينات القرن الماضي قبل ان يتم ادراج مشاريع في هذا القطاع ضمن الخطة التنموية للبلاد في عام 2010 تطبيقا للرؤية الأميرية السامية بتأمين 15 في المئة من الطلب المحلي على الكهرباء باستخدام الطاقة المتجددة بحلول 2030 ما من شأنه توفير 5ر2 مليار دولار سنويا على اساس سعر برميل نفط قدره 45 دولارا.
وصمم مجمع (الشقايا) ليكون أول محطة في العالم تضم تقنيات متنوعة تتيح الحصول على أقصى كفاءة ممكنة في إنتاج الكهرباء لكل متر مربع وباكتمال المجمع سيزود 150 ألف وحدة سكنية بالتيار الكهربائي على مدار العام وسيحقق عوائد اقتصادية كبيرة نتيجة توفير استهلاك 12 مليون برميل نفط مكافئ سنويا وتوفير 10 آلاف فرصة عمل أثناء تنفيذ المشروع و1200 فرصة عمل أثناء التشغيل والصيانة.
كما أن للمشروع مردود بيئي يتمثل في الحد من انبعاث ثاني أوكسيد الكربون بمقدار 196 ألف طن سنويا في المرحلة الأولى وصولا إلى نحو 5 ملايين طن بعد انتهاء المرحلة الأخيرة.
وستسهم المرحلة الأولى لمجمع الشقايا للطاقة المتجددة بقدرة إجمالية تبلغ 70 ميغاوات تضم 10 ميغاواط تكنولوجيا الألواح الشمسية و10 ميغاوات تكنولوجيا المراوح الهوائية و50 ميغاوات تكنولوجيا الطاقة الشمسية الحرارية وبسعة تخزين طاقة حرارية تصل إلى 10 ساعات.
ومن المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية الاجمالية للمحطة بمرحلتها الأولى إلى 244 غيغاوات ساعة سنويا وهي قادرة على توفير الطاقة لما يعادل إلى 570ر2 منزل ذات الاستهلاك المتوسط سنويا كما ستوفر محطة الشقايا في مرحلتها الأولى ما يقارب 680ر286 برميل نفط مكافئ سنويا.
ويأتي افتتاح المرحلة الأولى من المجمع من أصل أربع مراحل التي استغرق تنفيذها حوالي ثلاث سنوات باستثناء فترة الإعداد والتصميم وأخذ الموافقات الرسمية.
أما فيما يتعلق بالمرحلة الثانية من المشروع فإن هناك تعاونا ما بين معهد الكويت للابحاث العلمية ومؤسسة البترول الكويتية لبنائها وتشمل 1500 ميغاوات بتكنولوجيا ألالواح الشمسية اذ من المتوقع توقيع العقود خلال شهري مارس أو أبريل المقبلين على ان يتم وصلها الى الشبكة الوطنية للكهرباء في عام 2023.
وبالنسبة للمرحلة الثالثة فهناك مباحثات جارية بين (معهد الأبحاث) و(هيئة الشراكة بين القطاعين) ووزارة الكهرباء لتصميم المرحلة الثالثة بقدرة 1500 ميغاوات بتكنولوجيا مختلطة على ان يتم وصلها بالشبكة الوطنية للكهرباء في (2025-2026).
أما المرحلة الرابعة لمشروع الشقايا فتجري دراسات لاضافة 1000 ميغاوات على المشروع ليصبح اجمالي قدرته الانتاجية 4000 ميغاوات كمحطة مركزية.
ويعد حدث اليوم ثمرة لجهود جبارة بذلتها جهات كويتية عدة لتحقيق تطلعات القيادة السياسية بإدخال الطاقة المتجددة في إنتاج الطاقة الكهربائية اذ باتت الكهرباء المنتجة من الشمس والرياح واقعا ملموسا بعد أن تم ربط مشروع مجمع منطقة (الشقايا) للطاقة المتجددة بالشبكة الوطنية للكهرباء وتزويد البلاد بنحو 23 مليون كيلوات / ساعة في ستة أشهر.
وبذلك تحذو الكويت حذو الدول المتقدمة في العالم نحو تطبيقات الطاقة المتجددة للحفاظ على بيئة نظيفة وللاستفادة من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والأمواج لتوفير استخدام الوقود الأحفوري وتقليل الانبعاثات والمحافظة على البيئة من خلال تعزيز استخدام الطاقة المتجددة. (النهاية) م أ د / أ م ح