(خبر موسع)

الكويت - 13 - 12 (كونا) -- أسبوع مكثف من مباحثات السلام في السويد تكلل باتفاق الأطراف اليمنية على عدد من القضايا المهمة في خطوة يراها المراقبون بأنها تمثل انفراجة كبيرة في هذا الملف ربما تمهد لحل شامل لهذه الازمة المستمرة منذ أربعة أعوام.
فقد اختتمت محادثات السلام اليمنية في السويد اعمالها اليوم الخميس بالتوصل الى اتفاقات بشأن عدد من القضايا اهمها ملفا الحديدة وتعز بالاضافة اتفاق حول الاسرى.
ويقضي الاتفاق فيما يخص (الحديدة) بأن يتم انسحاب الحوثيين من موانئ (الحديدة) و(الصليف) و(رأس عيسى) إلى شمال طريق صنعاء خلال 14 يوما مع إعادة انتشار القوات الحكومية جنوب الخط.
كما يقضي الاتفاق بالانسحاب الكامل للحوثيين من مدينة الحديدة في المرحلة الثانية إلى مواقع خارج حدودها الشمالية خلال 21 يوما.
واتفق الطرفان كذلك على وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة وموانئها وتعزيز وجود الأمم المتحدة والالتزام بعدم استقدام أي تعزيزات عسكرية لكلا الطرفين وفتح الممرات لوصول المساعدات الإنسانية كما اتفق الطرفان على إيداع جميع إيرادات الموانئ في البنك المركزي.
ورغم توصل الطرفين لاتفاقات مهمة لعدد من القضايا الا ان هناك بعض القضايا تعثرت في المحادثات منها فتح مطار صنعاء.
وفي هذا الصدد أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس للصحفيين أن "الاتفاق بشأن الحديدة كان واحدا من أصعب الأمور التي واجهتنا" مؤكدا أنه سيكون له تأثير كبير جدا على الوضع الأمني والإنساني.
وقال غوتيريس "إننا نشهد بداية النهاية لأزمة اليمن" مضيفا أن "هناك وقفا لإطلاق النار أعلن عنه في محافظة الحديدة بأكملها في الاتفاق وسيكون هناك انسحاب لجميع الأطراف من المدينة والميناء".
وشدد على ان الامم المتحدة ستتولى "دورا مراقبا رئيسيا في الميناء بينما ستتولى قوى محلية الحفاظ على النظام في المدينة".
وقال "سنبذل جميع الجهود لمساعدة اليمنيين على حل مشاكلهم" مشيرا إلى أن الجولة المقبلة من المشاورات اليمنية ستعقد في يناير المقبل.
وكانت مشاورات السلام بشأن اليمن انطلقت في السويد يوم الخميس الماضي في محاولة لاحتواء الازمة والتوصل الى تسوية من خلال مناقشة تفاصيل إجراءات بناء الثقة والحد من العنف في إطار المفاوضات.
بدورها أعربت دولة الكويت عن ترحيبها بالاتفاق الذي توصلت إليه الأطراف اليمنية في السويد في أعقاب مشاورات السلام التي عقدت هناك حول عدد من ملفات الصراع الدائر بين تلك الأطراف.
وقال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية في بيان إن هذا الاتفاق يعد خطوة هامة وإيجابية في طريق إيجاد حل شامل للصراع الدائر في اليمن منذ سنوات وذلك وفق المرجعيات الثلاث المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216.
‏ودعا المصدر الأطراف اليمنية إلى ضرورة الالتزام بهذا الاتفاق والبناء عليه حقنا لدماء الأشقاء ورفعا لمعاناة أبناء الشعب اليمني الشقيق.
و‏أشاد المصدر بالجهود الكبيرة والمقدرة التي بذلتها السويد والأمم المتحدة للوصول إلى هذا الاتفاق.
ومن جانبه أكد السفير السعودي لدى الولايات المتحدة الامريكية الأمير خالد بن سلمان أن السعودية والائتلاف العربي "يؤيدان بشدة" الاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة اليمنية والحوثيين خلال المحادثات التي اختتمت أعمالها اليوم الخميس في السويد.
وقال الامير خالد في سلسلة من التغريدات في حسابه على (تويتر) ان "السعودية والتحالف العربي يدعمان بشدة الاتفاق الذي أعلن عنه في السويد اليوم" معربا عن أمله في أن "يقبل الحوثيون بحل سياسي شامل متوافق مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
وأثنى الأمير خالد بن سلمان على الجهود التي بذلها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيث قائلا أن الاتفاقية "خطوة كبيرة نحو تخفيف الأزمة الإنسانية والتوصل إلى حل سياسي".
وقال في تغريدة أخرى ان "الحكومة الشرعية دعمت مقترح المبعوث الأممي السابق تسليم ميناء الحديدة للأمم المتحدة وهو ما استمر الحوثيون في رفضه. وما كانت هذه الموافقة لتتم اليوم لولا استمرار الضغط العسكري من الأحرار في اليمن واخوانهم في التحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن".
وأضاف "لقد تشكل تحالف دعم الشرعية لحماية الشعب اليمني ودعم حكومته الشرعية ولإنهاء الحرب والانقلاب والأزمة الانسانية التي بدأتها ميليشيا الحوثي بدعم وتوجيه من إيران والتحالف ماض في تحقيق هذه الأهداف بإذن الله".
وأوضح الامير خالد بن سلمان "يشكل اتفاق اليوم خطوة كبيرة نحو اعادة الأمن لليمن الشقيق والمنطقة بما في ذلك أمن البحر الأحمر الممر الحيوي للتجارة الدولية".
وأعرب عن أن أمله بأن "يقبل الحوثيون بحل سياسي شامل وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والتي تخدم مصالح اليمن وشعبه بدلا من العمل على تحقيق مصالح النظام الإيراني".
وفي أبوظبي رحبت دولة الامارات اليوم الخميس بالاتفاق الذي توصلت اليه الأطراف اليمنية في ختام المشاورات السياسية التي عقدت في السويد.
وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتية الدكتور أنور قرقاش في بيان أوردته وكالة الانباء الاماراتية (وام) ان الاتفاق الذي تم التوصل إليه جاء نتيجة للضغط العسكري الذي مارسته قوات التحالف العربي والقوات اليمنية على الحوثيين في الحديدة.
وأكد قرقاش أهمية الالتزام بالمسار السياسي والجهود التي تقودها الأمم المتحدة وضرورة استمرار هذه الخطوات والجهود لضمان استقرار اليمن وازدهاره من خلال حل سياسي مستدام وحوار يمني أساسه المرجعيات الثلاث وعلى رأسها القرار الأممي 2216.
وأشار الى ان التحالف العربي أوفى بالتزامه بتجنيب مدينة الحديدة وأهلها ويلات حرب شوارع وذلك حفاظا على أرواح المدنيين والبنية التحتية الانسانية.
ولفت الى ان ميناء الحديدة بامكانه اليوم ممارسة دوره المهم على الصعيدين التجاري والإنساني.
وذكر قرقاش "ان الضغط العسكري الحاسم والمنضبط لقوات التحالف العربي والقوات اليمنية أجبر الميليشيات الحوثية على الانسحاب من الواجهة البحرية المتبقية تحت سيطرتها وهزيمة المشروع الطائفي في اليمن".
وثمن الدور الذي قامت به قوات التحالف العربي والقوات اليمنية وتضحياتها وبطولاتها التي شكلت حالة من الضغط المستمر على الحوثيين وأدت الى هذا الانجاز الذي تحقق.
كما رحبت قطر باتفاق طرفي الحرب في اليمن على وقف إطلاق النار في مدينة الحديدة.
واعتبرت وزارة الخارجية القطرية في بيان ان تلك الخطوة مهمة نحو انهاء هذه الحرب التي يعاني ويلاتها الشعب اليمني الشقيق مشيدة بالدور الفعال الذي لعبه المبعوث الاممي مارتن غريفيث في تقريب وجهات النظر وانجاح هذه الجولة من المفاوضات.
وعبر البيان عن امله في توصل اطراف الازمة اليمنية الى تفاهمات بشأن القضايا العالقة في جولة المشاورات القادمة لتسهيل وصول المساعدات الانسانية الى جميع المناطق في اليمن والتمهيد لحل شامل لهذه الازمة.
ورأى ان من شأن هذه الخطوة المساهمة في وقف تدهور الاقتصاد الوطني اليمني.
وجدد موقف قطر الثابت الحريص على وحدة اليمن واستقلاله وسلامة اراضيه مؤكدا دعمها الكامل لكافة الجهود الرامية الى اعادة امنه واستقراره.
ومن جهتها اكدت وزيرة خارجية السويد مارغوت فالستروم ان محادثات السلام اليمنية في السويد جرت بروح إيجابية مشيرة إلى أن النتائج ستقدم لمجلس الأمن غدا الجمعة.
وقالت فالستروم في تصريح صحفي إن "أي اتفاق على مواصلة المشاورات سيكون ناجحا".
وذكرت تقارير لوسائل الاعلام ان "رئيسي الوفدين الحكومي والحوثي تصافحا خلال ختام مشاورات السويد".
وتعد محادثات السويد انفراجة كبيرة في هذا الملف تؤطر إلى حل شامل لهذه لأزمة وسط توقعات بان تجري محادثات جديدة في وقت لاحق من الشهر المقبل على أمل أن يتوصل اطراف الازمة اليمنية الى تفاهمات بشأن القضايا العالقة. (النهاية) م م ج