الكويت - 1 - 12 (كونا) -- لا يكاد يذكر اسم الرئيس الأمريكي الراحل جورج بوش الأب إلا ويستذكر الكويتيون مساهمته الكبيرة في تحرير البلاد من براثن الغزو العراقي وتصميمه الشديد على إخراج القوات الغازية منها وإعادة الشرعية إلى رحابها.

ومع رحيل تلك الشخصية ذات الأثر الكبير في مسيرة الكويت وحياة الكويتيين عن عمر ناهز 94 عاما تنطوي سيرة رجل اتخذ قرارات حازمة في تاريخ الولايات المتحدة كان لها تأثيرات مهمة في مسيرة الكويت وتاريخها وعلى صعيد الخليج العربي والشرق الأوسط.
ويستذكر العالم بأسره ذلك القرار الذي اتخذه الرئيس الراحل في السادس عشر من يناير عام 1991 ببدء شن قوات التحالف الدولي الهجوم الجوي على القوات العراقية لتحرير الكويت بعد ان استنفدت الأمم المتحدة ودول العالم جهودها لإقناع القوات الغازية بالانسحاب الطوعي من الكويت.
وتنفيذا لذلك القرار وتطبيقا لقرار مجلس الامن الذي اتخذه في 29 نوفمبر عام 1990 بأغلبية 12 صوتا مقابل صوتين وامتناع بلد واحد والذي أجاز استخدام القوة إذا لم ينسحب العراق من الكويت بحلول 15 يناير 1991 فقد نفذت قوات التحالف الدولي ضرباتها على القوات العراقية لإجبارها على الانسحاب بالقوة.
كما يستذكر الكويتيون تلك البشرى التي وجهها الرئيس الراحل إلى الكويتيين وهو يخاطب الكونغرس الأمريكي والشعب الأمريكي والعالم في 26 فبراير1991 بحضور سفير الكويت لدى الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك الراحل الشيخ سعود ناصر الصباح بالخطاب التاريخي الراسخ في قلوبهم الذي اعلن فيه أن الكويت أصبحت حرة تماما من القوات الغازية.
وكانت قوات التحالف الدولي قد شنت في 30 يناير هجوما بريا على الأهداف العراقية داخل الكويت لمدة 15 ساعة متواصلة فيما أعلن الرئيس الأمريكي الراحل في 23 فبراير منح بغداد مهلة لكي تسحب قواتها من الكويت من دون شروط لكن العراق رفضت كل تلك الشروط مما اضطر الرئيس بوش في 24 فبراير لإعطاء الضوء الاخضر لقائد قوات التحالف الجنرال نورمان شوارزكوف لشن الهجوم البري لتحرير الكويت.
ولم يكن قرار الرئيس الراحل بوش بالحرص على تحرير الكويت متاخرا عن اليوم الذي شهد فيه العالم الغزو العراقي للكويت في الثاني من اغسطس عام 1990 فقد اجرى منذ اليوم الأول للعدوان اتصالات عديدة مع الدول المعنية للتوصل الى حل سلمي لتحرير البلاد واقناع القوات الغازية بالانسحاب منها.
لكن كل محاولات الرئيس الراحل وغيره من رؤساء الدول الشقيقة والصديقة وكذلك جهود الأمم المتحدة اصطدمت بسد منيع من التحدي والعناد من القوات الغازية وبنبرة التعالي على كل الجهود السلمية. وبعد استنفاد معظم الحلول السلمية بدا الرئيس الراحل قراراته الهادفة إلى إجبار القوات الغازية على الانسحاب وذلك بإرسال قوات برية وبحرية وجوية امريكية في 6 نوفمبر من ذلك العام قدرت بنحو 200 ألف جندي.
وستظل الكويت تستذكر تلك المواقف الحاسمة للرئيس الراحل وهو ما عبر عنه سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في برقية التعزية التي أرسلها اليوم إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي استذكر فيها سموه مواقف الراحل التاريخية المشرفة والشجاعة تجاه الكويت ورفضه للاحتلال العراقي للكويت منذ الساعات الأولى.
كما استذكر سموه في البرقية القرارات المصيرية التي اتخذتها الإدارة الأمريكية تحت قيادة الرئيس الراحل ودوره المحوري في تشكيل التحالف الدولي بتفويض من الأمم المتحدة لتحرير دولة الكويت حتى تم تحريرها مؤكدا سموه أن تلك المواقف ستظل ماثلة في ذاكرة أهل الكويت جميعا ولن تنسى. (النهاية) ع ب د