الكويت - 18 - 10 (كونا) -- احتفى مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي مساء اليوم الخميس بموسيقار الأجيال الفنان محمد عبدالوهاب في حفل (وهابيات) الذي تضمن أجمل أغنيات الموسيقار الراحل الذي يعتبر أحد الأركان الأساسية في الموسيقى العربية الحديثة.
وأحيا الحفل الفنان السوري المتفرد صفوان بهلوان صاحب لقب (أفضل صوت عربي) بقيادة المايسترو الدكتور عماد عاشور.
وتضمن برنامج الحفل قطعا موسيقية منها (خطوة حبيبي) و(عزيزة) الى جانب العديد من اغاني عبدالوهاب منها (الصبا والجمال) و(ايه انكتب لي) و(يا دنيا يا غرامي) و(يا مسافر وحدك) و(الجندول).
ويعتبر الفنان الراحل محمد عبدالوهاب أحد أبرز أعلام الموسيقى المصرية والعربية بسيرة فنية حافلة بدأت منذ عشرينيات القرن الماضي وترسخت في الذاكرة الفنية حتى يومنا هذا.
ولد عبدالوهاب عام 1902 في القاهرة وترعرع في بيئة محافظة جدا اذ حرص والده الذي عمل مؤذنا وقارئا للقرآن على إلحاقه بالكتاب التابع لجامع (سيدي الشعراني) كي يكتسب علوم القرآن ويلتحق بعد ذلك بالأزهر ويتابع خطاه غير أن عبدالوهاب قد أبدى منذ صغر سنه شغفا واعجابا بالموسيقى.
وداوم الموسيقار الراحل على الاستماع لشيوخ الغناء في مصر في تلك الفترة مثل سلامة حجازي وعبدالحي حلمي وصالح عبدالحي ولم يتردد بالذهاب خلسة الى (الموالد) والافراح من دون علم أهله ليشهد الوصلات الغنائية والطربية.
وعلى الرغم من معارضة أهله لميوله الموسيقية انضم عبدالوهاب الى فرقة مسرحية كانت تقيم عروضها في منطقة الحسين متخفيا تحت اسم (محمد البغدادي) ليغني بين الفصول المسرحية ويواصل شغفه الفني لكنه لم يستمر في الفرقة بعدما اضطر للهروب من أهله الذين اكتشفوا أمره.
الا ان عائلة عبدالوهاب تراجعت عن رفضها ووافقت لاحقا على انخراطه في الفن مرتضية شغفه الموسيقي والغنائي لكنه واجه اعتراضا اخر على دخوله المجال الفني من قبل أمير الشعراء أحمد شوقي الذي رأى أن الفتى عبدالوهاب كان أصغر جدا من أن يحترف الفن آنذاك.
وبالرغم من المعارضات فان عبدالوهاب اثبت بشغفه انه غير قابل للمساومة ولم يدع لذلك المنع مجالا في مشواره وواصل عمله باصرار وشارك في العديد من الحفلات وأكمل دراسة الموسيقى.
وقابل عبدالوهاب معلمه ومرشده الفني سيد درويش الذي كان له الأثر الكبير في مسيرته الفنية كما كان للشاعر احمد شوقي دور كبير في مسيرته حيث دعمه بشدة بعد ان كان معارضا له.
ولم يقتصر نشاط عبدالوهاب على التلحين والتأليف الموسيقي بل خاض العديد من التجارب السينمائية ممثلا خلال فترة الثلاثينيات والاربعينات من القرن الماضي ومن أبرز أعماله فيلم (الوردة البيضاء) و(دموع الحب) و(ممنوع الحب).
وحاز عبدالوهاب خلال مشواره الفني الطويل العديد من الجوائز وأطلقت عليه جمعية المؤلفين والملحنين في باريس لقب "فنان عالمي".
وغيب الموت عبدالوهاب عن الساحة الفنية العربية في عام 1991 لكنه لا يزال حاضرا في أغنياته وألحانه وأفلامه.(النهاية) ش ه د / ط أ ب