باريس - 4 - 3 (كونا) -- قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت ونظيره الالماني فرانك-فالتر شتاينماير اليوم الجمعة ان جهود احياء المفاوضات لانهاء النزاع في شرق اوكرانيا "لم تحرز تقدما ملموسا" في العملية السلمية اثر "غياب التزامات حقيقية" من موسكو وكييف.
جاء ذلك بعد اجتماع مطول بباريس جمع وزراء خارجية فرنسا والمانيا الى جانب الاوكراني بافلوف كليمكين والروسي سيرغي لافروف لبحث تطورات الاحداث في شرق اوكرانيا وبحث مقترحات الاجتماع الوزاري الأخير في مدينة ميونيخ في اوائل فبراير والتركيز على ثلاثة نقاط هي تعزيز وقف إطلاق النار واجراء الانتخابات المحلية في دونباس وتأمين هذه الانتخابات.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان ان الاجتماع توصل الى الاعلان عن اجراء انتخابات محلية في منطقة دونباس الاوكرانية الموالية لروسيا في فترة لا تتجاوز نهاية النصف الاول من عام 2016 وهي خطوة تطالب باريس وبرلين من كييف الموافقة على تنظيمها منذ اشهر.
ووفق البيان اكد الوزير ايرولت اهمية تبني قانون انتخابي لتنظيم انتخابات محلية قبل نهاية النصف الاول من هذا العام مضيفا ان ضمان امن تنظيم الانتخابات يتطلب "بذل مساعي حقيقية من قبل كييف وموسكو لضمان الامن على الارض" معتبرا ان الاجتماع "لم يحرز التقدم الذي املنا به على الرغم من ان المحادثات كانت صريحة ومباشرة".
ودعا الاطراف إلى إعادة التأكيد علنا على التزامها الامتناع عن اي استخدام للاسلحة في المنطقة الامنية بما في ذلك لاغراض التدريب مشددا على ضرورة تقديم جميع المعلومات اللازمة لبعثة منظمة الامن والتعاون الخاصة لمراقبة الوضع في اوكرانيا والتحقق الفعلي من سحب جميع الاسلحة الثقيلة من دون تأخير.
وطالب ايرولت الاسراع في التنفيذ الكامل في ازالة الالغام وضمان وصول المساعدات الانسانية الدولية الى المدنيين المحتاجين في المناطق المتضررة من النزاع دون عوائق داعيا الى اطلاق سراح وتبادل جميع الاسرى وجميع المحتجزين بشكل غير قانوني قبل 30 ابريل المقبل.
وقال "ان هناك استعداد للمضي قدما في الملف الاوكراني وحققنا تقدما في نقاط محددة الا اننا بحاجة لتحقيق نتيجة فعالة رغم وجود بعض التوترات بين الطرفين الروسي والاوكراني للوصول الى حل جذري لهذا الصراع الصعب".
من جهته اعرب وزير الخارجية الالماني في تصريح صحفي عن "عدم رضاه" على الطريقة التي تجري بها كييف وموسكو المفاوضات مضيفا ان الاجتماع لم يتح احراز "تقدم بشان العملية السياسية" لتسوية النزاع في شرق اوكرانيا.
ويرى الغرب ان تنظيم انتخابات في شرق اوكرانيا المتمرد "انفتاح من اجل عودة الاندماج السياسي لاوكرانيا" الا ان سلطات كييف تخشى ان تستخدمها روسيا التي تتهمها بتقديم دعم عسكري للانفصاليين وسيلة لزعزعة استقرار مجمل اوكرانيا.
وشهدت حدة المعارك بين الجيش الاوكراني والمتمردين في شرق البلاد تراجعا كبيرا منذ التوصل الى هدنة جديدة في سبتمبر 2015 لكن اعمال عنف متقطعة وانتشار الالغام في منطقة الحرب لا تزال ترفع حصيلة ضحايا هذا النزاع الذي اوقع اكثر من تسعة آلاف قتيل في نحو عامين. (النهاية) م م ب / م م ج