تونس - 22 - 2 (كونا) -- دعت رئيس مجلس سيدات الأعمال العرب الشيخة الدكتورة حصة سعد العبدالله الصباح الى تعزيز دور المرأة العربية في التنمية الاقتصادية خصوصا في قطاع المشاريع الصغرى والمتوسطة ما سيكفل الاستقرار الاجتماعي في العالم العربي.
وقالت الشيخة حصة في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) وتلفزيون الكويت على هامش مشاركتها بمؤتمر (التفاعل بين صاحبات المشاريع .. حاضنة التنمية المستدامة) الذي انطلقت اعماله اليوم الاثنين إن تعزيز دور المرأة العربية والتونسية في التنمية الاقتصادية خصوصا في قطاع المشاريع الصغرى والمتوسطة سيكفل الاستقرار الاجتماعي في المنطقة العربية.
وأضافت أن مجلس سيدات الأعمال العرب يسعى للنهوض بالمرأة العربية اقتصاديا وسيعمل في هذا السياق على تنفيذ مشاريع مشتركة مع نساء أعمال في تونس مشيرة إلى أنه للكويت باع طويل في العمل الاستثماري والاقتصادي بتونس.
وفي كلمتها أمام المؤتمر الذي ينظمه (المجلس الدولي لصاحبات المشاريع) أكدت الشيخة حصة أن العالم العربي يواجه تحديات كبيرة على جميع المستويات خاصة في المجال الاقتصادي داعية إلى دعم وتعزيز دور المرأة العربية في هذا الخصوص لاسيما وأن "حلول التنمية في يد المرأة العربية التي مارست عبر التاريخ أدوارا رائدة ولعبت دورا أساسيا في تغيير المجتمعات".
وطالبت بتأهيل المرأة العربية وتدريبها بشكل مستمر مهنيا وفنيا وعلميا لتلبي حاجة سوق العمل وتساهم في التنمية الاقتصادية مشيرة إلى أن مجلس سيدات الأعمال العرب وطد علاقاته بالمنظمات الإقليمية والدولية المماثلة لتبادل الخبرات والتعاون بهدف تعزيز إدماج المرأة العربية في الدورة الاقتصادية.
كما دعت في هذا الصدد إلى تبني برنامج عمل على المستوى العربي لدفع النمو الاقتصادي يتضمن تعزيز القدرة التنافسية وتنمية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبناء رأس المال البشري المؤهل وتطوير منظومة البحث العلمي وخلق المناخ الاستثماري الجاذب وتكثيف التعاون الاقتصادي بين الدول العربية والإسراع في تنفيذ السوق العربية المشتركة.
وشددت الشيخة حصة على أهمية المشاريع الصغرى والمتوسطة في زيادة تنافسية الاقتصاد وتحقيق التماسك الاجتماعي "حيث تساعد في خفض الفجوة بين مداخيل الفئات المختلفة وتوسيع الطبقة المتوسطة التي تمثل أساسا للاستقرار الاجتماعي وتحمي اقتصاد الدولة من الأزمات".
وأوضحت أن المشاريع الصغرى والمتوسطة تساهم في العالم العربي بنسبة لا تزيد عن 20 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي "وهي نسبة متواضعة مقارنة بمساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي للدول المتقدمة أو الاقتصادات الصاعدة حيث تصل إلى 70 بالمئة".
وذكرت أن القطاع الخاص يلعب دورا حيويا في تمكين المرأة العربية والرفع من إنتاجيتها ومساهمتها في التنمية مؤكدة أن "تمكين المرأة أصبح مؤشرا اقتصاديا يقاس به تقدم الأمم ونهوضها".
وأشارت إلى أن المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية أطلقت شعارا عالميا جديدا وهو (المرأة شريك في التنمية) "إلا أن المرأة العربية تواجه مأزقا شديدا بإبخاس قيمة عملها فيما تعمل نسبة كبيرة من النساء في القطاع غير الرسمي وغير المسجل في حين تنتمي 80 بالمئة من النساء في العالم العربي إلى الطبقات ذات الدخل المنخفض".
وبينت الشيخة حصة أن المساهمة الاقتصادية للمرأة العربية منخفضة مقارنة ببقية مناطق العالم حيث لا تتجاوز مساهمتها في ساعات العمل نسبة 20 بالمئة حيث يعمل ثلثا النساء العرب في القطاع الزراعي وهو مجال لا يتم فيه تسجيل ساعات العمل والأجور عادة ما تسلم بصفة مباشرة ما يحول دون حصرها.
في المقابل نجحت المرأة العربية في السيطرة على بعض المهن مثل التمريض والخدمة الاجتماعية بنسبة 68 بالمئة من العاملين في هذا القطاع والتدريس بحوالي 40 بالمئة "بل إن 50 بالمئة من خريجي كليات الصيدلة والتمريض العربية من النساء في حين يتضاءل نصيب المرأة العربية في قطاع التصنيع ويكاد ينعدم في المجال العسكري".
وشددت الشيخة حصة على أن "تكون المرأة العربية شريكا كاملا في التنمية من أجل بناء مجتمع متوازن والنهوض بالاقتصاد العربي".
ويقيم المجلس الدولي لصاحبات المشاريع مؤتمر (التفاعل بين صاحبات المشاريع .. حاضنة للتنمية المستدامة) الذي تستمر اعماله على مدى يومين تحت إشراف الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ومشاركة عدد من نساء الأعمال من تونس والبحرين والجزائر وليبيا اضافة الى ممثلين عن البنك الدولي والاتحاد الأوروبي يناقشون تعزيز دور المرأة في التنمية الاقتصادية. (النهاية) خ س ج / م ع ع