(خبر موسع) الكويت - 3 - 1 (كونا) -- قطعت المملكة العربية السعودية اليوم الاحد العلاقات الدبلوماسية مع ايران في تطور تلا يومين من الاحداث التي انطلقت مع تصريحات تحريضية اطلقها مسؤولون ايرانيون في اعقاب قيام المملكة بتنفيذ أحكام قضائية بحق 47 شخصا ادينوا بتهم ارهابية.
وادت هذه التصريحات التي استدعت ادانات خليجية وعربية واسلامية الى قيام مجموعات باقتحام السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد ما تسبب ايضا بسلسلة ادانات خليجية وعربية واسلامية كما حدت بالمملكة الى الاعلان على لسان وزير خارجيتها عادل الجبير عن قرارها قطع علاقاتها الدبلوماسية مع ايران بسبب "عدم احترامها للاتفاقيات الدولية ومراعاتها للاعراف الدبلوماسية وسجلها الحافل في الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية المعتمدة لديها".
وقال الجبير في مؤتمر صحفي مساء اليوم الأحد ان بلاده طالبت المسؤولين بالسفارة الايرانية في الرياض والقنصلية العامة بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة.
وأوضح ان ايران لديها سجل حافل مليء بالاعتداءات على السفارات الاجنبية والبعثات الدبلوماسية المعتمدة لديها دون ان تتخذ أي اجراءات لمنعها بل والمساعدة في المزيد من الاعتداءات من خلال التصريحات التحريضية.
واشار الى "ان الاعتداءات التي تعرضت لها السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد تأتي بعد تصريحات عدوانية من النظام الايراني ما يشكل تحريضا سافرا وواضحا على شن هذه الاعتداءات".
واكد الجبير "ان هذه الاعتداءات وغيرها تأتي في اطار السياسات الايرانية المعروفة تاريخيا بهدف زعزعة الامن والاستقرار في المنطقة" مبينا "ان النظام الايراني كان ولا يزال يوفر ملاذا آمنا للارهابيين من تنظيم القاعدة ومرتكبي تفجيرات الخبر شرق المملكة عام 1996".
وأضاف ان "النظام الايراني يقوم ايضا بالمساعدة في تهريب الاسلحة والمتفجرات فضلا عن تاريخه الطويل في التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية واشاعة الفتنة والحاق الخراب والدمار بالمنطقة".
قرار المملكة جاء بعد سلسلة من المواقف الخليجية والعربية والاسلامية كان ابرزها موقف دولة الكويت اليوم والتي اكدت وقوفها الى جانب المملكة العربية السعودية وتأييدها لكافة الاجراءات التي تتخذها للحفاظ على امنها واستقرارها معربة عن ادانتها لاقتحام السفارة السعودية في طهران.
ونقلت الخارجية الكويتية في بيان عن مصدر مسؤول القول إن دولة الكويت "تقف الى جانب المملكة العربية السعودية الشقيقة وتؤيدها في كافة الاجراءات التي تتخذها للحفاظ على امنها واستقرارها".
كما اعرب المصدر عن "ادانة واستنكار دولة الكويت الشديدين للاعتداء الذي قامت به جموع من المتظاهرين ضد سفارة المملكة العربية السعودية الشقيقة بطهران وقنصليتها في مشهد والتي ادت الى اقتحام مبنى السفارة واضرام النيران فيها".
وحمل المصدر السلطات الايرانية مسؤولية الوفاء بالتزاماتها لحماية مقر السفارة السعودية وسلامة موظفيها واصفا هذه الاعتداءات بأنها "تعد انتهاكا صارخا لاتفاقية فيينا الخاصة بالتزام الدول بحماية وصون البعثات الدبلوماسية وضمان سلامة طاقمها".
ودعا السلطات الايرانية الى الالتزام بكافة القواعد والاعراف الدولية التي تنص على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
ويأتي موقف دولة الكويت في إطار مواقف خليجية وعربية واسلامية متصاعدة شجبت وادانت التدخل الايراني في الشؤون الداخلية السعودية والاعتداء على السفارة في طهران والقنصلية في مشهد.
وكان اخر هذه الادانات موقف منظمة التعاون الإسلامي التي طالبت في الوقت نفسه بعدم التدخل في الشأن الداخلي للدول الأعضاء.
ودعت الأمانة العامة للمنظمة في بيان إلى ضرورة احترام اتفاقية (فيينا) للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 والقانون الدولي الذي يحمي حرمة البعثات الدبلوماسية والملزمة للجميع طبقا لما تفرضه من حصانة واحترام للبعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى اية دولة.
وأكدت دعمها لجهود المملكة العربية السعودية في مكافحة "الإرهاب" والتطرف العنيف.
كما أكدت حرصها وتمسكها بميثاق المنظمة الذي يقضي "بالتقيد الصارم بمبدأ عدم التدخل في الشؤون التي تندرج أساسا ضمن نطاق التشريعات الداخلية لأية دولة ومبدأ عدم التدخل في الشأن الداخلي للدول الأعضاء".
كما دانت الجامعة العربية بأشد العبارات الاعتداء الذي تعرضت له سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد داعية إلى عدم التدخل في شؤون الدول أو التعليق على الأحكام القضائية بها.
واعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي في بيان أن ذلك يعد انتهاكا صارخا للمواثيق والأعراف الدولية محملا الحكومة الايرانية مسؤولية حماية هذه المقرات وفقا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961.
وأكد العربي ضرورة احترام ايران مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية والتي من حقها المشروع الحفاظ على أمن مواطنيها والسلم الأهلي ووحدة نسيجها الاجتماعي مشددا في هذا الشأن على أنه ليس من حق أي طرف التعليق على الأحكام القضائية للدول.

بدوره دان الأزهر الشريف الاعتداءات على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد معربا عن تضامنه مع السعودية "ملكا وشعبا" وداعيا الى ضرورة احترام الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية وعدم التدخل فيها.
وأكد الازهر الشريف كذلك "ضرورة احترام علاقات الجوار التي حث عليها الاسلام وأقرتها المواثيق الدولية".
من جهته دان رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان التدخل الايراني في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية مؤكدا الوقوف خلفها ودعم القرارات التي اتخذتها لمحاربة الارهاب وملاحقة مثيري الفتن.
وندد الجروان في بيان بالاعتداءات "الهمجية على سفارة المملكة العربية السعودية في طهران وقنصليتها في مدينة مشهد الايرانية" محملا "السلطات الايرانية المسؤولية الكاملة عن هذه الأعمال الارهابية بموجب التزامها باتفاقية فيينا لعام 1961 والقانون الدولي اللذين يحتمان على الدول مسؤولية حماية البعثات الدبلوماسية".
كما "استنكر التدخل الايراني السافر في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية والذي جاء من خلال التصريحات الايرانية العدائية والتحريضية بشأن تنفيذ المملكة العربية السعودية للأحكام الشرعية الصادرة بحق الارهابيين".
واعتبر الجروان تلك التصريحات "مساهمة في التحريض على الاعتداء على البعثات الدبلوماسية السعودية".
وأكد "ان البرلمان العربي يقف خلف المملكة العربية السعودية والقرارات التي اتخذتها لمحاربة الارهاب بكافة أشكاله وملاحقة مرتكبي الأعمال الارهابية ومثيري الفتن وتقديمهم للقضاء". كما دانت كل من مصر والسودان والسلطة الفلسطينية واليمن التدخل الايراني في الشؤون الداخلية السعودية والاعتداء على السفارة معربين عن وقوفهم الى جانب المملكة في مواجهة الجماعات "الإرهابية" وحقها في "اتخاذ كل التدابير التي من شأنها حماية أمنها الداخلي".
من جهتها جددت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية دعمها للجهود التي تبذلها السعودية في مواجهة مختلف التهديدات التي تواجه المنطقة والعالم وادانت الهجوم على سفارة وقنصلية الرياض بإيران.
ووصفت الخارجية البحرينية في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية الاعتداءين على سفارة المملكة العربية السعودية في مدينة طهران وقنصليتها في مدينة مشهد بإيران بأنهما "إرهابيان".
اما دولة قطر فأكدت تضامنها مع المملكة "فيما تتخذه من اجراءات لتعزيز الامن والاستقرار" معربة عن ادانتها للهجوم على سفارة المملكة في العاصمة الايرانية طهران ودعمها "التام لكافة الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية الشقيقة في مواجهة مختلف التهديدات التي تواجه المملكة والمنطقة".
من جهتها أعربت دولة الإمارات التي استدعت السفير الايراني محمد رضا فياض لديها لتسلميه مذكرة احتجاج خطية "على خلفية التدخل الايراني في الشأن السيادي للمملكة العربية السعودية" عن تأييدها الكامل ووقوفها "الراسخ والمبدئي" مع المملكة العربية السعودية فيما تتخذه من اجراءات رادعة "لمواجهة الارهاب والتطرف".
وقال وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في تصريح "ان ما اتخذته المملكة يعد رسالة واضحة ضد الارهاب ودعاة ومثيري الفتنة والفرقة والاضطرابات الذين يسعون لتمزيق وحدة المجتمع وتهديد السلم الاجتماعي في المملكة".
المواقف الخليجية والعربية والاسلامية الاخيرة جاءت بعد ان كان مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد اعرب عن ادانته "الاعتداءات الهمجية" على السفارة السعودية في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد محملا السلطات الإيرانية المسؤولية الكاملة عن هذه "الأعمال الإرهابية".
وقال الامين العام للمجلس الدكتور عبداللطيف الزياني في بيان صحفي إن فشل السلطات الايرانية "في منع هذه الاعتداءات يمثل إخلالا جسيما بالتزامات إيران لحماية البعثات الدبلوماسية بموجب اتفاقية فيينا لعام 1961 والقانون الدولي".
واستنكر الزياني "التصريحات الإيرانية العدائية والتحريضية بشأن تنفيذ المملكة العربية السعودية للأحكام الشرعية الصادرة بحق الإرهابيين" معتبرا إياها "تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية".
وأكد أن "تلك التصريحات قد شجعت على الاعتداءات على البعثات الدبلوماسية السعودية".
كما أكد أن "دول مجلس التعاون تقف صفا واحدا مع المملكة العربية السعودية في استنكارها لهذه الأعمال الإرهابية ضد بعثات المملكة العربية السعودية في إيران وتحمل السلطات الإيرانية المسؤولية الكاملة عنها".
وشدد على أن دول المجلس تدعم "القرارات التي اتخذتها المملكة لمحاربة الإرهاب بكافة أشكاله وملاحقة مرتكبي الأعمال الإرهابية ومثيري الفتن والقلاقل وتقديمهم للقضاء العادل". (النهاية) ب ش ر