الكويت - 30 - 3 (كونا) -- أعربت وكيلة الأمين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية ومنسقة الاغاثة الطارئة فاليري آموس عن التقدير والشكر لدولة الكويت على استضافتها المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا الذي ينطلق غدا برعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
وتناولت آموس في كلمتها أمام المؤتمر الدولي الثالث للمنظمات الخيرية والانسانية غير الحكومية المانحة للشعب السوري الذي انطلق هنا اليوم معاناة الشعب السوري في ظل الازمة الانسانية الكبيرة التي دخلت عامها الخامس.
واشارت الى ملايين النازحين واللاجئين السوريين لاسيما الاطفال والنساء الذين باتوا بأمس الحاجة الى المتطلبات الحياتية الاساسية والرعاية الصحية والغذاء سواء في داخل سوريا أو خارجها.

واكدت وكيلة الامين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية ومنسقة الإغاثة الطارئة اهمية الدور الذي تؤديه المنظمات والهيئات الخيرية في تعبئة الموارد المالية لعام 2015 لمساعدة الشعب السوري.
وقالت اموس في كلمتها ان "جميع المنظمات المشاركة في المؤتمر شركاء في المبادئ والقيم الانسانية" مؤكدة في هذا الصدد التزام الامم المتحدة بالعمل مع المنظمات المعنية لتخفيف معاناة الشعب السوري.
واضافت انه " بعد دخول الازمة في سوريا عامها الخامس لازلنا نرى مستويات لا مثيل لها من الوحشية رغم قرارات مجلس الامن الدولي التي تدعو الى حماية المدنيين ولاسيما الاطفال والنساء " معربة في الوقت ذاته عن اسفها لفشل الحكومة السورية في تلبية القرارات ذات الصلة.
وذكرت ان ارتفاع العنف في محافظة ادلب الاسبوع الماضي ادى الى تشريد مئات الالاف من الاشخاص الى دول مجاورة مشددة على ضرورة التوصل الى حل سياسي للازمة السورية لوضع حد لمعاناة الشعب السوري التي تتفاقم يوما بعد آخر.
واوضحت ان هناك 6ر5 مليون طفل سوري تقريبا يحتاجون الى المساعدة الملحة في حين تسرب اكثر من مليونين طفل من المدارس بسبب الصراع الذي دمر عددا كبيرا منها.
ووصفت اموس الوضع الصحي في سوريا بانه "مأساوي للغاية" اثر استهداف 183 منشأة طبية خلال السنوات الاربع الماضية ما ادى الى مقتل 600 عامل في المجال الطبي.
وذكرت ان الامم المتحدة طلبت من اطراف النزاع الوصول الى 33 منطقة محاصرة يصعب الوصول اليها مفيدة بأن عدد المحاصرين ارتفع من 212 الف محاصر الى نحو 440 الفا.
واكدت آموس حرص مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة (اوتشا) على العمل مع المنظمات غير الحكومية مشيرة الى ان "النجاح لن يكتمل من دون تعاون (اوتشا) مع هذه المنظمات".
من جهته قال ممثل منظمة التعاون الاسلامي هشام يوسف في كلمة له ان الجهود الانسانية التي تبذل في سوريا تعد من اصعب المهام تعقيدا وخطورة لافتا الى مقتل اكثر من 600 شخص خلال تقديمهم المساعدات الانسانية للشعب السوري.
واضاف انه "مع دخول الازمة السورية عامها الخامس اصبح اكثر من 80 في المئة تحت خط الفقر وملايين الاطفال والشباب لم يتلقوا التعليم على مدى السنوات الاربع الماضية".
واكد ان استمرار الازمة استدعى استمرار الفتنة الطائفية والمذهبية وادى الى خلق اختلالات وشروخ في اسس المجتمع السوري الذي بات يعاني التفكك الاجتماعي.
وشدد على ضرورة توفير الدعم اللازم للمنظمات الدولية ودول الجوار السوري لتلبية الاحتياجات الانسانية للشعب السوري داخل سوريا وخارجها في ظل استمرار الازمة من دون اي حل.
وقال ان لبنان يستضيف نحو 25 في المئة من حجم عدد سكانه من اللاجئين السوريين فيما يستضيف الاردن عشرة في المئة من عدد سكانه.
ولفت الى اهمية القمة الانسانية التي ستعقد في تركيا عام 2016 معتبرا اياها فرصة للمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني للتشاور من اجل تطوير النظام الانساني بما يحقق مصالح المنطقة.
واعرب عن الامل في ان يكون المجتمع الدولي على قدر المسؤولية وان لا يسمح باستمرار العجز في المساعدات الانسانية محذرا من تداعيات الازمة السورية في حال لم يتوفر الحد الادنى من الاحتياجات الانسانية للشعب السوري.
وكان المؤتمر الدولي الثالث للمنظمات الخيرية غير الحكومية المانحة للشعب السوري قد انطلق في وقت سابق اليوم بمشاركة اكثر من 100 منظمة محلية واقليمية ودولية و140 شخصية مهتمة في دعم العمل الخيري لاعلان التعهدات الجديدة لدعم الشعب السوري.
ويأتي انعقاد المؤتمر قبل يوم واحد من استضافة الكويت غدا المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا برعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وبالتعاون مع منظمة الامم المتحدة.(النهاية) ف ك