من زهراء الكاظمي

الكويت - 17 - 3 (كونا) -- أكدت دراسة علمية كويتية حديثة ضرورة المحافظة على الحياة الفطرية في الكويت ومكوناتها علاوة على التنوع الاحيائي في البلاد والعودة بالبيئة البرية للكويت الى غناها بالحيوانات والنباتات الفطرية والطيور وغيرها الى عهدها السابق.
وقال عضو الجمعية الكويتية لحماية البيئة الدكتور علي الدوسري لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم إن دراسته الصادرة أخيرا بعنوان (التنوع الاحيائي في البيئة الكويتية) هي حلقة من سلسلة دراسات تغطي الفترة من عام 1985 وحتى الآن وتتناول اختلاف الغطاء النباتي في الكويت قديما عما هو الآن.
وأضاف الدوسري أنه كانت هناك في الكويت نباتات معمرة وأخرى موسمية تنبت خلال مواسم سقوط الأمطار وتعتمد عليها السكان والابل والاغنام في بادية الكويت موضحا أن دراسته تناولت كيف كان الكويتيون قديما يحافظون على البيئة المحيطة بهم ويحرصون عليها لكن مع ظهور النفط بدأت الأمور بالنسبة للبيئة تتغير نحو الأسوأ وقبلها كانت الكويت تزخر أواخر الثلاثينيات من القرن الماضي بالغزلان والظباء.
وأوضح أن هناك بعض أنواع الحياة الفطرية التي ستتعرض للانقراض "وربما لن يشهدها أبناؤنا منها نبات (العوسج) من البيئة الصحراوية الذي يواجد بأشكال متفرقة لا تتعدى 500 شجرة في الكويت" لافتا الى أن معهد الكويت للأبحاث العلمية بادر بزراعة نحو 40 الف نبتة عوسج في منطقة اللياح لتكون نواة مستقبلية لانتشار البذور قبل انقراضها إذ لا تتجاوز أعداد هذا النبات الالف نبتة على امتداد مساحة الكويت.
وأفاد بأن نبات (الطرفة) يوجد بوفرة في المنطقة الممتدة من شاطئ الصليبيخات حتى محمية الطيور في الجهراء ويتعرض الى تدهور شديد نتيجة التوسع العمراني في مناطق (الدوحة وسعد العبدالله وشرق الصليبيخات) وتعرضها للتدهور والردم ولم يبقى منها إلا بضع مئات فقط.
وعن نبات (السدر البري) ذكر انه يوجد في (بحرة حوشان) شمال الكويت والآن هو دون العشر شجيرات وآخر ما يوجد في الكويت عبارة عن شجيرات يتوقع انقراضها بأي لحظة حيث تعرضت للحرق أحيانا والعبث والاحتطاب.
وبين الدوسري أن نبات (الارطة) لم يتبق منها الا بضع نباتات في محطة الأبحاث الزراعية بكبد التابعة لمعهد الكويت للأبحاث العلمية وقد اختفت من الكويت حاليا فضلا عن نبات (الغردق) الذي اختفى وبقي منه القليل في منطقة غضي ومحمية صباح الأحمد إلى الصبية وهي شديدة التدهور وهذه المحمية تعد المصدر الرئيسي لبذور نباتات (الغردق) حاليا.
وقال إن الدراسة أظهرت أن النظرة الموضوعية العامة للمنطقة تبين أن النباتات الملحية غير متجددة كما النباتات الصحراوية والسبب تدهور النباتات الملحية على المستويين المحلي والإقليمي ما يقلل فرص الامداد بالبذور في المنطقة وسط غياب رافد مغذ بالبذور المحمولة في رواسب السافي عبر الرياح في الكويت والتي تغلب عليها الرياح الشمالية الغربية.
وذكر أن مخزون البذور الناتج من هذه الرواسب ومن ذلك الاتجاه الغالب معظمه إن لم يكن كله من بذور النباتات الصحراوية لذا لا نخشى حاليا من اندثار للنباتات الصحراوية ك(العرفج أو الرمث أو الثندى أو الكداد).
وبين أن هذه الرياح توفر المخزون الوافي حتى أن المحميات لا تحتاج لتأهيل بشري لقدرتها على تأهيل نفسها من خلال بذور النباتات الفطرية المحمولة مع الرمال السافية لافتا بأن المحميات التي تقع في مسارات الرمال الطبيعية هي الأسرع تأهيلا بالمقارنة مع غيرها من المحميات التي ليست في المسارات الطبيعية للرمال.
وأشار الدوسري الى أن محمية كبد الواقعة في مسار رملي نشط أسرع تأهيلا من اللياح التي تتجنبها مسارات الرمال موضحا الفوائد المرجوة من تلك النباتات وعلاقتها بالانقراض كونها جزءا مهما من النظام الايكولوجي واختفائها يؤثر في هذا النظام سلبا.
ولفت الى اختفاء الذئاب من الكويت خلال فترات متقاربة بأقل من عقد من الزمان بدءا بالغزلان والظباء والأرانب ثم انعكس سلبا على النباتات الفطرية من خلال الرعي الذي يفوق الطاقة الرعوية للكويت.
وأكد بحسب دراسات علمية قام بها معهد الأبحاث للنباتات الفطرية أيضا أن للنباتات دورا مهما في التحكم في السافي والرمال المتحركة وكسر حدة العواصف الرملية والغبارية لقدرة النبات على حجز كميات متفاوتة حسب حجم النبات.
وقال ان دراسات المعهد أظهرت أن الغبار المترسب في مصائد الغبار معظمه ناتج من إعادة تحفيز أو إعادة الحركة بعد تساقطه الأول ولا يمنع إعادة تحفيز ذرات و حبات الغبار إلا النباتات الفطرية وباختفائها تتضاعف كميات الغبار.
وأشار الى أن محمية صباح الأحمد هي الأقل بين مناطق الكويت في كميات الغبار نتيجة كثافة غطائها النباتي والذي كان له الدور الفاعل في منع حبيبات الغبار بعد تساقطها من الحركة نباتاتها خصوصا (الرمث) النبات الغالب في المحمية والذي يتواجد في معظم أوديتها.
وعن أهم النباتات المعمرة في الكويت ومتوسط حجم الرمال المحجوزة خلفها يظهر أن نبات (العوسج والغردق والرمث) هي الأعلى بين النباتات الفطرية وقدرتها على حجز الرمال حيث تحتجز ما مقداره متر مكعب على التوالي.
وبين الدوسري أن دراسته أظهرت ايضا أن نبات (الغردق) من البيئة السبخية و(العوسج والرمث) من البيئة الصحراوية الأكثر جودة كمصائد فاعلة طبيعية للرمال المتحركة ما يجعلهما الأكثر فاعلية للتطبيقات المستقبلية للدولة في مجال التحكم في الرمال.
وبين أنه توصل الى المعادلة الرياضية لحساب كلفة إزاحة الرمال من المنشآت في الكويت (الطرق السريعة ومحطات الكهرباء وقاعدة علي السالم وآبار النفط ومراكز التجميع) في عامي 1993 و2013 حيث ارتفعت الكلفة المادية خلال ما يقرب من 20 سنة بمقدار ثلاثة أضعاف تقريبا.(النهاية) ز ا ك / ت ب