الكويت - 5 - 1 (كونا) -- تشهد العلاقات التجارية والاقتصادية بين دولة الكويت والجمهورية الاسلامية الايرانية نموا مطردا تؤكدها الزيارات الرسمية التي قام بها المسؤولون من كلا البلدين الصديقين في الاونة الاخيرة.
ومن المقرر ان يقوم وزير الاقتصاد والشؤون المالية الايراني علي طيب نيا بزيارة رسمية الى الكويت غدا الثلاثاء على رأس وفد اقتصادي وتجاري رفيع المستوى يبحث خلالها سبل تقوية العلاقات الثنائية ومتابعة ما تم تنفيذه من اتفاقيات تم توقيعها.
وسيلتقي الوزير مع مسؤولين كويتيين فضلا عن اقتصاديين من القطاع الخاص خلال زيارته الى غرفة تجارة وصناعة الكويت حيث سيطرح اهم فرص الاستثمار والتجارة في ايران امام نخبة من رجال الاعمال الكويتيين.
وقد تمخضت الزيارات المتعددة لمسؤولي التجارة والاقتصاد في البلدين عن توقيع العديد من اتفاقيات التعاون التجاري والاقتصادي الامر التي عزز العلاقات بين الكويت وايران وكرستها.
وكانت الزيارة التي قام بها حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه الى ايران منتصف العام الماضي العنوان الابرز لنمو هذه العلاقات كونها عملت على فتح آفاق اوسع للتعاون في كافة المجالات.
واثمرت تلك الزيارة التاريخية توقيع ست اتفاقيات تعاون اهمها في الجانب الاقتصادي ما تم توقيعه بشأن النقل الجوي والتعاون الجمركي والسياحي والتبادل التجاري المشترك.
ويرى مسؤولو البلدين ان هناك مساحة كبيرة لتنمية العلاقات الاقتصادية ولكنها حتى هذه اللحظة لاتزال دون مستوى الطموح نظرا للامكانات الهائلة التي يتمتع بها البلدان الجاران.
وكان نائب رئيس الوزراء وزير التجارة والصناعة الكويتي الدكتور عبدالمحسن المدعج صرح بعد توقيعه لعدة اتفاقيات خلال زيارة سمو امير البلاد الى ايران العام الماضي ان البلدين يعملان حاليا على رفع حجم التبادل التجاري بينهما مبينا ان "امر لا يرقى الى طموح البلدين بعد".
وكشف المدعج في تلك الزيارة عن توقيع احدى كبرى شركات القطاع الخاص الكويتية المختصة بصناعة الحديد في طهران اتفاقية مع وزارة الصناعة الايرانية لتزويد الكويت بالحديد والصلب الايراني واصفا تلك الاتفاقية بانها "فاتحة خير بين الكويت وايران في مجال التعاون الصناعي".
الى جانب ذلك شهدت الزيارة التي قام بها سمو امير البلاد الى ايران توقيع اتفاقية التعاون المتبادل في الشؤون الجمركية بين دولة الكويت وايران التي ستعمل على تسهيل اجراءات التبادل التجاري ودخول السلع والبضائع بين البلدين.
وتظهر البيانات الرسمية الصادرة عن الادارة المركزية للاحصاء ان ايران احتلت المرتبة ال14 بين الدول المستوردة للبضائع غير النفطية ومشتقاتها اذ وصل حجم الصادرات الكويتية اليها في الربع الثالث من 2014 الى 3ر5 مليون دينار بزيادة نسبتها 4ر1 في المئة عن الفترة المماثلة من عام 2013.
وكشفت البيانات ان حجم الواردات الايرانية الى الكويت في الربع المذكور بلغ 8ر22 مليون دينار كويتي في حين كانت نسبة كبيرة من الصادرات الكويتية الى ايران على شكل سلع وبضائع معادة التصدير وبلغ اجمالي قيمتها نحو 8ر4 مليون دينار.
وكانت الكويت قد وقعت عام 2007 اتفاقية التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات مع ايران والتي تهدف الى خلق ظروف ملائمة لتنمية التعاون الاقتصادي بين البلدين ومن اهم ما جاء فيها حماية الاستثمارات التي يقوم بها كل من الطرفين وفقا لقوانينه ونظمه على ان تتمتع بالمعاملة العادلة وبالامان الكامل.(النهاية) س م ر / ه ب