الكويت - 5 - 11 (كونا) -- قالت الاكاديمية الدكتورة ليلى السبعان ان انتشار الكلمات العربية اليوم في اللغة الاسبانية دليل على عمق التأثير العربي والاسلامي الذي "ظل حتى يومنا هذا شاهدا على حضارة اسسها العرب في شبه الجزيرة الايبيرية".
واضافت السبعان في كلمة لها في ندوة اقيمت على هامش الملتقى الثقافي لبيرو والكويت الذي تحتضنه مكتبة البابطين ان الباحثين اللغويين في اسبانيا اثبتوا التأثر العميق للغة الاسبانية باللغة العربية بسبب انتشارها الواسع.
وتابعت ان الانتشار الواسع للغة العربية كان في الاندلس وبعض المقاطعات الاسبانية على مدى ثمانية قرون تقريبا ابان الحكم العربي الذي بدأ مع دخول الفاتحين العرب اليها سنة 711 ميلادية واستمر حتى بعد خروجهم منها سنة 1492 ميلادية.
واشارت السبعان الى ان التاريخ يشهد ان العرب اسسوا حضارة في شبه الجزيرة الايبيرية تجلت في انتشار العلوم والفنون والعمران اضافة الى الصناعة والزراعة والهندسة المعمارية ابان تلك القرون الغابرة مما جعل الاندلس انذاك مزدهرة ومركز اشعاع في اوروبا كلها ومحجا لطالبي العلم فيها.
وذكرت ان الفتح الاسلامي للاندلس عرف موجتين بعد فتح القائد طارق بن زياد لها كانت الاولى بقيادة الفاتح موسى بن نصير الحجازي المنبت والدمشقي النشأة في حين كانت الثانية بقيادة الفاتح بليح بن بشر الدمشقي وهذا ما جعل العنصر العربي في اسبانيا كلها ما عدا المقاطعات الشمالية منها هو الاقوى لانه استطاع ان ينشر لغته فيها.
واوضحت ان الدليل على ذلك هو كتاب قيم نشر في مدريد عام 1962 للعالم اللغوي وعضو مجمع اللغة الاسبانية الدكتور رافائيل لابيسا تحت عنوان (تاريخ اللغة الاسبانية).
وقالت السبعان ان الكتاب الموثق يظهر ان اللغة الاسبانية تضم اربعة الاف كلمة عربية بعضها ظل على حاله بينما اصاب اكثرها التحريف كتابة ولفظا وهذا يعني ان ربع اللغة الاسبانية واسعة الانتشار في العالم من اصل عربي.
وبينت ان السبب في تحريف بعض المفردات العربية واسماء المدن والاماكن الجغرافية يعود الى الذوق الاسباني اولا ثم الى افتقار اللغة الاسبانية ذات الاصل اللاتيني الى حروف الضاد العربي في حين انها اقتبست من اللغة العربية احرفا غير موجودة في اللغات الاوروبية ذات الاصل اللاتيني منها حرفي الثاء والخاء. (النهاية) ط م س / ه ب