القاهرة - 16 - 5 (كونا) -- اعتبر الامين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي في اطار تفنيده مبررات كل من المجلس الوطني السوري وهيئة (التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي) بتأجيل مؤتمر المعارضة السورية الذي كان مقررا عقده اليوم تحت رعاية الجامعة ان مصير سوريا والمخاطر المحدقة بها اليوم وبشعبها أهم بكثير من التوقف عند شكل الدعوة أو صيغتها.
وقال العربي في مداخلة له خلال لقائه وفودا أممية ودولية واوروبية وعربية معنية بالشأن السوري ان "المبرر الاول يتعلق بالاعتراض على أن الدعوات وجهت بصفتهم الشخصية وليس التمثيلية كمجلس وطني أو هيئة تنسيق سورية" مؤكدا ان "مصير سوريا والمخاطر المحدقة بها اليوم وبشعبها أهم بكثير من التوقف عند شكل الدعوة أو صيغتها".
واوضح ان "هذا الأمر في نظرنا له ما يبرره حيث لجأت الأمانة العامة الى هذا الأسلوب في توجيه الدعوات تفاديا للخلافات التي تحتدم كلما طرح موضوع التمثيل بناء على الأحجام والأوزان والحصص والتي كلما حاولنا الخوض فيها لم نتوصل الى أي نتيجة أو أي صيغة منطقية يمكن التوافق عليها".
وابدى العربي تعجبه "من أن تكون صيغة توجيه الدعوة سببا في عرقلة انعقاد مثل هذا المؤتمر الهام للمعارضة والذي هو مطلب شعبي سوري وعربي ودولي يتطلع اليه الجميع باعتباره خطوة ضرورية على طريق كسر حالة الاستعصاء التي تعيشها الأزمة السورية".
وأضاف ان "طلب التأجيل من جانب المجلس الوطني السوري وهيئة (التنسيق الوطنية للتغيير الديمقراطي) بدأ يرد الينا تلميحا وتصريحا حتى قبل البدء بتوجيه الدعوات وقبل حتى العلم بصيغتها أو الاعلان عن قائمة المشاركين في الملتقى".
وحول المبرر الثاني لتأجيل اجتماع المعارضة السورية اشار العربي الى انه "لم يتم التشاور معهم حول ما سوف يصدر عن المؤتمر فهذا الأمر مستغرب أيضا لأن أجندة العمل المقترحة في الدعوة كانت واضحة وهي البناء على المعطيات السابقة من أجل توحيد المعارضة السورية أما الصياغة فقد تركت لملتقى المعارضة حرية التداول وتبني ما يناسبها".
واضاف انه كان من الممكن معالجة الاختلافات السياسية بين اطياف المعارضة السورية والتي ليست ذات شأن كبير خاصة عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع معطيات المرحلة الراهنة وهو كان البند الثاني المقترح على جدول الأعمال الاجتماع ويتمثل في التداول في الخيارات السياسية المطروحة أمام المعارضة حول رؤية سياسية للتعامل مع معطيات المرحلة الراهنة بمختلف تحدياتها".
وجدد العربي التأكيد على حرص الجامعة العربية تنسيق جهودها مع كافة الجهات والمنظمات المعنية بسوريا من أجل تحقيق مطالب الشعب السوري قائلا "نحن في الامانة العامة نعمل بكل جهد من أجل انجاح مهمة المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي عنان والتي اجتمعنا على تأييدها في الأمم المتحدة والجامعة العربية ومجلس الأمن".
وعلى صعيد متصل حذر الأمين العام نبيل العربي ونائب المبعوث الأممي العربي المشترك الخاص بسوريا ناصر القدوة من خطورة الأوضاع الراهنة في سوريا في ظل استمرار اعمال العنف والقتل مشددين على ضرورة عقد مؤتمر المعارضة السورية وانجاز مهمة المراقبين الدوليين خلال ثلاثة اشهر.
وطالبا خلال مؤتمر صحافي مشترك لهما في ختام الاجتماع التشاوري الحكومة والمعارضة السورية ب"ضرورة الالتزام بتنفيذ البنود الست الواردة في خطة المبعوث الأممي العربي المشترك كوفي عنان حتى يمكن الانتقال الى المرحلة التالية وهي اطلاق العملية السياسية".
وقال العربي ان "ممثلي اطراف كثيرة أوروبية وأممية ودولية حضرت الى مصر للمشاركة في مؤتمر المعارضة السورية قبل أن يتم تأجيله ولذا وجدنا أنه من الضروري استغلال هذه الفرصة للالتقاء بهم بهدف التشاور وليس لالقاء اللوم على طرف على أحد".
وكشف العربي عن ان القدوة أجرى عدة لقاءات في جنيف مع أعضاء بالمجلس الوطني السوري بهدف اعادة هيكلته في محاولة لجمع المعارضة تحت مظلة واحدة للعمل على تحقيق مطالب الشعب السوري.
من جهته اضاف القدوة انه "عندما نصل الى هذه النقطة سوف نتحرك" موضحا ان "فترة الثلاثة شهور لانجاز بعثة المراقبين الدوليين في سوريا قد قررها مجلس الأمن الدولي وليست متعلقة بالتفويض الممنوح لعنان وهي فترة تؤثر على العمل ولابد أن تؤخذ في الاعتبار".
واكد في هذا السياق ان "عنان أكد أكثر من مرة أن الفترة الممنوحة لبعثة المراقبين ليست مفتوحة زمنيا ولابد ان يراعى العامل الزمني ويؤخذ بعين الاعتبار".
وردا على سؤال حول النتائج التي حققها عنان حتى الآن قال القدوة " هناك بعض النتائج ابرزها وحدة المجتمع الدولي ومجلس الأمن في مجال دعم مهمة عنان وانشاء وارسال بعثة المراقبة من قبل الامم المتحدة وهذا امر لا يستهان به".
وأشار الى وجود انتشار فعلي لبعثة المراقبين التي وصل عددها حتى الآن أكثر من 200 مراقب عسكري غير مسلح بالاضافة الى المراقب المدني للبعثة متوقعا اكتمال وصول البعثة خلال الايام المقبلة.
ومثل دولة الكويت في الاجتماع مندوب دولة الكويت الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير جمال محمد الغنيم.(النهاية) م ف م / ز ع ب / م م ب كونا161742 جمت ماي 12