من كوثر الغانم

الكويت - 31 - 3 (كونا) -- اكدت خبيرة تربوية اهمية الدور الذي تقوم به المؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات في تنشيط العمل التطوعي من خلال المناهج الدراسية والمقررات والأنشطة المدرسة والكشفية ذات العلاقة بالبيئة والثقافة الاجتماعية.
وقالت الخبيرة التربوية لدى برنامج الأمم المتحدة الانمائي الدكتورة لطيفة الكندري لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان العمل التطوعي من المنظور التربوي يساهم في حل المشكلات الاجتماعية ويدرب الناشئة على تعلم مهارات العمل التطبيقي وبخاصة في أوقات الأزمات علاوة على اكتساب مهارات عملية وحياتية وصقل القدرات والاستعدادات التي يتمتع بها الفرد.
واضافت ان من واجب المعلم نحو طلابه تشجيعهم على العمل الصالح وترغيبهم بالعمل التعاوني والمشاركة في الجمعيات والمنظمات العلمية والثقافية باعتبار ان المعلم الجيد هو الذي يملك مهارة التواصل الاجتماعي ويكون قدوة لطلابه.
وذكرت الكندري ان من الاتجاهات الحديثة العناية بالتعلم الخدمي كاحدى الطرق التدريسية التي تهتم بالطالب وترتبط بالمنهج المدرسي مثل منهج التربية الوطنية الذي يهدف الى خدمة المجتمع المحلي من خلال ممارسة الطلاب وتنفيذهم لبعض البرامج والمشروعات الهادفة الى جانب تطوير معارفهم واتجاهاتهم وقدراتهم ومشاركتهم الفاعلة التي تلبي احتياجات مجتمعهم وبيئتهم المحلية وتحقق التعاون والتواصل.
واوضحت ان هناك مجموعة من القيم التي يتعين على المدرسة كمؤسسة من مؤسسات التنشئة أن تجتهد في غرسها في الابناء منها التعريف بآداب وأخلاقيات العمل التطوعي وتشجيع الطلبة المتفوقين للمساهمة في مساعدة المتعثرين.
وشددت على ضرورة تدريب الطلبة عمليا على تجارب العمل التطوعي واستنباط الفوائد منها وتقديم الحوافز المادية والمعنوية للمتطوعين وتشجيعهم على المبادرة والتطوع في خدمة المدرسة والمجتمع قدر الإمكان وفق ميول ورغبات وقدرات الطلبة واستثمار وسائل الاتصال الاجتماعي في بث القيم والتجارب ذات الصلة بالعمل التطوعي.
وأشارت الى دور التربية الاسلامية في تشجيع العمل التطوعي لخدمة الانسانية كونها معنية بأساليب تعبئة المتطوعين وتوظيفهم في تطبيق مكارم الأخلاق وفقا لقدراتهم وامكاناتهم المالية والنفسية والاجتماعية والثقافية.
وقالت ان العمل التطوعي يجمع مجالات عديدة للخير اذ جاء الاسلام ليحث على التعبد والتزكية والتكافل عبر بوابة العمل التطوعي لاسيما في رعاية وحماية وتنمية الطفل.
وذكرت ان من المشاريع المتميزة التي تستحق الاقتباس والتطوير عبر توظيف العمل الوقفي والتطوعي فكرة المكتبات المتنقلة التي تعرفها القواميس التربوية على انها سيارة كبيرة تشبه الشاحنة أو الباص تستخدم كمكتبة متنقلة مبينة ان الفكرة بدأت في أمريكا عام 1905 لمساعدة الأطفال على تنمية حب القراءة في نفوسهم.
واضافت ان المكتبة المتنقلة تخدم طلبة المدارس وبخاصة في مرحلة رياض الاطفال والابتدائية والأندية الصيفية كما تخدم الأهل لدى اصطحابهم الأطفال للتسوق بالمجمعات التجارية والجمعيات التعاونية وتهدف الى تقديم معلومات ثرية للطفل أثناء تسوق الوالدين واستغلال أوقات فراغهم بالنافع والمفيد.
واكدت اهمية دور العمل التطوعي في تنمية المسارات الدراسية لدى الطفل من خلال حشد الطاقات التطوعية وفقا لقدرات كل متطوع وترغيب الطفل بالتعلم والاستكشاف بروح المرح وجعل المدرسة من أفضل الأماكن في حياة الطفل ونشر القصص الناجحة والنماذج الايجابية للعمل التطوعي المقدم للطفل لرفع مستواه الدراسي.
وقالت الكندري ان العمل التطوعي يشعر من يتلقى ثمراته من المحتاجين بالطمأنينة ووجود اخوة يشعرون بما يشعر ويحرصون على تلبية احتياجاته بلا مقابل مادي أو معنوي الأمر الذي ينعكس ايجابا على سلوك الفرد نفسيا وامنيا واخلاقيا واقتصاديا.
وأشادت بمؤسسات النفع العام في الكويت لاسيما المعنية بالطفل حيث ذللت جميع العقبات التي تواجه الطفل خاصة في مجال التحصيل الدراسي مضيفة ان بالامكان تفعيل العمل التطوعي في الاطار المدرسي للارتقاء التعليمي بالطفل.(النهاية) ك غ / ن ف ع كونا310955 جمت مار 12