من يوسف التتان الكويت - 1 - 2 (كونا) -- أصدرت مجلة العربي الكويتية عددها الأول من مجلة (العربي العلمي) متضمنة في طياتها العديد من المواضيع ذات الطابع العلمي وفي الوقت نفسه تحرص على أن تقدم العلوم في شكل ارتباطها بالحياة اليومية للأفراد وليس بوصفها مجرد موضوعات علمية محضة او مجردة.
وقال رئيس تحرير المجلة الدكتور سليمان العسكري لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان هذا المشروع الذي انطلق أخيرا كان أحد أحلام مجلة العربي والتي تم العكوف عليه ودراسته مطولا على مدى السنوات الثلاث الماضية تم خلالها استشارة عدد كبير من خيرة المحررين العلميين والباحثين العلميين والمتخصصين في مجالي العلوم والطب في العديد من الدول العربية والعالم قبل وضع التصور النهائي للمجلة ورسالتها.
واضاف الدكتور العسكري أن المجلة تهتم بتشجيع الشباب العربي على الاقبال على العلوم والبحث العلمي في إطار رسالة المجلة لاشاعة الثقافة العلمية والأفكار العقلانية في المجتمع العربي على حساب الخرافة التي تنتشر انتشارا كبيرا في الذهنية العربية.
وذكر ان المجلة تأتي في اطار اهتمام مجلة العربي نفسها منذ صدورها قبل اكثر من نصف قرن بالعلم والمادة العلمية وتبسيطها للقارىء العربي كما تاتي ضمن اهتمام دولة الكويت بترويج الثقافة بكافة أطيافها إلى العالم العربي من خلال وزارة الاعلام الكويتية التي تصدر عنها المجلة.
وأكد الدكتور العسكري في افتتاحية الاصدار العلمي الجديد ان (العربي) حققت هدفا غاليا طال التطلع إليه باصدار مطبوعة ثقافية علمية مصورة موجهة للقارىء العربي وللشباب بصفة خاصة لترسيخ الوعي العلمي لدى القارىء مشيرا الى المواضيع المتعددة في المجلة ذات الطابع العلمي لكنها في الوقت نفسه تحرص على أن تقدم العلوم في شكل ارتباطها بالحياة اليومية للأفراد وليس بوصفها مجرد موضوعات علمية محضة او مجردة.
وقال ان أحد أهداف هذه المجلة هو بحث اسباب القطيعة بين الذهنية العربية والعلوم تأسيسا على ملاحظة بديهية تقول بأن العقل العربي الإسلامي قدم يوما للعالم منجزا لا يستهان به في العلوم خصوصا في مجالات الطب والعلوم البصرية وغيرها كما أن المجلة تصدر عن يقين بان المنهج العلمي ليس مجرد معادلات صماء تصاغ داخل المختبرات المغلقة بل منهج فكري يستطيع به الفرد أن يدرك من خلاله كل ما يحدث من حوله وفقا لأسلوب علمي يعتمد على الأسباب والنتائج.
كما يتضمن العدد حوارا مع الدكتور المصري فاروق الباز يلقي فيه الضوء على مشروعه لممر التنمية والتعمير في مصر وتكلفته والطريقة المثلى لتحقيقه مشددا على دعوة الشباب للتفكير العلمي والاهتمام بالعلوم باعتبارها الوسيلة الرئيسة لدخول عصر المستقبل.
وفي زاوية (بورتريه) يتطرق المترجم طارق راشد الى احد القامات السامقة لعلم الرياضيات وهو (بنوا ماندلبروت) الأب الروحي للهندسة الكسرية بينما يكتب الدكتور شريف الاسكندراني حول تكنولوجيا النانو وصناعة الغزل والنسيج موضحا تفاصيل الثورة المتوقع حدوثها في هذه الصناعة بعد دخول تقنية النانو إليها.
وفي إطار محاولة قراءة الثورات العربية التي تهب نسماتها في المنطقة تنشر المجلة موضوعا بعنوان (ولدوا ليتمردوا) وفيه يلقى الضوء على التفسير العلمي لفكر التمرد عبر فحص لجين التمرد داخل الإنسان وتسببه في تطويع طاقة الفرد للتمرد والثورة خصوصا إذا قرر الفرد ان يتخذ موقفا معينا للمطالبة بحقوقه الانسانية.
كما يبحر الموضوع نفسه في تشريح عقل المراهق وتكوين المخ في مرحلة المراهقة ملقيا الضوء على جين التمرد في هذه المرحلة وكيف يعمل وفقا للتفسيرات الطبية والعلمية اضافة الى تسليط الضوء على أبرز الشخصيات في العالم ممن عرفوا بتمردهم.
وفي باب (مخطوطة علمية) يلقي الدكتور يوسف زيدان الضوء على واحدة من المخطوطات العلمية العربية بعنوان رسالة في العلوم الحديثة وهي واحدة من مخطوطات مجموعة بلدية الاسكندرية المحفوظة في مكتبة الاسكندرية وهي مخطوطة مهمة لأنها تجيب عن سؤال مهم يطرحه الكاتب في ثنايا عرضه للمخطوط بقوله "إذا صح الظن المشهور بأن الحملة الفرنسية هي التي حملت إلى ديار العرب العلم الحديث وحركة الطباعة خلال السنوات الخمس التي قضتها حملة نابليون بونابرت على مصر والشام (1798-1802) فكيف استطاع العرب أن يلحقوا بركب المعارف الحديثة والعلوم المتطورة بعد سنوات قلائل من رحيل الحملة".
وفي باب (تاريخ العلم) يلقي الدكتور مرسي الطحاوي الضوء على شخصية علمية تاريخية وهو جيوردانو برونو الذي ولد في العام 1548 وأظهر نبوغا مبكرا جعله يدرس العلوم لكنه عاش مشردا بين موطنه ايطاليا وبين فرنسا ثم ألمانيا وأعدم حرقا في سبيل العلم حيث كانت له مؤلفات مهمة في الفلك داعيا الى أفكاره العلمية والفلسفية التقدمية المضادة لما ساد آنذاك من أن الأرض هي مركز الكون "فقال بأن الشمس هي المركز وأن الأرض تدور حولها".
يذكر ان المجلة الجديدة (العربي العلمي) تصدر في قطع كبير في 76 صفحة تتضمن عددا من التبويبات العلمية مثل التكنولوجيا والأخبار العلمية والملفات العلمية إضافة إلى تبويب بعنوان فضاء الأسئلة يجيب إجابات علمية عن العديد من الظواهر اليومية.(النهاية) ي ت / ر ض ا كونا011405 جمت فبر 12