الكويت - 29 - 12 (كونا) -- اجمع عدد من المختصين على اهمية اعداد التقرير الوطني للتنمية البشرية الذي ستصدره الكويت العام المقبل في وضع خارطة الطريق واقتراح افضل البرامج نحو تحقيق اعلى مستويات من تنمية الموارد البشرية الوطنية. وأوضح عدد من اعضاء فريق العمل المكلف باعداد التقرير من مفكرين وخبراء وطنيين مستقلين بالتعاون مع الامانة العامة للمجلس الاعلى للتخطيط والتنمية وبرنامج الامم المتحدة الانمائي في اجتماعهم بمقر المعهد العربي للتخطيط اليوم ان التقرير سيقترح التوجهات والسياسات التي تعنى بتحقيق التقدم في المؤشرات الخاصة بتنمية الموارد البشرية.
وقال مدير عام المعهد العربي للتخطيط ورئيس هيئة تحرير التقرير الدكتور بدر مال الله ان اجتماع فريق عمل اعداد التقرير يأتي ضمن اطار مرحلة التحضير لاصدار التقرير في عام 2012 (ودوريا كل عامين) حيث سيتم في مرحلة التحضير الحالية اعداد التصور العام للتقرير ومخططات الفصول وتحديد الجوانب والقضايا الفنية والموضوعية الخاصة بالتقرير.
واضاف الدكتور مال الله ان فصول التقرير تشمل مدخلا للتنمية البشرية في الكويت وفصل (المحور) الذي يعالج التماسك الاجتماعي وفصولا عن السكان والتعليم والصحة والعمالة وسوق العمل الى جانب ضمه فصولا عن الرعاية الاجتماعية والشباب والاحتياجات الخاصة والطفولة والبحث العلمي والمعلوماتية والتدريب والحوكمة والمجتمع المدني والبيئة.
وذكر ان التقرير يشخص بأسلوب علمي دقيق مختلف جوانب التنمية البشرية الوطنية من حيث آثارها وعلاقتها وانعكاساتها على موضوع فصل المحور (أي التماسك الاجتماعي) حيث سيساهم في تحديد الاشكاليات في كل قطاع من قطاعات التنمية البشرية الوطنية وسيقترح على أساسها التوجهات والسياسات والبرامج اللازمة لتحقيق التقدم في مؤشرات التنمية البشرية الوطنية.
وبين ان مرحلة اعداد التقرير ومراجعته تبدأ في شهر يناير وتمتد الى شهر يونيو المقبلين يتم خلال ذلك اعداد مسودات فصول التقرير على ان تنجز مع نهاية شهر مارس المقبل بمراجعة من هيئة التحرير وبرنامج الامم المتحدة الانمائي لتحديد ما يلزم المسودات من تعديل وتطوير لتقويمها وفق المعايير الدولية.
واشار الدكتور مال الله الى ان المرحلة التالية للمراجعة تتمثل بعرض المسودات على المجلس الاستشاري الذي تترأسه وزيرة التجارة والصناعة ووزيرة الدولة لشؤون التخطيط والتنمية الدكتورة اماني بورسلي ويضم في عضويته كلا من أمين عام المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية الدكتور عادل الوقيان والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي (يو.ان.دي.بي) الدكتور آدم عبد المولى.
وقال ان المجلس الاستشاري يضم ايضا مدير عام مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الدكتور عدنان شهاب الدين وعضو المجلس الاعلى للتخطيط والتنمية الدكتور أحمد بشارة ومدير عام معهد الكويت للأبحاث العلمية الدكتور ناجي المطيري وعضوي هيئة التدريس بجامعة الكويت الدكتور أحمد الدعيج والدكتورة سعاد الطراروة ووزيرة التربية السابقة الدكتورة موضي الحمود.
وذكر الدكتور مال الله ان المراجعة النهائية للتقرير لاعتماده وارساله للطباعة ستتم بين شهري يوليو ونوفمبر المقبلين على ان يعلن عن موعد نشره في مؤتمر صحافي.
وأكد ان المعهد العربي للتخطيط سيضع كل امكاناته وخبراته ومهاراته العلمية والفنية واللوجستية لدعم عملية اعداد التقرير متناولا دور المعهد الاساسي في مجال التحليل الكمي واعداد المؤشرات البسيطة والمركبة في مجالات التنمية البشرية التي من الممكن ان يستفيد منها معدو فصول التقرير.
من جانبها قالت عضو هيئة تحرير التقرير اقبال الاحمد ان هذا التقرير يعتبر أداة لتقديم الدعم للحكومة من خلال صياغة منظومة متكاملة من أدوات دعم التنمية البشرية في كل المجالات بحسب أهميتها وأولويتها مؤكدة الحرص "المشترك" الذي يوليه العاملون جميعا في التقرير حتى يخرج ويشخص بشكل "واقعي ومباشر" جميع معوقات التنمية البشرية في الكويت.
واضافت الاحمد ان فريق العمل يسعى الى جعل التقرير "مرآة عاكسة" لكل المشكلات الرئيسية فيما يتعلق بالتنمية البشرية في البلاد مبينة ان طرح الحلول لعلاج المشكلات والوقوف على الاسباب الحقيقية لكل مشكلة هو ما يصبو اليه فريق عمل التقرير.
من جهته قال منسق برنامج الأمم المتحدة الانمائي سفيان بشير ان سنوات عديدة مضت مذ نشر أول تقرير وطني للتنمية البشرية لدولة الكويت (كان ذلك عام 1997 وتبعه تقرير آخر تم نشره عام 1999) ورأى ان هذين التقريرين يفتقدان الى وجود الفكرة الرئيسية التي تتضمن تحديد المشكلات لمناقشتها.
وذكر بشير ان التقرير الوطني عام 2012 سيراعي ضرورة وجود استراتيجية واضحة تشمل مفاهيم التنمية البشرية وموضوعا رئيسيا بعنوان (التماسك الاجتماعي) مؤكدا سعي برنامج الامم المتحدة الانمائي الى توفير الترتيبات الادارية اللازمة لاعداد التقرير من خلال استخدام وتطبيق المعايير الدولية والتي تم تحديدها من قبل مكتب التنمية البشرية في المركز الرئيسي لبرنامج الامم المتحدة الانمائي في نيويورك.
بدوره قال عضو فريق عمل التقرير استاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتور شفيق الغبرا ان التقرير يسعى الى قياس وتقويم حالة التنمية البشرية في الكويت بأبعادها الانسانية المتعددة.
واضاف الدكتور الغبرا انه سيتولى كتابة الفصل الافتتاحي في التقرير (الفصل المحور) والذي يتناول حالة التماسك الاجتماعي في الكويت حيث من المقرر ان يركز فيه على المجتمع الكويتي ومكوناته من فئات وشرائح تتقاطع في بعض الأبعاد الرئيسية وتتنافر في أبعاد اخرى. وبين انه سيلقي الضوء في الفصل الافتتاحي على أثر مكونات الكويت الأسرية والقبلية الدينية والثقافية ودورها بالتماسك الإجتماعي مشيرا الى ان "الجوهر" في هذا الفصل هو دراسة علاقة شرائح المجتمع الكويتي بعضها مع بعض وعلاقة كل منها مع نفسها ومع الدولة ومستقبل الكويت. من جانبه قال عضو فريق عمل التقرير الباحث الاقتصادي عامر التميمي ان استئناف اصدار هذا التقرير بعد فترة طويلة من التوقف جاء بسبب بعض التطورات المهمة التي حدثت في المجتمع الكويتي خلال فترة زمنية محددة مضيفا ان تلك الفترة الزمنية شهدت متغيرات نتجت عن تطورات محلية واقتصادية واجتماعية وسياسية الى جانب التأثيرات العالمية لا سيما تلك المتعلقة بالاقتصاد والتكنولوجيا الحديثة والاتصالات والاعلام.
وأوضح التميمي ان مشاركة اعضاء منظمات المجتمع المدني في اعداد التقرير يأتي نتيجة لاهمية تلك المنظمات في صناعة القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية مشيرا الى ان استشارة المنظمات المدنية في مسائل اقتصادية وفنية والاستعانة بأعضائها للمشاركة في صنع القرار سمة من سمات المجتمعات الديموقراطية.
وشارك في الاجتماع باقي اعضاء فريق عمل اعداد التقرير الوطني للتنمية البشرية وهم وكيل المعهد العربي للتخطيط الدكتور علي عبدالقادر ومدير برنامج تنمية القطاع الخاص في معهد الكويت للابحاث العلمية الدكتور محمد رمضان واستاذ التربية الدكتور قاسم الصراف والدكتور نديم الدعيج واختصاصي طب الطوارئ بوزارة الصحة الدكتور نديم الدعيج وأستاذ الاقتصاد بجامعة الكويت الدكتور علي عريفة والمستشار في المعهد العربي للتخطيط الدكتور فهد الفضالة والخبير في شؤون البيئة الدكتور علي خريبط ومدير المركز الوطني لتطوير التعليم وامين عام المجلس الاعلى للتعليم الدكتور رضا الخياط.
كما شارك في الاجتماع اعضاء الفريق الاحصائي من الامانة العامة للمجلس الاعلى للتخطيط والتنمية معصومة اشكناني وسعاد العوض وايمان المطوع وعضوا الادارة المركزية للاحصاء سامية العوضي ومعصومة الموسوي.(النهاية) م ج ب / ت ب كونا291327 جمت ديس 11