من آمنة عاشور

 الكويت - 1 - 8 (كونا) -- يجمع الزي التقليدي الكويتي بين الاصالة والحداثة في آن معا ويتبدى اقبال الكويتيين والكويتيات على الازياء التقليدية في المناسبات باختلافها سواء الوطنية أو الاجتماعية أو الشعبية وغيرها.
ومع دخول شهر رمضان المبارك وبعده عيد الفطر يشهد سوق الملابس الشعبية ازديادا في حركة مرتاديه لاقتناء الملابس الشعبية ولاسيما لاحياء بعض العادات التراثية الكويتية ويمكن مشاهدة تميز الازياء الشعبية الكويتية في تلك الاسواق بأناقتها مقارنة بالازياء التقليدية الاخرى علاوة على تميزها ومحافظتها على قيم مجتمعنا وعاداتنا.
وشهد الزي الكويتي في السنوات الاخيرة بعض الحداثة بادخال اضافات مستوحاة من أفكار وتصاميم الازياء التقليدية لدول مجاورة أو من أفكار ابداعية لمصممي ازياء عالميين.
واشتهرت المرأة الكويتية منذ القدم بالخياطة والتطريز واعتمادها على نفسها في تجهيز ملابسها واسرتها ولاتزال في الذاكرة الشعبية اسماء بعض النساء الكويتيات ممن اشتهرن بالاعمال اليدوية كخياطة المفارش المنزلية ومستلزمات الرجال (كالقحفية) التي يرتديها الرجال في الخليج وخياطة (ليف السباحة) من الصوف والقطن للاطفال اضافة الى الاعمال اليدوية كسعف النخل لصنع المهفات والسفرة لوضع المائدة عليها وبعض انواع السلال التي تستخدم في نقل الحاجيات من السوق وغيرها من المستلزمات.
ويعد التطريز التقليدي في الكويت قديما احد ابرز الجوانب الحرفية للنساء حيث كن يعملن في بيوتهن لتخرج الحرف النسائية بمقتنيات ومصوغات حرفية بنقوش وتطريزات لها اسماء واشكال مختلفة مستوحاة من البيئة المحيطة.
وحول هذا الموضوع التقت وكالة الانباء الكويتية (كونا) زينب عيسى (ام جاسم) حيث قالت ان خياطة الملابس المزينة انتشرت واشتهرت بأنواع (الترتر) و(الزري) الذي يتميز بالبريق والذي كانت ترتديه المرأة في المناسبات كالاعياد والاعراس.
واضافت ام جاسم ان النساء الكويتيات اشتهرن بتطريز (الكرناخة) التي كانت تستورد موادها الاولية من خيوط وقماش من خارج الكويت كالهند وايران وبعض الدول المجاورة.
وأوضحت ان لفظ (الكرناخة) كانت تطلق على التطريز الذي يأخذ شكل المستطيل ويتميز باستخدام الخيط الزري وغالبا ما يستخدم الخيط الذهبي وكانت تأخذ عددا من النقوش والاشكال تحمل مسميات مختلفة ك(الزري المنثور والنجمة والطماطة والهلال والعقرب) اضافة الى نقوش كانت تستخدم للبنات في تطريز (البخنق) الذي كانت ترتديه الفتيات قديما.
وتناولت نماذج من التصاميم الكويتية مثل (ثوب الثريا والمنثور والمخوص والمفخفخ) والتي تتميز بتصاميم مختلفة بعضها عن بعض وكانت ترتديها المرأة الكويتية في مناسباتها السعيدة.
وذكرت ان مهنة التطريز والخياطة كانت تدر على النساء الكثير من الخير حيث استطعن الوقوف الى جانب أزواجهن في القيام بمتاعب الحياة الى درجة ان عددا من النساء تميزن بشراء الاعمال اليدوية وبيعها في السوق.
واشارت الى ان هذه الاعمال والتطريزات كانت تتميز بها المرأة قديما لكن مع التطور الحالي واستيراد العديد من انواع القماش وانتشار الخياطين والمصممين اصبحت هناك قلة ممن يستخدمون التطريزات اليدوية الا في المناسبات الخاصة جدا لان اغلب التطريزات اصبحت تصمم عبر المكائن الخاصة التي تتميز بتقنيات حديثة وعالية الجودة.
وذكرت ام جاسم انه بمناسبة شهر رمضان الفضيل يحرص ابناء المجتمع الكويتي على ارتداء الازياء الشعبية كالدراعة للمرأة كما يحرص الابناء على ارتداء الدشداشة والدراعة والبخنق للبنات كجزء من التراث الشعبي الكويتي وكان سابقا يأتي من الهند والدول المجاورة وبعضها يصنع من خيوط مستوردة من هذه الدول ولكن يخاط بأنامل كويتية.
واضافت ان ما يميز شهر الصيام والغفران العادات والتقاليد كالغبقات والقرقيعان التي اصبحت احتفالية ضرورية في كل شهر رمضان لما تحمله من عبق الماضي الجميل.
وذكرت ان بعض النسوة والمصممات يأخذن حاليا الافكار والتصاميم من بعض الدول العربية كمصر والاردن وسوريا وبعض بلاد المغرب وادخال هذه التصاميم في الدراعة الكويتية لاضفاء نوع من الابداع حيث ان المرأة الكويتية تتطلع الى الافكار والتصاميم الراقية والبسيطة معا.
ورأت ان بعض الابناء من الجيل الحالي لا يكترث كثيرا باللباس الشعبي مقابل اقباله على ارتداء كل ما هو غربي مثل (الجينز) وال(تي شيرت) مشيرة الى ان المتاجر الشعبية ليست منتشرة كباقي المحلات والمتاجر الاجنبية والعالمية التي تسوق التصاميم الحديثة.
وقالت أم جاسم انه رغم ذلك ومع دخول شهر رمضان وعيد الفطر ينتعش سوق الملابس الشعبية التي يحرص الاهالي على ارتدائها واحياء بعض العادات التراثية الكويتية.
واشارت الى ان اكثر ما يميز الزي التقليدي الكويتي عن غيره هو انه يجمع بين الاصالة والحداثة ولا يمكن الاستغناء عنه في المناسبات الوطنية او الاجتماعية أو الاحتفالات الشعبية لما يحمله من طابع خاص لدى الكويتيين.(النهاية) ا س ع / ي س ع كونا010948 جمت اغو 11