التاريخ : 09/06/2011
الكويت 9 6 (كونا) - قال رئيس جمعية الطيور الكويتية المهندس عبدالرحمن السرحان ان شجرة الغرقد (الغردق محليا) تنمو سريعا وتميزت في هذا الصيف (2011) بكثافة الثمار التي لم تشاهد منذ أكثر من 11 سنة.
واكد السرحان في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم ان سبب تلك الكثافة هو توقف الرعي الجائر الذي كان له دور كبير في انحسار شجر الغرقد المعروفة بحملها ثمارا حمراء بحجم ثمار الكرز أحيانا وتكون مملوءة بسائل حلو بطعم السكر.
وبين ان هذه الثمار تحتوي على شراب يساهم في تنوع الحياة الفطرية "فهو مغذ للطيور والحشرات ويوفر الطاقة ويحمي من الجفاف بسبب وجود الجولوكوز فيه الذي يتحول الى سعرات حرارية تعين الكائنات على الحياة في الجو الجاف" مشيرا الى ان رعي الابل في مناطق وجود هذه الاشجار يقضي على منظرها الجميل ويهدم ما تبقى من البيئة الصحراوية.
وأضاف ان الغرقد هو من الأشجار المنتشرة في الكويت حول السواحل من الحدود الشمالية الى الجنوبية وخصوصا في منطقة جنوب الوفرة حيث يمتزج مع أشجار داخل الأراضي السعودية وموجود ايضا حول خور الخفجي وهي آخر نقطة لانتشاره جنوبا.
وبين ان أكبر بقعة لانتشاره موجودة في الكويت "لكن في الآونة الأخيرة تقلص انتشاره ليكون فقط ما بين مدينة جابر وساحل البحر حيث تم ردم الأراضي السبخة ودفنها لتهيئتها لأراض سكنية حيث تبنى الآن مدينة جابر الاحمد".
واشار الى أن المهتم بالبيئة والتنوع البيولوجي يرى "بأم عينيه كيف تساهم بعض الهوايات بهدم البيئة الصحراوية وتهديد التوازن البيئي وخصوصا ان المحميات قليلة وبعضها لا يؤدي الغرض الذي أنشئ من أجله حيث الحماية أقل من المطلوب حتى اصبح اختراق بعضها مألوفا".
وقال "لقد تمت حماية المنطقة الواقعة ما بين مدينة جابر وشاطئ البحر سنتين متتاليتين (صيف 2009 و 2010) من قبل الهيئة العامة للزراعة حيث تم تطبيق القانون على المخالفين فتغير المشهد وأصبحت أشجار الغرقد تنمو بشكل سريع وتكبر بعيدا عن الرعي الجائر".
وعن زراعة البر ذكر السرحان انه "يفترض بنا أن نحمي الأرض ونتركها على طبيعتها وبأشجارها الطبيعية التي تحتاج فقط الى الحماية فهي افضل للبيئة الكويتية بما تشمله من تنوع بيولوجي من زراعة أشجار مستوردة".
وحذر من اقتلاع وازالة الأشجار من اجل الرعي او البناء اذ ان لاقتلاعها اثرا سلبيا على التنوع البيولوجي والبيئي لانه يقلل من امتصاص ثاني أكسيد الكربون وارتفاع درجات الحرارة.
ودعا السرحان الجهات المسؤولة الى "وقف الاستنزاف الظالم لبيئتنا الطبيعية من الرعي الجائر والاستخدام السيئ لمواردنا الطبيعية وحماية أجزاء أكبر من برارينا من خلال اقامة محميات كبيرة على غرار محمية صباح الأحمد".(النهاية) م ف / ي س ع كونا091112 جمت يون 11