الكويت - 13 - 5 (كونا) -- تستكمل دولة الكويت غدا السبت السنة ال48 على انضمامها الى هيئة الأمم المتحدة مؤكدة للعالم أجمع أن العمل الدولي ركيزة أساسية من ركائز السياسة الخارجية الكويتية التي تقوم على مبدأ التعاون واحترام سيادة الشعوب واستقلالها. ففي يوم ال14 من مايو 1963 أصدرت الجمعية العامة للامم المتحدة القرار رقم (1872) بقبول دولة الكويت في عضوية المنظمة لتصبح بذلك العضو رقم (111).
وفي ذلك اليوم التاريخي في مسيرة الكويت خاطب سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الجمعية العامة للأمم المتحدة وكان آنذاك وزيرا للخارجية قائلا "ان انتماء الكويت الى النشاط الدولي يدل بوضوح على أن الاستقلال والعضوية في الامم المتحدة ليسا نهاية بحد ذاتها بل هما وسيلتان للمشاركة في المسؤولية لتحقيق حياة أفضل لشعبها وشعوب دول العالم".
واستطاعت دولة الكويت أن تثبت كفاءتها ومكانتها بين صفوف الدول الاعضاء في المنظمة الدولية فتم اختيارها عضوا في مجلس الأمن الدولي في الفترة 1978- 1979 كما انتخبت نائبا لرئيس الجمعية العامة في الأمم المتحدة في دورتين هما 21 و27.
وانتخبت الكويت عضوا بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي لمدة ثلاث سنوات بين عامي 1967 و1969 وانتخبت للمرة الثانية عضوا في هذا المجلس من عام 1992 - 1994 وتم قبولها عضوا في لجنة (التعاون عبر القارات) المنبثقة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي وذلك بين عامي 1975 و1979.
ومنذ ذلك الحين والى اليوم كانت الكويت ولاتزال تساهم بفعالية في المنظمات واللجان الدولية التابعة للأمم المتحدة من خلال العديد من المساهمات المعنوية والمادية التي كان لها اثر بالغ في تقدم الكثير من دول وشعوب العالم.
فدولة الكويت تعتبر من الدول المانحة النشيطة على صعيد العمل الدولي فهي منذ انضمامها الى الأمم المتحدة أخذت على عاتقها العمل وبالتعاون مع الدول الأعضاء على حفظ السلم والأمن الدوليين وذلك من خلال اتخاذ التدابير المشتركة لمنع وازالة ما يهدد السلم في العالم والعمل على انماء العلاقات الدولية على أساس احترام مبدأ المساواة بين الشعوب.
ومن هذا المنطلق كانت دولة الكويت حريصة بصورة كبيرة على المساهمة في المنظمات والوكالات الدولية التي هي عضو فيها وذلك من أجل زيادة فاعلية دور هذه المنظمات وتذليل العقبات التي تواجهها حيث حرصت دولة الكويت على الالتزام التام بتقديم الدعم المادي والمعنوي لهيئات الأمم المتحدة المختلفة من خلال المساهمة في ميزانية أكثر من 34 منظمة دولية و14 عملية لحفظ السلام اضافة الى حصتها المقررة من الموازنة العامة للأمم المتحدة والتي تشكل 5ر2 في المئة من هذه الموازنة.
واستنادا الى الدور الذي لعبته الكويت من خلال ممثليها في تلك اللجان والمجالس فقد أسست دولة الكويت لنفسها خطا توافقيا بين جميع دول العالم وأصبحت وما تزال عضوا فاعلا في غالبية المنظمات التابعة للأمم المتحدة.
ولعل من أبرز هذه المنظمات برنامج الأمم المتحدة للبيئة (يو.ان.ايه.بي) الذي انضمت الكويت الى عضويته منذ ان انطلق عام 1972 وبمساهمة بلغت 200 ألف دولار أمريكي سنويا.
وقد ساهم هذا البرنامج في تنفيذ مشاريع تهدف الى حماية البيئة البحرية في الكويت وتنميتها وذلك الى جانب دراسة التأثيرات البيئية التي أحدثها الغزو العراقي عام 1990 ومدى تأثيرها على الثروات البحرية وصحة الانسان في المنطقة عامة والكويت خاصة.
وفي مايو 1960 انضمت الكويت الى عضوية منظمة الصحة العالمية وأخذت زمام المبادرة والقيادة في المجالات الصحية المختلفة فكانت عضوا أساسيا في المجلس التنفيذي للمنظمة منذ عام 1980 وحتى عام 1983 ومن عام 1994 الى العام 1997.
وكان لأبناء الكويت العاملين ضمن أنشطة المنظمة الصحية دور كبير في الارتقاء باسم الكويت عاليا في مجال عمل المنظمة كما كان للمساعدات والمساهمات الكثيرة التي قدمتها الحكومة الكويتية الأثر الكبير في اعتبار منظمة الصحة العالمية للكويت عضوا فعالا لخدمة الانسانية في المجالات الصحية.
وفي العام نفسه انضمت الكويت الى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) حيث شاركت في جميع المؤتمرات التي أقامتها اليونسكو وتم في عام 1983 انتخاب المرحوم عبدالعزيز حسين عضوا في المجلس التنفيذي للمنظمة حتى عام 1987.
وايمانا من الكويت بدور المنظمة فقد أنشأت لجنة خاصة تحت اسم اللجنة الكويتية للتربية والعلوم والثقافة يرأسها وزير التربية ووزير التعليم العالي بصفته ومن أهدافها الرئيسية رفع مستوى التنسيق والتعاون بين الكويت واليونسكو.
وفي يونيو 1960 انضمت الكويت الى منظمة العمل الدولية (أي.ال.أو) وشاركت مشاركة فعالة في جميع المؤتمرات التي عقدتها المنظمة وكانت الكويت الدولة الخليجية الوحيدة التي أعطت أهمية خاصة ومميزة لقرارات المنظمة وتوصيات مؤتمراتها مما أدى الى جعل الدور الكويتي مميزا في حركة العمل الدولية.
ولم تتوقف المساهمات الكويتية عند هذا الحد فقد دعمت الكويت وبقوه برامج الأمم المتحدة التنموية والاقتصادية ولم تتردد في الاستعانة بالمساعدة الفنية الدولية من خلال برنامج الأمم المتحدة الانمائي حيث شهد التعاون بينها وبين الأمم المتحدة من خلال هذا البرنامج وعلى مدى السنين الماضية تطورا متزايدا سمح لأهداف هذا البرنامج ان تشمل العديد من القطاعات الانمائية في الكويت.
ولم يقتصر دور الكويت على ما تقدمه من جهود ومساهمات في المنظمات الدولية تلك بل تعداه الى تأكيد حضورها في المحافل الدولية كافة فهي عضو فاعل في العديد من المنظمات الدولية مثل اتحاد البريد العالمي ومنظمة الطيران المدني الدولية ومنظمة الأغذية والزراعة الدولية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي للانشاء والتعمير والاتفاقية الدولية للتعرفة الجمركية (جات) والوكالة الدولية للطاقة الذرية والعديد من المنظمات واللجان الدولية الأخرى التابعة للأمم المتحدة.
واعترافا من الكويت بأهمية منظمة الأمم المتحدة قامت في يناير 2009 بمشاركة الأمين العام للمنظمة الدولية بان غي كون بافتتاح بيت الأمم المتحدة الذي يضم مكاتب جميع منظمات الأمم المتحدة العاملة في الكويت اهداء وتعبيرا منها عن عمق العلاقات المتميزة التي تربط الكويت والأمم المتحدة.
ويعد الدور المهم والمؤثر الذي شكلته دولة الكويت على خريطة الأمم المتحدة دليلا دامغا على أن الكويت تلك الدولة الصغيرة لم تكن مجرد دولة جاءت لتملأ فراغا بل انها تطلعت واستطاعت أن تحقق تطلعاتها في أن تكون دولة فاعلة دوليا على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.(النهاية) غ ح / ر ف كونا131228 جمت ماي 11