التاريخ : 14/03/2011
أكثرها شاعرية
الكويت 14 3 (كونا) - تتطلب طبيعة حياة اهل البادية في الاماكن الصحراوية
المكشوفة واعتمادهم على مياه الأمطار مهارة عالية والماما واسعا بالاحوال الجوية
والتقلبات المناخية واطلقوا على الامطار اسماء عدة واعتبروا (الديمة) اكثر انواع
الامطار شاعرية.
وفي هذا الصدد اكد الباحث في التراث الشعبي الكويتي احمد بن برجس لوكالة
الأنباء الكويتية (كونا) ان اهل البادية تعرفوا على أحوال الطقس والتقلبات الجوية
وألموا بها ورصدوا اوقاتها وحفظوا مواسمها "ليس ترفا بل ضرورة تفصل الحياة عن
الموت والنجاة عن الهلاك واطلقوا مسميات كثيرة لتلك الحالات وزادوها بالأمثال
والاشعار التي تردد دائما في حلهم وترحالهم".
وقال بن برجس ان اهل البادية اهتموا ايضا بتحديد اتجاه الرياح عبر مواقع
النجوم المعروفة والجهات الأربع وامتد ذلك الى اطلاق التسميات عليها حسب حركتها
وشدتها واتجاهها فضلا عن تسمية السحب والغيوم والأمطار المرافقة لها.
واوضح ان من أسماء المطر أوله ويسمى (الرش) و(الطش) اما (الطل) فهو مطر ضعيف
وقد يسمى (الندى) وهو اخف انواع المطر واضعفه ثم (الرذاذ) وهو المطر الساكن
الصغير و(القطر) ويسميه البدو اسماء مختلفة منها (السح) او (النضح) او (البغش) او
(الدث) او (الرك) او (الرهمه) ويطلق عليه (تسكاب) اذا زاد من قوته و(التسكاب)
يطلق على المطر المتوسط السقوط.
وقال بن برجس ان (الهتان) او (الهطل) هو المطر الغزير و(العباب) هو المطر
الكثيف شديد السرعة اما (الديمة) فهو المطر الذي يستمر أياما بلا رعد أو برق
ويروي الارض وهو الاكثر ذكرا في الامثال والشعر ومحبب عند الجميع.
واضاف ان من اسماء المطر ايضا (الوابل - الصيب - الجود) وهو المطر الكثيف
وغيمته سوداء ومصحوب بالرعد والبرق وترتوي به الأرض اما (الودق والعباب) فهو
المطر القوي والمستمر مع رياح شديدة في حين ان (المزنة) وجمعها مزن وتطلق على
المطر والسحابة معا بنفس الاسم وجمعها سحب وتكون منقطعة ومطرها يدوم أياما في
سكون بلا رعد وبرق و(الصيب) هو مطر شديد غزير بسحاب اسود شديد السواد يحول النهار
الى ليل من شدة الظلمة.
وقال بن برجس ان (الغيث) هو المطر الذي يأتي عند الحاجة اليه وسمي غيثا لأنه
يغاث به الحيوان والنبات والعباد وهو المطر الذي يأتي بعد موسم جفاف ويحيي الأرض
بعد موتها وعندما يتكرر سقوط المطر بعد فترات زمنية متقاربة يسمى (الولي) ويسمى
(المغرق) حينما تكون الأرض مبتلة دون وجود تجمع للمياه اما (المنقع) فهو المطر
الذي يترك بقعا كبيرة من الماء وتسمى برك مياه الامطار (الخبارى) و(الغشنة)
المطر السريع يأتي فجأة ثم ينقطع ومياه الامطار الغزيرة تكون (السيل) و(السحاير)
مياه المطر الذي يحفر الأرض ويقتلع الشجر اما (الطوفان) فهو أن يعم الماء الأرض
ويطوف بها و(اللجة) هي وسط الماء ومعظمه.
وعن اسماء السحب والغيوم قال بن برجس ان السحاب المرتفع يسمى (الظخاء)
و(القزع) هو السحاب الصغير الحجم المرتفع و(الكنهور) هو السحاب الأبيض العظيم
و(الركم) هو السحاب المتراكم أو التجمعي و(الغين) و(النغاض) هو الكثيف المتحرك في
سرعة ويسمى السحاب ب(الرهج) حينما يكون رقيقا اما (الرهل) فهو السحاب الرقيق
المنخفض كالندى.
وفي السياق ذاته قال خبير الارصاد الجوية الكويتية عيسى رمضان في تصريح مماثل
ل(كونا) ان الكويت تعرضت الى امطار متفرقة رعدية احيانا مع نشاط في سرعة الرياح
الجنوبية الشرقية مع انخفاض طفيف في درجات الحرارة وارتفاع في الرطوبة النسبية.
وأوضح رمضان ان نوع الأمطار التي شهدتها البلاد خلال هذه الأيام كانت في
البداية من نوع أمطار (الديمة) وهي نوع من السحب المتوسطة التي تستمر فيها
الأمطار الى فترة طويلة ثم تحولت مع حركة المنخفض المتعمق في طبقات الجو العليا
الى أمطار رعدية ركامية تسمى بالمزن في منطقة الجزيرة العربية.
وأضاف ان أمطار الديمة تكون مصاحبة للجبهات الهوائية الدافئة اما المزن فتكون
مصاحبة لحركة الجبهات الهوائية الباردة ومنطقة الكويت من المناطق الصحراوية والتي
يكون معدل سقوط الأمطار فيها منخفضا جدا حيث لا يزيد مجموع ما يسقط في السنة
الوفيرة المطر عن 8 - 10 سم في السنة كلها والأمطار التي تسقط في الكويت اغلبها
أمطار رعدية.
وذكر انه في بعض الاحيان تشتد الأمطار بقوة وتسبب السيول التي تدمر البيوت كما
حدث خلال العام 1872 كما سقطت أمطار كثيرة في سنة الهدامة الأولى والتي حدثت في
يوم 8 ديسمبر 1934 وتهدم كثير من البيوت وتعرف تلك السنة بسنة الهدامة كذلك سقطت
أمطار في 30 نوفمبر 1954 وتسببت هذه الأمطار في سقوط العديد من المنازل مما اضطر
الحكومة في ذلك الوقت الى ايواء السكان الذين سقطت منازلهم في المدارس وتعرف هذه
السنة بالهدامة الثانية.
وقال ان امطار الوسم يترقبها اهل الكويت بشوق وتعتبر الأيام العشرة الأولى من
أكتوبر فترة انحسار المنخفض المداري الرطب نواحي الهند وانتقاله ونشاطه نواحي
السودان نتيجة للتغيرات الفصلية الموسمية وميل محور الأرض بالنسبة لمدارها حول
الشمس حيث يبدأ تحول الرياح فوق بحر العرب الى شمالية شرقية عكس حركتها الصيفية
ويعتبر العاشر من أكتوبر أول أيام (الوسم) فوق معظم دول الخليج.
واوضح ان هذه الفترة وحتى 10 ديسمبر تتميز باضطرابات جوية واسعة وهي فترة تشكل
المنخفضات المدارية والعواصف والأعاصير فوق بحر العرب ووسط وغرب المحيط الهندي
وتشتد الرياح وترتفع الأمواج هناك وتعتبر فترة حرجة بالنسبة للملاحة والصيد.
وذكر ان هناك ايضا أمطارا يطلق عليها (السبق) وهي الأيام التي تسبق موسم
(السرايات) الذي يبدأ في منتصف ابريل حتى نهاية مايو حيث تنشط الرياح الشمالية
وتبلغ سرعتها في كثير من الأحيان حوالي خمسين كيلومترا مثيرة الأتربة والغبار ثم
تصحبها غيوم ممطرة وتنخفض فيها درجات الحرارة بمعدل قد يفوق الدرجات المئوية
الخمس.
وعن الامطار المصاحبة لموسم (السرايات) او (المراويح) قال رمضان ان فترة
(السرايات) عبارة عن تغير مفاجىء في الطقس وذلك بسبب مرور منخفض جوي ومرتفع بسرعة
فائقة ومن اسباب تسمية (السرايات او المراويح) بهذا الاسم كثرةالغيوم السوداء
الداكنة وكثرة البرق والرعد دون هطول امطار مصحوبة برياح شديدة متغيرة الاتجاه.
وبين ان منطقة شبه الجزيرة العربية شهدت في السنوات العشر الاخيرة تراجعا
كبيرا في كمية الامطار الموسمية فتأثرت المناطق الرعوية في شمال غرب العراق وجنوب
شرق سوريا ما أدى الى زيادة العواصف الرملية وشدتها خلال تلك السنوات على المنطقة
عموما.
وقال ان سحبا تتكون محليا شبيهة بسحب المزن (السرايات) احيانا وتظهر في غير
أوقاتها وتكون مركزة وغزيرة على مناطق محدودة وليست عامة مسببة سيولا جارفة
وعارمة ومدمرة احيانا كما حدث في مناطق بالسعودية والجزيرة العربية في السنوات
الاخيرة وبينها الكويت وتعزى أسباب هذه المتغيرات الى ما حدث من تغير للمناخ في
العالم بشكل عام.(النهاية)
م ف / ر ف
كونا141027 جمت مار 11