الله رام الله - 13 - 8 (كونا) -- شيع رفات الشهيد مشهور العاروري من مستشفى رام الله الحكومي في جنازة عسكرية وبمشاركة جماهيرية غفيرة بعد احتجاز للجثمان دام 34 عاما.
ولم يعد العاروري يحمل الرقم (5014) على لوحة اهترأت من الصدأ في مقبرة الارقام التي تسمى (بنات يعقوب) بجوار نهر الاردن بل كتب اسمه على شاهد قبره وتاريخ ميلاده واستشهاده في قرية (عارورة) قرب رام الله.
وكان في انتظار خروج رفات الشهيد والده ووالدته التي تبلغ من العمر 80 عاما التي حملت زجاجة من العطر لرشها على رفات ابنها وبدت الفرحة تطل من عينيها خلافا للوضع الطبيعي في مثل هذه الحالة حيث لم تبك ابنها الشهيد العائد الى منزله ولم تفتح له "بيت اجر" لتلقي واجب العزاء بل فتحت بيتها لمدة يومين تستقبل فيهما المهنئين الذين سيأتون اليها مهنيئن بعودة رفات ابنها الشهيد.
وتطايرت التهاني لام الشهيد من كل حدب وصوب من قبل الحضور الذين قدروا بالالاف والذي جاءوا لحضور الجنازة العسكرية قبل نقل الشهيد الى قريته (عارورة) المجاورة لرام الله.
وقالت ام الشهيد لوكالة الانباء الكويتية (كونا) "انا فرحة الى ابعد حد هذا اليوم الذي تحرر فيه جثمان ابني من الاسر وعاد الي ليدخل البيت ومن ثم يدفن حسب الاصول الاسلامية في مقبرة القرية".
واضافت وهي متماسكة وكأنها تستقبل مولودا جديدا "ما زلت احتفظ بملابسه وبالجريدة التي كتبت خبر استشهاده واليوم فرحتي كبيرة لانه يعود الي من جديد" متمنية ان تتذوق كل ام شهيد مختطف فرحتها.
وجلس والد الشهيد التسعيني في السيارة منتظرا خروج الجثمان من المستشفى حي قرأ سورة الفاتحة على روحه وقال ل(كونا) "اول مرة اقرأ الفاتحة وجثمانه بالقرب مني" مضيفا انه يشعر اليوم ان ابنه عريس وانه يحتفي بزفافه".
وقال شقيق الشهيد ماجد العاروري وهو ناشط حقوقي ل(كونا) ان جثمان مشهور مثله مثل بقية الجثامين كان يعاني من الاهمال وان عوامل الطقس اثرت عليه لدرجة انه لم يتم التعرف على الجثمان الا بعد اجراء ثلاثة فحوصات لثلاث جثث في مقابر الارقام مضيفا ان الفحوص الاولى للحمض النووي بينت انها تعود لاشخاص مختلفين بينما اكد فحص لجثمان ثالث انه يعود لمشهور وبناء عليه تم تسليم الجثمان.
واشار العاروري الى ان شقيقه استشهد وهو يرتدي الملابس العسكرية لكن اسرائيل وبشكل لا اخلاقي لم تحتفظ بملابسه ولا مقتنياته ولم تبلغ العائلة مكان احتجاز الجثمان.
واعادة جثمان العاروري كان نتيجة لجهود شعبية ورسمية مختلفة بدأت عام 2008 وما زالت تواصل جهودها لاستعادة جثامين 317 شهيدا لا تزال اسرائيل تحتجزهم في مقابر الارقام في مناطق مختلفة من الاراضي المحتلة.
ومن جانبه قال منسق عام الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة سالم خله ل(كونا) ان تحرير جثمان العاروري "البداية لاسترداد جثامين الشهداء الاخرين ليعودوا الى ذويهم ونعيد الكرامة الوطنية" مضيفا ان عظام الشهداء تختلط مع بعضها البعض والقبور متداخلة حيث لا يبعد القبر عن الاخر سوى 20 سسنتمتر في حين يبلغ عمق القبر 50 سنتيمترا.
واشار الى انه عندما قامت الجرافات بجرف القبر نبشت قبورا اخرى مجاورة واختلطت الهياكل العظمية مع بعضها ولم يتم التعرف على العاروري الا بعد اجراء ثلاثة فحوصات مؤكدا على ان ذلك يدلل على بشاعة الاحتلال الاسرائيلي.
وشدد على ان الرئيس محمود عباس اضافة هذا الملف الى ملف الاسرى خلال المفاوضات للمطالبة بتحرير جثامين الشهداء الذين قضوا في عمليات فدائية منذ الاحتلال الاسرائيلي اضافة الى ان العمل الجاد من اجل تدويل هذا القضية.
وفي السياق ذاته وقفت ام الشهيد محمد من مخيم (بلاطة للاجئين) قرب نابلس وهي تبكي منتظرة هي الاخرى جثمان ابنها الذي استشهد في عملية فدائية عام 2002.
وقالت ام محمد ل(كونا) ان امنيتها في الحياة ان يصبح لابنها قبرا وتزوره في الاعياد وتقرأ لروحه الفاتحة. (النهاية) ن ق / م ع كونا131504 جمت اغو 10