من راشد الفندي وهبة الصبيح

 الكويت - 16 - 6 (كونا) -- مع اقتراب موعد الامتحانات النهائية يعلن طلاب شهادة الثانوية العامة حالة التأهب والاستعداد لتحديد مصيرهم سواء في البقاء داخل اسوار المدرسة لعام آخر او النجاح والخروج في مواجهة فصل جديد من الحياة.
وفي هذا الموضوع التقت وكالة الانباء الكويتية (كونا) عددا من الطلاب والاهالي الذين عبروا عن قلقهم النفسي في هذه الفترة المصيرية كما التقت عددا اخر من الاكاديميين النفسيين والتربويين الذين قدموا بعض الارشادات والنصائح للطلاب وذويهم للتقليل من مخاوفهم وقلقهم.
وقالت استاذة علم النفس التربوي في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتورة معصومة احمد انه في الاونة الاخيرة بدات الامتحانات تشكل قلقا يواجهه الطلبة في مختلف المراحل التعليمية حيث يصحبه التوتر والخوف والعصبية الزائدة وفقدان الشهية وقلة النوم مضيفة ان هذه الامور تؤثر سلبا على قدرة الطلاب على التركيز بصورة صحيحة فتؤثر بالتالي على نتائجهم فتبدو متدنية.
واضافت احمد ان القلق المقبول والطبيعي مطلوب باعتباره عاملا ايجابيا لتحفيز قدرات الطلبة على التعلم والمثابرة وبذل المزيد من الجهد لتحقيق نتائج ايجابية في الامتحانات.
واوضحت ان القلق يعتبر عاملا ينم عن التحمل والاحساس بالمسؤولية مضيفة انه عندما يزداد القلق ويخرج عن مساره الطبيعي فانه سيؤثر حتما على الاداء ويعيق التفكير ويضعف الثقه بالنفس.
وذكرت ان من اسباب القلق والخوف من الامتحانات شعور الطالب بعدم قدرته على اجتياز الامتحان بسبب ضيق وقت الامتحان وعدم مراجعته الجيدة اضافة الى الضغط الاسري الذي يمارس على الطالب ومطالبته بالحصول على درجات عالية في الامتحان دون ان يكون مستواه العقلي مهيئا لذلك.
وافادت بان من الامور المؤدية الى اثارة القلق من الامتحان ايضا هو التضخيم والمبالغة في الشيء مبينة ان ذلك مشترك بين المدرسة والاسرة والاعلام مما ينعكس سلبا على نفسية الطلبة وبالتالي يؤثر على ادائهم في الامتحان.
واوضحت ان هذه الظروف المحيطة بالطالب تنقله من حالة التوتر الصحي الى حالة التوتر المرضي ولذلك يجب على وسائل الاعلام التقليل من حملاتها الاعلامية التي تؤدي الى شحن الطالب نفسيا وحتى لا يصاب بالهلع والخوف من الامتحانات.

وعن الدور المنوط بالاهل للتقليل من الضغط النفسي على ابنائهم اثناء فترة الامتحانات قالت احمد ان على اولياء الامور مسؤولية كبيرة في مساعدة ابنائهم الطلبة عن طريق تهيئة جو نفسي هادئ لهم بعيد عن الشد العصبي والابتعاد ايضا عن مناقشة المشكلات الاسرية في وقت الامتحانات.
وشددت على ضرورة ان يصاحب اولياء الامور ابناءهم ويتفهمونهم ويعطونهم الفرصة للتعبير عن مشاعرهم وخوفهم للتخفيف من حدة القلق والرهبة من الامتحانات واضافت ان على الاهل عدم المبالغة في توقعاتهم بشان نتائج الابناء الدراسية والتي لا يراعى فيها قدراتهم الحقيقية وامكاناتهم وانما التعامل معهم بموضوعية اضافة الى عدم الضغط عليهم ومطالبتهم بالمذاكرة المتواصلة وتحديد اوقات خاصة للترويح عن النفس لتجديد نشاطهم ودعم حرمانهم من الترفيه في اوقات الامتحان نهائيا.
واوصت الاهالي بالابتعاد عن اتباع اسلوب المراقبة المشددة بالضغط عليهم حتى لا يشعروا بالملل داعية اياهم الى تعويد ابنائهم على مكافاة انفسهم عندما ينجزون بعض الاعمال الدراسية وحثهم على المذاكرة وذلك بتوجيههم نحو العادات الدراسية السليمة ومساعدتهم على تقسيم المادة المطلوبة وفق برنامج زمني معين.
وعن اهم النصائح والارشادات التي يمكن ان تقدم للطلبة للتخلص من خوف الامتحانات اوصت بالمذاكرة قبل الامتحان بوقت كاف "لان المراجعة قبل الامتحان بفترة قصيرة يربك الذهن ويشتت الافكار اضافة الى وضع جدول يومي للمذاكرة".
وافادت الاكاديمية الكويتية بان على الطلاب اعداد ملخص لكل مادة دراسية حتى يسهل مراجعتها قبل الامتحان مع ضرورة اتباع نمط حياة سليم وصحي مثل النوم المبكر والكافي والتغذية الجيدة والرياضة لافتة الى ان هذه الامور تزيد من معدل تدفق الدم في جميع اجزاء الجسم وتنشط الدورة الدموية للدماغ فتزيد من القدرة على التركيز والتفكير.
واوصت كذلك بالتدريب على اداء بعض الامتحانات التجريبية لكسر الحاجز النفسي بين الامتحانات وبينه مضيفة ان ليلة الامتحان هي لمراجعة المادة وليس لدراستها.
وقالت ان الطالب الناجح هو الذي يثق بقدراته من خلال استثمار الوقت والتركيز والمذاكرة الجسدية لتحقيق امال النجاح والتفوق وشددت على ضرورة الابتعاد عن مواقف التشتت كالتلفزيون والهاتف وغيرها والتدريب على تركيز الانتباه على موقف الاختبار وتهيئة المكان والوقت المناسبين للمذاكرة حتى تحقق الراحة النفسية المؤدية الى النجاح

  من جانبها قالت رئيسة مركز الاسرة في كلية العلوم الاجتماعية الدكتورة بدرية العمادي ان قلق الامتحانات يعتبر حالة نفسية انفعالية يمر بها الطلبة ويصاحبها ردود فعل جسمية ونفسية سلبية ويترتب عليها انعكاسات انفعالية مثل "الخوف والتوتر والاكتئاب".
واضافت العمادي ان هناك ردود فعل سلبية اخرى عصبية او جسمية "كالصداع والام المعدة والقولون وقلة النوم واضطرابات الاكل".
واوضحت ان هناك جرعة مطلوبة من القلق اسمته "القلق الحميد" يكون دافعا للانسان للتحرك لتحقيق هدف ما او ما يتعلق بشأنه وهذا القلق مطلوب للطلبة واهاليهم في حين ان هناك "قلقا معيقا للانجاز وتحقيق الهدف والذي يؤثر سلبا على الطلبة".
وشددت على اهمية دور الاسرة المهم في خلق جو ايجابي مريح نفسيا لابنائهم داعية الى مساندتهم ودعمهم خلال هذه الفترة.
من جهتها قالت الطالبة بالمرحلة الثانوية الاخيره شروق العتيبي ان الاصدقاء هم اكثر من يؤثر على نفسيتها خلال فترة الامتحانات حيث انهم يتناقلون الاخبار والاشاعات حول "ان امتحانات هذا العام ستكون اصعب من الاعوام الماضية" مما زاد من الضغط والقلق النفسي لديها.
واضافت العتيبي ان لاهلها دورا كبيرا في التقليل من الضغط النفسي عليها من خلال توفيرهم للجو للدراسي الهادئ والملائم داخل البيت وتقديمهم للدعم المعنوي لها.
من جانبها قالت ولية امر الطالبة شروق ان فترة التحضير لامتحانات الثانوية العامة طويلة حيث ان الطلبة ينتهون من مذاكرة المناهج ويعيشون خلال هذه الفترة حالة من التفكير مما يتعبهم نفسيا لعدم علمهم بطبيعة الامتحانات التي تغلب عليها "سمعة الامتحانات التعجيزية".
بدورها ذكرت الطالبة فجر المحمد ان فترة التحضير للامتحانات من اصعب الفترات التي يمر بها الطلبة حيث انها تعتبر "مصيرية" لحياتهم لذلك فهم يعيشون حالة من التوتر نتيجة توقعهم بصعوبة الامتحانات. واضافت ان وجود الاهل في البيت ومتابعتهم لدراسة ابنائهم خلال فترة الامتحانات مهمة جدا للطالب مما يشعره بالامان لاسيما اثناء فترات الانهيار النفسي التي يمر بها الابناء خلال هذه المرحلة.(النهاية) ر خ ف / ه ع ص / ع ب د