من شيماء الرويشد

 الكويت - 20 - 3 (كونا) -- يحتفل العالم غدا بعيد الاسرة المتعارف عليه (عيد الأم) وعلى الرغم من اختلاف هذا العيد في طقوسه وعاداته من بلد لاخر الا ان هناك اتفاقا عالميا على الاحتفال به لما للاسرة من دور مهم وفعال في امن وتنشئة المجتمع.
فالأسرة هي اللبنة الاولى في بناء المجتمع حيث ان صلاحها يعني صلاحه وفسادها يعني فساده لذلك أولى الاسلام الاسرة رعاية خاصة ووضع اسسا وقواعد معينة تبنى عليها فالوالدان هما اللذان يقودان دفة الحياة الاسرية بتوفير الجو الاجتماعي السليم والامن والامان والحياة الكريمة لأولادهما وتوفير احتياجاتهم ومطالبهم التعليمية والصحية والنفسية والاجتماعية والدينية ايضا الى ان يصبحوا قادرين على تحمل المسؤولية وبناء اسرة ناجحة.
ان هذا الدور الذي يقوم به الوالدان هو دور عظيم وله اجر كبير عند الله عز وجل لما له من تأثير كبير في خلق انسان قادر عقليا وجسمانيا ونفسيا على مواجهة الحياة وتكوين اسرة ناجحة.
وهذا الدور العظيم الذي يقوم به الوالدان يحتاج في المقابل الى شكرهما مدى الحياة وبرهما فبر الوالدين دليل على صدق الايمان وطاعة الرحمن لان رضا الله من رضا الوالدين.
وفي هذا السياق قال استاذ الادارة والتخطيط التربوي بكلية التربية في جامعة الكويت الدكتور احمد البستان في لقاء خاص مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الاسرة اساس المجتمع قوامها الدين والاخلاق يحفظ القانون كيانها ويقوي اواصرها كما تعكس التربية الصالحة للابناء واقع المجتمع وتقدمه وهي ضرورة اجتماعية لأن تماسك المجتمع وسلامة بنائه يتطلبان بناء جيل يؤمن بثقافة مجتمعه ويساهم في بنائه.
واضاف د. البستان ان الاسرة تقوم بدور فعال وكبير في رعاية ابنائها وتهيئة الفرص المؤاتية لنموهم الشامل المتكامل ومن اهمها الاساس الروحي والاجتماعي والتربوي والنفسي وترسم لهم خطوط شخصياتهم بما تنطوي عليه من تراث وعقائد وعادات وسلوكيات متنوعة.
واوضح ان من اهم الاسباب التي تؤدي الى عقوق الابناء لآبائهم تراجع دور الاسرة في وضع وتحديد الروابط الاجتماعية التي من شأنها اشعار الفرد بالانتماء لاسرته ولمجتمعه لكي يستطيع ممارسة ما يجب عليه القيام به بحيث لا يعتدي على حريات الاخرين.
واشار الى ان غياب القيم الروحية ادى الى عقوق الابناء لآبائهم كما ان العامل الذي لا يقل اهمية عن غيره هو دور الاعلام وضرورة تسليط الاضواء على بعض القضايا منها عقوق الابناء وتحديث الخطاب الديني واهمية مواكبته لطبيعة العصر وتوجيهه وشرحه للافراد حيث يعد الدين الاسلامي الرابط الاجتماعي الاول للمجتمع.

وذكر ان الله عز وجل جعل للوالدين منزلة عظيمة لا تعادلها منزلة فجعل برهما والاحسان اليهما والعمل على ارضائهما فرضا حيث ان الزواج القائم على المودة والرحمة والذي يوصي به الدين الاسلامي الحنيف هو الذي يكفل التعاون وتحمل اعباء الحياة فيما التعاطف والتفاهم يؤديان الى حسن تربية الابناء والتجاوب بينهم.
واضاف ان الفرد اذا تم اعداده في بيئة تربوية سليمة فلن يكون هناك عقوق ابناء وان الخلل الذي يمكن ان يؤدي الى عقوق الابناء لابائهم هو تركيز الوالدين على القيم المادية والابتعاد عن القيم الروحية.
وقال ان بر الابناء لابائهم يعتبر نبراسا للمجتمع كما انه يرسخ القيم الايجابية ويبني للابناء السلوكيات الايجابية في تكريم آبائهم كما يعطي مثالا حيا يحتذى في المجتمع من خلال تقدير الدور الذي قاما به في تنشئة الابناء والاحترام المتبادل بين جميع ابناء الاسرة.
وختم حديثه قائلا ان الابناء يجب ان يبروا والديهم بعد موتهما فالابناء الاوفياء يبرون والديهم في حياتهم وبعد مماتهم بأن يدعوا لهم بالرحمة والمغفرة وكيف لا يبرونهما وهما سبب وجودهم وعماد حياتهم وركن البقاء لهم في الحياة.
من جانبها علقت ام محمد وهي ام لسبعة ابناء على عقوق الابناء لوالديهم قائلة "بتنا نسمع كثيرا في هذه الايام عن اساءة الابناء لوالديهم وعن معاملة الابناء لوالديهم التي تتصف احيانا بالقسوة والجحود وفي بعض الاحيان يتطور الوضع الى وضعهم في دار المسنين وعدم السؤال عنهم".
وتساءلت ام محمد "هل هذا جزاء الوالدين اللذين عانا كثيرا وسهرا الليالي لتربيتهم التربية الصالحة واغدقا عليهم الحب والحنان ولن استطيع ان اعدد افضالهما فهي تفوق كل وصف".
وقالت ام عبد الرحمن وهي ام لثمانية ابناء ان من اهم اسباب جحود الابناء لآبائهم وامهاتهم وجود وسائل الاعلام غير الهادفة والصحبة السيئة وعدم وجود جو اسري مناسب فلو ان الابن وجد الحنان والرعاية والحب في بيته ومن والديه لما عاقهما في الكبر.
يذكر ان فكرة الاحتفال بعيد الام عربيا بدأت في مصر منذ عام 1956 تم انتشرت في باقي الدول العربية حيث يتم الاحتفال بهذا اليوم من خلال اجهزة الاعلام المختلفة ويتم تكريم الامهات المثاليات اللواتي عشن قصص كفاح عظيمة من اجل ابنائهم على مختلف الاصعدة. (النهاية) ش ر / ر ج