من طلال الكايد

 دمشق - 12 - 1 (كونا) -- اكدت رئيسة المركز العربي للدراسات المائية والامن المائي العربي التابع لجامعة الدول العربية شهرة قصيعة هنا اليوم ان هناك قرارا سياسيا بضرورة انشاء قاعدة معلومات عربية خاصة بالمياه المشتركة السطحية والجوفية تخدم كل الدول العربية حكومات وشعوبا .
وجاء تاكيد المسؤولة العربية في تصريح خاص لوكالة الانباء الكويتية (كونا) على هامش فعاليات ورشة عمل حول وضع قاعدة البيانات الخاصة بالمياه بين الدول العربية والاجنبية المتشاطئة وبين الدول العربية بعضها ببعض يشارك فيها خبراء ومنظمات عربية ودولية في قطاع المياه .
وقالت ان هذا الاجتماع ياتي في اطار تنفيذ قرار مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن المياه في الوطن العربي المتخذ في الجزائر في يونيو الماضي والذي طلب من المركز العربي للدراسات المائية والامن المائي العربي انشاء قاعدة بيانات خاصة بالموارد العربية المائية المشتركة مع الدول غير العربية بما في ذلك حصر الاتفاقيات والتجارب الاقليمية والدولية في هذا الشان .
واشارت قصيعة الى ان اكثر الدول العربية تتشارك في مياه جوفية او سطحية مع دول منابع المياه من غير الدول العربية مضيفة ان اكثر من 65 بالمئة من المياه العربية تنبع من خارج حدود الوطن العربي ولذلك اصبحت المياه العربية تحت سيطرة دول غير عربية والتي تستطيع ان تستعمل هذه المياه كسلاح سياسي واقتصادي وحتى عسكري كاسرائيل التي تسيطر على مياه الجولان السوري المحتل وفلسطين وجنوب لبنان وتتحكم كليا بهذه المياه منذ عام 1967.
واوضحت ان الجامعة العربية تولي الامن المائي العربي اهتماما كبيرا وحتى تستطيع الدول العربية ان تاخذ السياسات الصحيحة وتضع الاستراتيجيات الناجحة فمن الضروري ان يكون لديها البيانات والاحصائيات والخرائط الدقيقة حول موارد المياه ليس فقط في المناطق العربية بل في دول الجوار 

 وقالت من المهم ان يكون لدى الدول العربية المعلومات الصحيحة حول المنشات المائية التي تقوم بها دول الجوار كتركيا ودول جنوب النيل او اسرائيل لان كل هذه المنشات تؤثر على كمية المياه ونوعيتها خاصة في ظل شح المياه والتاثر المناخي والتلوث ما سيساعد الدول العربية على اتخاذ القرارات والسياسات والاستراتيجيات التي تحمي هذه الموارد وتحقق الامن المائي وكذلك يساعد الدول المتشاطئة على التفاهم والتعاون والدخول في مفاوضات لمواجهة التحديات وابرام الاتفاقيات حول تلك الموارد.
واشارت الى ان هناك ازمة كبيرة تحتاج الدول العربية في ضوئها ان تستفيد من كل قطرة مياه داخل الوطن العربي او تلك التي تنبع من خارج الوطن العربي .
وقالت لذلك فان اجتماع اليوم يدخل في نطاق انشاء قاعدة بيانات مائية خاصة ان كافة المعلومات اصبحت علمية ونظم معلومات ولذلك اصبح من الضروري انشاء قاعدة بيانات فنية وقانونية تساعد الدول العربية على اتخاذ القرارات والسياسات التي تسهم في الوصول الى اتفاقيات نهائية مع دول الجوار حول اقتسام الموارد المائية المشتركة .
واضافت ان المركز دعا العديد من المنظمات العربية والدولية ومن الخبراء المختصين في نظم المعلومات للخروج باطار عام للمعلومات الخاصة في المياه المشتركة وانشاء موقع للمركز ليكون في خدمة الدول العربية حكومات وشعوبا ومنظمات عربية متخصصة ومنظمات غير حكومية ومجتمعا مدنيا واكاديميين للتعرف على اي تفاصيل حول الموارد المائية سواء عربية او مياه مشتركة من غير الدول العربية او مياه تحت الاحتلال.
وقالت ان المركز سيقوم بتوثيق كل الانتهاكات الاسرائيلية للحقوق العربية في المياه والممارسات والسرقات اليومية التي تقوم سلطات الاحتلال والمشروعات الاسرائيلية المائية في المناطق المحتلة ومدى تاثيرها على الموارد المائية العربية وعرضها على كافة هيئات المجتمع الدولي للوصول الى موقف عالمي موحد تجاه هذه القضية .

 واشارت الى انه من اجل تحقيق ذلك سيتم القيام بانشطة كبيرة تتعلق بجمع البيانات والاحصائيات وتاهيل الكوادر العربية في مجال ادارة المعلومات الخاصة بالمياه المشتركة والقانون الدولي والمفاوضات .
واكدت ان الهدف من الاجتماع ايضا تدعيم القاعدة المعرفية والقانونية في الدول العربية حول منهجية التوصل الى اتفاقيات وادارة المباحثات حول اقتسام المياه المشتركة وايجاد الحلول المناسبة والناجحة لادارتها واستغلالها من خلال التنسيق والتعاون ولاسيما في ظل تزايد الطلب على المياه والتسابق في استغلال الموارد المائية المشتركة الامر الذى انعكس سلبا على الوضع المائي في بعض الدول العربية واعاق خططها التنموية.
واكدت المسؤولة حرص الجامعة على متابعة الانتهاكات الاسرائيلية للحقوق المائية العربية سياسيا وقانونيا مبينة أن اسرائيل تستثمر جميع الموارد المائية في الجولان المحتل وتنهب مياه نهر الاردن ومناطق الجنوب اللبناني اضافة لاستنزافها80 بالمئة من المياه الفلسطينية وتعمل على تحويلها الى المستوطنين الذين يحصلون على أكثر من 260 لترا من الماء يوميا للفرد بينما لا يتجاوز نصيب الفرد الفلسطيني اكثر من خمسة لترات في اليوم.
وسيناقش المشاركون خلالها أفضل السبل لبناء نظام عربي للمعلومات المائية وتوثيق ومتابعة كل ما يتعلق بالمياه المشتركة والمياه العربية تحت الاحتلال. كما سيناقش المشاركون سبل تاهيل الكوادر العربية في مجال ادارة المفاوضات المائية وتوثيق ممارسات سلطات الاحتلال الاسرائيلي في مصادراتها لمصادر المياه في الجولان المحتل وجنوب لبنان والاراضي الفلسطينية اضافة الى متابعة أوضاع الانهار والاحواض المائية المشتركة والخطوات اللازمة لبناء قاعدة بيانات حول الموارد المائية المشتركة مع دول غير عربية من خلال حصر الاتفاقيات والتجارب الاقليمية والدولية في هذا الشان.
يشار الى ان مركز الدراسات المائية والامن المائي العربي يقوم بالتنسيق بين المنظمات العربية العاملة في مجال المياه من خلال البرامج والدراسات والبحوث وتجنب الازدواجية وتوفير الجهد والمال لمواجهة التحديات التي تواجه الامن المائي العربي.(النهاية) ط ك / ن ج ح كونا121343 جمت ينا 10