من حسين حسن ابراهيم

الخرطوم - 30 - 7 (كونا) -- رغم التنوع القبلي الواسع في السودان والذي يضخ رصيدا وافرا من العادات والموروث الثقافي والرقصات الشعبية الا ان (النقارة) هي السيده التي تسيطر علي المزاج والتراث السوداني منذ القدم والان في مختلف المناسبات الاجتماعية والاعياد الرسمية والشعبية وحتي في الحروب.
و(النقارة) هي جزء اصيل في الثقافة السودانية وتستخدم مفردة (نقارة) كاسم آلة واسم رقصة واسم مكان لاداء الرقص المصاحب لايقاع النقارة.
ويطلق لفظ النقارة على الالات والايقاع التي يعزف عليها عند قيام الاحتفال وهي منتشرة في جميع انحاء السودان ولكن الاختلاف يكون في التسمية اوالاداء وحتى شكل النقارة يختلف من قبيلة الى اخرى وتسمى النقارة او النحاس اوالطبلة.
ويقول استاذ الفلكور السوداني نزار عثمان لوكالة الانباء الكويتية (كونا)ان النقارة هي رقصات شعبية عادة تقام في الافراح والاعياد الرسمية والشعبية وفي الزواج والختان والانتصار في الحرب وتعبر عن الافراح ايا كانت نوعها اوطريقة ادائها.
واضاف الاستاذ عثمان هي رقصة سريعة تشترك فيها الفتيات وتعمد على الايقاع حيث تبدا ضربات ايقاع الة النقارة التي تصاحب الرقص وعادة ما تستخدم اكثر من نقارة متفاوتة الاحجام في وقت واحد لتكون مع بعضها ايقاعات متقاطعة مركبة.
وذكر ان رقصة النقارة تلفت الانتباه الى مضمون يعكس طبيعة الحياة والقيم الاجتماعية المتاصلة في نفوس هذه القبائل ومضمونها يرتبط بالعيد والفروسية والقوة.
وبين عثمان ان لدى معظم قبائل غرب وجنوب السودان يكون مكان اداء الرقصة في الوادي او في النقع اواطراف الحي بحيث يقلل الازعاج عن اهل الحي وتكون جموع الشبان في شكل دائري يتوسطهم النقار وهو الشخص الذي يضرب النقارة ونجد الفتيات في دائرة داخلية وهن مصدر الغناء والطرب بينما الفتيان في الدائرة الخارجية.
وعن (النقارة) الاشهر في السودان يرى عثمان ان (النقارة) عند الدينكا هي الاكثر شهرة وقوة في تاثيرها وايقاعاتها وادائها.

وعن اهمية (النقارة) لدي قبيله (الدينكا) يقول السلطان اليجا باريا طوم احد زعماء القبيلة ل(كونا) "النقارة تعني لقبيلتنا الكثير فهي ترمز الى التراث والعادات والتقاليد والطقوس التي تمارسها القبيلة وهي الاكثر تاثيرا في التعبر عن الشعور لدى افراد القبيلة."
   وبين انها تكون في فصول الراحة او بالاصح في فصل الصيف حيث لا زراعة ولا اعمال كثيرة لذلك يلتقي الشباب في هذا النقارة ويحرص الشباب والشابات عن يكونوا بافضل زينتهم في النقارة والشباب يلبسون قطعة في وسطهم يسمى (ضوك) وهو جلد النمر ويشترط ان يكون جلد  نمر مقتول وليس جلد نمر ميت وهذا يضيف الكثير.
   كما يضع الفتيان ريش النعام علي روؤسهم ويمسحون وجوههم بالالوان ويؤدون هذه الرقصة حفاه في اغلب الاحوال ويلبسن قطعة جلد ايضا يسمى (بونك) وهو جلد بقر ولا ينسين ان يتزينن بالسكسك وحلى من النحاس او فضة وقبل المغرب بقليل يتوافد الشباب والفتيات مجموعات على مكان النقارة المقترح.
   وعندما يبدا الرقص فانه يحتاج الى لياقة جبارة لان رقصة (دينكا ريك) يتم فيها ضرب الرجلين على الارض بقوة علما انك لن تكون منتعل اي حذاء وكلما استمريت فى الرقص تتوافد عليك الفتيات ويتبارين للرقص امامك وتكون اليدين مرفوعتين للاعلى مثل قرون البقر.
   وعند القبائل في دارفور وغرب السودان يقول الاستاذ عثمان ان (النقارة) يرقص فيها الفتيان على شكل دائرة وتوضع الة النقارة في منتصف حلبة الرقص التي يشارك فيها الشباب ويرتدون جلاليب قصيرة تسمى (عراريق) .
   واضاف ويضع الشباب على رؤسهم بعض الريش المثبت على الطواقي الحمراء ويحمل كل شاب سكينا مزينا وتتزين الفتيات بالحلي والحرز (السكسك) ويربطن على خصورهن العمائم ويتكون العازفون من اربعة اشخاص الاول يضرب على النقارة والثاني على الة التمبل والثالث على السواق والرابع يغني.
   اما لدى قبائل شرق السودان فان النقارة تعرف باسم (النحاس) ولها اهمية تختلف عن قبائل السودان الاخرى فهي رمزا للسلطة الزمنية والسياسية .
   وكل من يستولي عليها عنوة له الاحقية في زعامة القبيلة ولا يتم الاعتراف بزعامة الشخص وسلطته الا بعد الحصول على النقارة التي تمثل مظهرا للهيبة ومن العادات الموروثة لدي قبائل الشرق نشر اللبن على النقارة في حالة الحرب باعتبار ان اللبن رمز النصر عند القبيلة.(النهاية)

    ح ح ا / ش ع ل