باريس - 12 - 7 (كونا) -- اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم ما وصفه بانه "اعلان تاريخي" عن استعداد سوريا ولبنان لتبادل العلاقات الدبلوماسية بينهما وفتح سفارتين لدى احداهما الاخرى.
جاء ذلك في ختام قمة رباعية جمعت ساركوزي بالرئيسين السوري بشار الاسد واللبناني ميشال سليمان وامير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
كما اعلن الرئيس ساركوزي في مؤتمر صحافي مشترك اعقب القمة الرباعية بقصر الاليزيه انه سيقوم بزيارة الى دمشق قبل منتصف سبتمبر المقبل في مؤشر آخر على تحسن العلاقات الفرنسية السورية.
-- وقال الرئيس ساركوزي في المؤتمر الصحافي المشترك ان "من المهم ان تلعب سوريا دورها الكامل في المنطقة" مشيرا الى انه يعتزم اقامة حوار صريح وبناء ومخلص مع سوريا.
واوضح انه ناقش خلال اجتماعاته مع الاسد اليوم "قضايا بالغة الاهمية" مرحبا بما وصفه بانه "اعلان تاريخي" حول استعداد سوريا ولبنان تبادل العلاقات الدبلوماسية بينهما.
غير انه اضاف ان بعض المسائل القانونية يتعين حلها اولا مشيرا الى ان تلك المسائل تعرقل التبادل الدبلوماسي بين البلدين في الوقت الراهن.
واكد قائلا "نعتبر ان هذا الاعلان وهذا التاكيد امر تاريخي بالنسبة لنا".
من جانبه قال الرئيس الاسد انه لا توجد مشكلة بالنسبة لتبادل العلاقات الدبلوماسية مع لبنان "وقد اكدت هذا الامر عدة مرات لوسائل الاعلام الفرنسية" مشيرا الى ان هذه المسألة سيتم بحثها مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان وان هناك "خطوات قانونية" يتعين اتخاذها اولا في هذا الصدد.
وفيما يتعلق بعملية السلام اوضح الرئيس الفرنسي انه بحث قضية السلام في المنطقة مع الرئيس السوري "وفرنسا تشجع على تطوير محادثات السلام بين سوريا واسرائيل" مشيرا الى ان الامر عائد للبلدين نفسهما لتحقيق تقدم في تلك المحادثات غير المباشرة التي تجري حاليا برعاية تركيا معربا عن رغبة بلاده في تحولها الى محادثات مباشرة "وستكون فرنسا موجودة وقتها للعب دور الوسيط والراعي".
كما اكد ساركوزي ان بلاده "مستعدة دبلوماسيا وسياسيا وعسكريا اذا ما ظهرت هناك حاجة امنية للمساعدة في عملية السلام بين اسرائيل وسوريا وللعمل كذلك يدا بيد مع الامريكيين" لانجاح عملية السلام.
وحول العلاقات الثنائية مع سوريا قال الرئيس الفرنسي انه يرغب بتطوير تلك العلاقات "ليس لايام ولا لاسابيع بل نرغب بتطوير علاقات استراتيجية مبنية على اعمال كلا الطرفين".
من جانبه تحدث الرئيس الاسد عن محادثات السلام غير المباشرة مع الاسرائيليين قائلا انها تهدف الى استعادة الثقة والعثور على ارضية مشتركة قبل التحرك نحو اقامة محادثات رسمية مباشرة.
واستبعد الاسد اي اجتماع بينه وبين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت على هامش قمة الاتحاد من اجل المتوسط التي تنطلق في باريس غدا الاحد مشيرا الى ان خطوة كهذه لن تكون بناءة لعدم وجود قدرات فنية لبحث المسائل العالقة بين الجانبين.
واضاف الرئيس السوري ان عملية السلام "هي احد القضايا الاكثر اهمية" مشددا على ان الدور الامريكي في العملية "دور اساسي وكذلك الدور الاوروبي مهم للغاية والدورين مكملين لاحدهما الآخر".
واكد رغبته بان ينخرط الرئيس الفرنسي بصورة مباشرة في عملية السلام بين سوريا واسرائيل مشيرا الى ان التحول الى المحادثات المباشرة "يعتمد على مدى جدية كلا الطرفين..ونحن حاليا لسنا على اتفاق كامل حول المبادىء".
واوضح الرئيس الاسد ان التقدم في المحادثات غير المباشرة اتسم بالبطىء بسبب افتقاد الانخراط الامريكي مشيرا الى ان الادارة الامريكية الحالية "ليست مهتمة بعملية السلام لذا فنحن بانتظار ستة اشهر اخرى" لحين وصول الادارة الجديدة.
كما دعا الاسد الى ابرام اتفاق سلام "يكون عالميا وعادلا" مشددا على اهمية القضية الفلسطينية ودعا الاوروبيين للاهتمام اكثر بها.
ووافق ساركوزي مع ما طرحه الرئيس السوري بقوله ان كافة الامور مرتبطة ببعضها "ومن الضروري التحرك للامام لان الامور تمضي بصورة سيئة الان" في اشارة للتطورات على الارض في المنطقة.
واوضح ساركوزي انه بحث مع الرئيس السوري الملف الايراني وان الاسد اكد له انه لا يعتقد ان ايران تسعى لتطوير سلاح نووي "وقد طلبنا من سوريا اقناع ايران بتقديم دليل على ذلك".
اما الرئيس السوري فعقب قائلا "لا يمكننا الحكم على امور لا نراها" غير انه حذر من السعي لاي شيء مع ايران بخلاف الحلول السياسية مشيرا الى ان خلاف ذلك سيكون له عواقب وخيمة على المنطقة باكملها في اشارة لاحتمالات توجيه ضربة عسكرية ضد ايران.
واكد الاسد موقف سوريا الثابت من ضرورة اخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل "وبامكاننا التحدث الى القادة الايرانيين لكننا لا نرى ان هناك مشروعا عسكريا نوويا ايرانيا".(النهاية) ش ص / ج ك / م ع ش كونا122302 جمت يول 08