من محمد الغزي بغداد - 19 - 1 (كونا) -- طغت أحداث العنف التي شهدتها مدينتا الناصرية والبصرة على المشهد الأمني في العراق بعد القتال العنيف الذي اندلع بين جماعة (أنصار المهدي) الدينية راح ضحيتها أكثر من 150 شخصا بين قتيل وجريح بينهم عشرة من قيادات الشرطة العراقية.
وقال مسؤول أمني في الشرطة العراقية في الناصرية فضل عدم الكشف عن هويته ان أكثر من 66 شخصا قتلوا في الاشتباكات بينهم نحو 50 مسلحا تابعا لهذه الجماعة فيما أصيب نحو 75 آخرين في وقت بلغ عدد القتلى والمعتقلين من هذه الجماعة في مدينة البصرة أكثر من 50 بين قتيل ومعتقل بحسب وزير الأمن الوطني شيروان الوائلي.
وتضاربت الآراء في معرفة جذور هذه الجماعة ففي وقت ذكر البعض أنها نفس جماعة (جند السماء) نفى وزير الأمن الوطني العراقي شيروان الوائلي ذلك مؤكدا لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) أن جماعة أنصار المهدي هم من أتباع رجل يدعى أحمد بن الحسن اليماني يزعم أنه النائب الخامس للامام المهدي المنتظر وأنه أحد رسله الذين يسبقون ظهوره في آخر الزمان.
وأضاف الوائلي ان "هذه الجماعة تزعم أن ظهور المهدي كان مفترضا أن يكون يوم أمس ويعتقدون أن يوم أمس واليوم السبت هما يوما الصرخة التي تسبق ظهور المهدي المنتظر".
وأوضح أن توقيت ظهور جماعة (جند السماء) تزامن مع اشتباكات يوم أمس مع جماعة (أنصار المهدي) ما أوحى أنهما نفس الجماعة".
وأشار الوائلي الى أن الجماعتين تعتقدان بظهور الامام المهدي في العاشر من المحرم وأنه ينبغي قتل علماء الدين الذين يسمونهم "علماء الضلالة".
من جهته دعا المرجع الشيعي علي السيستاني الى التصدي للحركات الدينية المنحرفة بحسب ما ذكره محافظ النجف أسعد أبو كلل الذي نقل عن السيستاني مطالبته الحكومة والأجهزة التنفيذية بالتصدي للحركات الدينية المنحرفة.
وقال محافظ النجف أسعد أبو كلل بعد زيارته السيستاني ان المرجع الشيعي أكد أن "الحركات المهدوية هي حركات قديمة ومدعومة من الخارج" مشددا على المؤسسات الحكومية أن تتصدى لها

- من جانبه قال المتحدث باسم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر صلاح العبيدي ان الموقف من الجماعات السلوكية التي تتخذ السلوك المنحرف أسلوبا لاشاعة الفساد في المجتمع حتى ظهور المهدي لم يتغير وهو نفس الموقف الذي اتخذه والد مقتدي السيد محمد صادق الصدر قبل استشهاده.
وأضاف العبيدي ان انشغال القوات الأمنية العراقية في شن حملات ملاحقة ضد جيش المهدي سمح بظهور هذه الفرق والحركات المنحرفة والضالة التي بدأت تتعزز بالسلاح والأموال من خارج البلاد.
من جهته أكد مسؤول المكتب الاعلامي لرجل الدين محمود الحسني الصرخي نهاد الدراجي عدم تورط أتباعه في الاشتباكات التي وقعت أمس في محافظتي البصرة والناصرية.
وقال الدراجي ان الصرخي سبق ووصف جماعة (أنصار المهدي) التابعة لليماني ب "الجماعة الضالة "نافيا وجود أية علاقة لأتباع الصرخي بالاشتباكات التي شهدتها مدينتا البصرة والناصرية.
وقال أحد طلاب الحوزة العلمية في مدينة النجف ان الجماعات السلوكية منحرفة وظهرت في منتصف التسعينيات من القرن الماضي ورفعوا شعار الفساد والافساد في الأرض حتى ظهور المهدي وشجعوا على القتل والسلب والنهب وزواج المثليين والزنى بالمحارم وغيرها.
وأكد أن هذه الجماعات تبني مساجد من الطين وتحرم الصلاة في المساجد المشيدة من الطابوق والاسمنت والحديد وان لها جذورها في التاريخ.
وينسب الى تلك الجماعة السلوكية وهي في الأصل جماعة دينية صوفية أو سياسية الانحراف بتفسير الآية (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين ) بمعنى أن الغاية من العبادة هي الوصول الى لحظة اليقين ثم عدم لزومها وهي فكرة لا تكاد تكون أكثر من شطحة صوفية.
والسلوكيون بحسب محققين في التاريخ يسمحون لأنفسهم بترك الواجبات كالصلاة والصوم وفعل مختلف المحرمات تحت شعار الوصول الى درجة اليقين وانتظار المهدي ورؤيته.(النهاية) م ح غ / و د كونا191719 جمت