الرياض - 12 - 9 (كونا) -- قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل اليوم ان السعودية لن تقدم مبادرة بديلة لاتفاق مكة المكرمة بين حركتي فتح وحماس "وعليهم العودة اذا كان لديهم رغبة حقيقية في المصالحة الى ما ما تم الاتفاق عليه في هذا الاطار".
واضاف الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحافي عقده هنا اليوم ان المباحثات التي جرت أمس بين خادم الحرمين الشريفين ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تركزت على المستجدات على الساحة الفلسطينية وأهمية توحيد الصف الفلسطيني والجهود في عملية السلام بما في ذلك المؤتمر الدولي للسلام المزمع عقده الخريف المقبل.
واشار الى أن العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز أكد على ضرورة ان "تثبت اسرائيل جديتها في التعامل مع هذا المؤتمر من خلال القيام بخطوات ملموسة على الأرض بوقف كافة ممارساتها غير المشروعة وعدم اتخاذ أية اجراءات من شأنها تعطيل المؤتمر أو اثارة الشكوك حول أهدافه".
وقال ان المباحثات السعودية الفلسطينية أكدت ضرورة ان يركز المؤتمر الدولي المقترح على معالجة قضايا الحل النهائي الرئيسية وفق اطار زمني محدد والتزامات متوازنة بين كافة الأطراف بما يكفل الانسحاب الاسرائيلي الشامل من كافة الأراضي العربية المحتلة.
ورأى الفيصل ان المؤتمر يصبح عديم الجدوى ويتحول الى مفاوضات يطول أمدها اذا لم يحمل مواضيع جادة تهدف الى حل النزاع ووضع المبادرة العربية كهدف رئيسي فيه ويتضمن أجندة تفصل القضايا بالشكل المطلوب وان تلزم اسرائيل بالخروج من الاراضى التى احتلتها.
وفي ما يتعلق بالعراق أشار الى ترحيب الحكومة العراقية بتقرير بترايوس- كروكر وترحيب الحكومة العراقية بهذا التقرير معتبرا ان ذلك يؤشر الى توافق شامل حول المبادئ والأهداف بشأن حل الأزمة في العراق مع توصيات المؤتمرات الاقليمية والدولية وبصفة خاصة مؤتمرات دول الجوار.

وأعرب الفيصل في هذا الصدد عن الأمل بان تبذل كافة الأطراف العراقية المسؤولة جهودا مضاعفة في تنفيذ المبادئ المنوه عنها عبر ترسيخ الوحدة والعدالة والمشاركة بين جميع مكونات الشعب العراقي وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة ومتطلباتها الدستورية والقانونية والسياسية والاقتصادية والتصدي بحزم لجميع الميلشيات الطائفية والمجموعات الارهابية والنأي بالعراق عن التدخلات الخارجية التي تستهدف العبث بأمنه واستقراره وهويته العربية.
وأكد أن السعودية تقف على مسافة واحدة من جميع الأطراف ويهمها استقرار العراق وضمان أمنه مجددا الدعوة الى تحقيق المصالحة الوطنية والمساواة في حقوق العراقيين وواجباتهم ليتمكن العراق من بناء نفسه والمحافظة على سيادة ووحدة أراضيه.
وبشأن الأزمة في لبنان جدد الفيصل دعوة السعودية جميع الأطراف لحل الخلافات القائمة مع قرب حلول موعد الانتخابات الرئاسية بالتوافق وتغليب المصلحة الوطنية على كل ما يعوقها من تدخلات خارجية تهدف الى الزج بلبنان في أتون الصراعات الاقليمية والدولية.
وفي ما يتعلق بتطورات أزمة اقليم دارفور نوه الأمير سعود الفيصل بجهود الحكومة السودانية وتعاونها الايجابي مع الأمم المتحدة وما أسفرت عنه الزيارة الأخيرة للأمين العام للأمم المتحدة للسودان وذلك في اطار المبادئ التي اتفق عليها الطرفان على هامش قمة الرياض العربية.
وحول ما تردد عن زيارة وزير الخارجية السوري الى السعودية قال الأمير سعود الفيصل "ان الزيارات بين المسؤولين العرب أمر طبيعي وليست غريبة" معربا عن أمله بأن تسهم الزيارة "اذا تمت" في تقريب وجهات النظر بين البلدين في مجمل القضايا العربية.
(النهاية) ا د / ا ع م كونا121932 جمت سبت 07