دمشق - 14 - 8 (كونا) -- قال نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ان بلاده لا تريد الحرب واسرائيل تعرف ذلك ولكنه أكد استعداد بلاده لردع أي عدوان اسرائيلي يشن عليها.
وقال الشرع خلال لقائه اليوم بالصحافيين المحليين والعرب بمناسبة العيد ال16 لاتحاد الصحافيين السوريين "ان سوريا لا تريد الحرب و لكنها تستعد لأنها عرفت ولمست أن اسرائيل تريد أي ذريعة لشن حرب كما حصل في يوليو عام 2006 على لبنان ويجب أن نكون دائما على استعداد لرد كل عدوان" .
وأكد ان سوريا لن تبادر بشن حرب على اسرائيل وهناك حديث "بدأ ولم ينته" في أجهزة الاعلام الاسرائيلية حول الحرب على لبنان واحتمالات الحرب على سوريا وتوجيه ضربة عسكرية لايران وكذلك الحديث أيضا عن أيهما أفضل السلام أم الحرب على سوريا.
وأضاف ان "هناك نقاشا طويلا وندوات يومية وشبه يومية داخل اسرائيل عن موضوع السلام والحرب على سوريا وهذا يؤكد أهمية سوريا ويؤكد أيضا أن اسرائيل عام 2006 هزمت ولم تكن تتوقع الهزيمة".
وأكد أيضا أن شعب سوريا لا يريد الحرب مع اسرائيل ولكنه لايقبل الاستسلام والذل والاستكانة أو التفريط بذرة من تراب وطنه مضيفا انه يريد المفاوضات التي تعيد حقوقه كاملة وأرضه كاملة حتى خطوط الرابع من يونيو عام 1967 .
وردا على سؤال عن اقامة محور سوري ايراني قال الشرع "ان سوريا وايران لم يتحدثا مطلقا عن كلمة محور وما فكرا بذلك نحن نريد أن نكون في حالة تضامن عربي حقيقي ونطمح أيضا بوحدة المسلمين وتضامنهم".
وحول المؤتمر الدولي الذي دعا الى عقده الرئيس الامريكي جورج بوش لاحلال السلام في الشرق الأوسط قال الشرع "ان هذا المؤتمر مبني على الوهم ولم تحدد أهدافه أو الضمانات التي سيخرج بها هذا المؤتمر".

وقال الشرع "لسنا آسفين على استبعادنا من حضور هذا المؤتمر لا نعرف اهدافه او الاساس الذي يعقد عليه المؤتمر".
واضاف "حتى لو دعونا اليه لن نذهب قبل ان يعلن انه مؤتمر حقيقي للسلام ويوصل العرب الى حقوقهم واستعادة اراضيهم كاملة غير منقوصة".
وتساءل "كيف يمكن قيام دولة فلسطينية بعد الانقسام الخطير الذي حصل بين حركتي (حماس) (وفتح) فهم استمروا بالحصار على الشعب الفلسطيني ورفضوا حماس والتعاون معها لكي يصلوا الى هذه النتيجة بحيث يصبح الوصول الى دولة فلسطينية مستحيلا".
وأكد ان بلاده "ليست مع الانقسام الفلسطيني وهي على مسافة واحدة من جميع الفصائل الفلسطينية ولا توجد عداوة بين أي فصيل فلسطيني وسوريا لا في الداخل ولا في الخارج".
وحول العلاقات السورية - الايرانية قال نائب الرئيس السوري "لا تنافس بين سوريا وايران وهناك توافق وتفاهم ورؤية موحدة وتقريب الرؤى عندنا تختلف" مؤكدا ان العلاقات بين سوريا وايران "استراتيجية وهي ليست عمياء اذ انها ترى كل التفاصيل".
وتابع انه بحكم التطورات التي حدثت خلال السنوات ال20 الماضية "لا يمكن ان يكون الموقف الايراني كالموقف السوري من العراق فالعراق دخل في حرب مع ايران وسوريا لم تفعل".
وقال "ان الايرانيين يريدون استقلال العراق والامن له وسوريا تريد وحدة العراق وعروبته وربما هذا التعاون بين سوريا وايران والعراق يوحد الرؤيا لاخراج العراق من محنته وتأكيد ارادته السياسية المستقلة وان يكون العراق على علاقة جيدة مع كل جيرانه".
وحول موضوع اللاجئين العراقيين قال الشرع "نحن استقبلناهم كضيوف ودون تذمر على الرغم من ان هذا الموضوع يشكل عبئا اقتصاديا واجتماعيا وامنيا كبيرا علينا".
واضاف "ان مسؤولية اللاجئين العراقيين هي مسؤولية القوات الامريكية وكذلك الحكومة العراقية وعندما يأتي رئيس وزراء العراق الى دمشق سنتحدث معه حول هذه النقطة".
وعن القمة العربية المقبلة التي تستضيفها سوريا قال الشرع "ان هذه القمة في غاية الاهمية لاننا سنحاول رأب الصدع في العلاقات العربية - العربية ونأمل منها ان تصحح المسار الخطير الناجم عن التداعيات التي مرت فيها المنطقة".
واضاف "ان سوريا تؤمن دائما بالتضامن العربي الذي لا غنى عنه باعتباره الهدف الكبير الذي يجب ان نسعى اليه" مشيرا الى ان لمصر والسعودية الدور الاساسي في تحقيق التضامن العربي.
وحول العلاقات السورية - السعودية وعدم مشاركة الاخيرة في الاجتماع الامني لدول جوار العراق الذي استضافته سوريا مؤخرا قال "للسعودية دور مهم في المنطقة وفي التضامن العربي والعلاقات العربية العربية والاسلامية العربية" مؤكدا حرص بلاده على ان تكون هناك علاقات قوية واستراتيجية مع السعودية. (النهاية) ط ك / س ع م