لار0012 4 0363 /كوناصغظ46 ثقافة/جزائر/لباس/اعراس لباس الاعراس بين التلهف على الموضة والمحافظة على الازياء التقليدية في الجزائر من فتحيه زماموش الجزائر - 20 - 8 (كونا) -- اصبح الزواج في الجزائر معاناة كبرى لكلا الطرفين المراة والرجل ولم يبق مرهونا بقبولهما بتاسيس بيت واحد ولكن تكلفة الحياة ووزن تقاليد الاعراس حولت الزواج الى عملية جدا صعبة ومعقدة وباهظة الثمن. فبمجرد موافقة الطرفين على خوض غمار الحياة تبدأ معاناة التحضير لمراسم الزواج والحفل ورغبة العروس في الظهور امام المدعوين باللباس الاجمل والاكثر اناقة. والتقينا بعمر وصبرينة في محل لبيع الالبسة التقليدية الخاصة بلباس العروس وهما مقبلان على الزواج في اوائل سبتمبر المقبل فأكدا ان التحضيرات تسير بشكل متسارع لهذا الموعد الهام. وبالنسبة لصبرينة فشراء كل اللوازم الخاصة بحفل الزواج مكلفة جدا حيث تتراوح ما بين 10 آلاف و15 ألف يورو. وصرحت صبرينة في حديثها لوكالة الانباء الكويتية (كونا) انها "لم تشتر كل اللوازم وخصوصا في ما يتعلق منها بالالبسة التقليدية التي يجب ان ترتديها يوم الحفل". وأضافت "ان التقاليد تفرض على العروس الجزائرية أن ترتدي أكثر من ستة اثواب واغلبها تمثل ثقافة وتقاليد الاسر الجزائرية". وأبدت صبرينة رغبتها في الظهور يوم حفلها بأجمل مظهر اذ ان هذا الحفل لن يتكرر مرة اخرى حسب قولها. ورغم موضة الفساتين الأوروبية التي اكتسحت الاسواق والمحلات الا ان العروس مضطرة يوم الحفل الى الظهور بالبسة تحافظ على التقاليد الجزائرية عملا بالمثل الشعبي الجزائري القائل "الجديد حبو والقديم لا تفرط فيه". وهذا المثل الشعبي ينطبق تماما على الزخم والتنوع الموجود في ساحة الالبسة الخاصة بالاعراس التي زينت واجهات الالبسة النسائية والتي نرى في ظاهرها المحافظة على المسحة والخصوصية التقليدية الجزائرية الممزوجة بصبغة عصرية اوروبية. فالعروس ترتدي فساتين مختلفة الصنع وحسب تقاليد اغلب مناطق الوطن من اللباس التقليدي العاصمي وهو لباس ترتديه العروس التي تقطن بالعاصمة ويعرف باسم (الجبة العاصمية) ويتراوح ثمنه ما بين 100 و140 يورو واللباس التقليدي القبائلي وهو خاص بمنطقة القبائل الكبرى ويعرف باسم (جبة قبائل) ويتراوح سعره ما بين 70 و110 يورو. هناك ايضا اللباس الذي ترتديه العروس في منطقة الشرق الجزائري ومشهور باسم (قندورة الفرقاني) حيث اخذت التسمية من اسم محمد الطاهر الفرقاني أب موسيقى ومدرسة (الفن الشعبي المالوف) بالشرق الجزائري بالاضافة الى لباس تقليدي وهراني وفق تقاليد منطقة الغرب الجزائري. كما ترتدي العروس الجزائرية البسة اخرى تبعا لمناطق مختلفة كمنطقة الاوراس بالشرق الجزائري حيث ترتدي العروس لباس معروف باسم (ملحفة شاوية) وترتدي معه كل الحلي الخاصة بالمنطقة المصنوعة من الفضة. ومن جهتها اكدت جميلة وهي فتاة مقبلة على الزواج لكونا انها سترتدي اربعة فساتين فقط يوم عرسها وهذا بسبب غلاءها في المحلات والاسواق. و قالت انها "سترتدي ألبسة تقليدية بالاضافة الى فستان عصري تبعا لموضة هذه السنة معربة عن اتباعها للموضة كاي عروس". واكد محمد صاحب محل بيع فساتين الأعراس بقلب العاصمة الجزائرية أن "الاقبال على الفساتين كبير جدا خصوصا في شهري يوليو واغسطس وهي الفترة التي تكثر فيها الاعراس". وقال محمد أن المقبلين على الزواج يفضلون هذه الفترة لأنها فترة عطلة سنوية وتماشيا مع موضة الالبسة الخاصة بالاعراس التي تظهر بشكل كبير وملفت للانتباه في هذا الفصل. وعن الزبائن يقول محمد انهم يختلفون ما بين نساء ورجال ولكن الغالبية نساء بحكم نوع التجارة التي امارسها وأحيانا يكون الزبائن زوجين أو مقبلين على الزواج أو نساء تردن حضور الحفلات واختيار احسن واجمل الفساتين. واما الأسعار يقول محمد أنها ليست في متناول جميع الطبقات لهذا اتخذ طريقة البيع بالتقسيط على ان يتم شراء الفستان من طرف الزبونة في ظرف اقصاه اربعة اشهر. وحول هذه العملية تقول احدى الزبونات أنها اشترت ثلاثة فساتين من هذا المحل بطريقة التقسيط منذ شهر أبريل حتى يتسنى لها دفع كل المبالغ قبل موعد الزواج والا فلن تتمكن من ذلك. كما اضافت أن "الموضة يجب ان نتبعها لكن التقليدي يجب المحافظة عليه لأنه يمثل الخصوصية الجزائرية والتي تتنوع من منطقة الى أخرى. واجمعت العديد من الفتيات والنساء على ان لا توجد البسة احسن من اللباس التقليدي لانه يمثل عمق الثقافة والتقاليد الجزائرية ويحافظ عليها من الاندثار والزوال.(النهاية) ف ت / ط م كونا201025 جمت اغو 04