لار0016 4 0252 /كونااظض18 عام/كويت/قصر/سيف(مع.صور) قصر السيف العامر مركزا لسدة الحكم فى الكويت من عدنان داود الكويت - 21 - 2 (كونا) -- قبل 98 عاما مضى قرر الشيخ مبارك الصباح (مبارك الكبير) الحاكم السابع للكويت والذى امتدت فترة حكمه من عام 1896 الى عام 1915 بناء قصر يمثل مركزا للحكم ومقرا للحاكم وتم اختيار موقعه الفريد على شاطئ الخليج العربي . وامر الشيخ مبارك الصباح فى عام 1906 كما جاء فى كتاب " قصر السيف العامر لمحة تاريخية ومعمارية " الصادر عن الديوان الاميري بانشاء قصر السيف واختار له موقعا بجانب منزله الواقع فى مركز المدينة القديمة حيث يطل على الساحل مباشرة وكان هذا الموقع يضم اسطبل للخيول . واكد المؤرخون ان تسمية قصر السيف جاءت لكون مبناه اقرب شىء للبحر او السيف لهذا اخذ التسمية الملاصقة للبحر وكلمة السيف معناها ساحل البحر. وكان الشيخ مبارك يستقبل ضيوفه فى بداية حكمه للكويت فى قصره القديم المطل على ساحل البحر . يذكر انه عندما تولى الشيخ مبارك الكبير حكم البلاد استتب الامن فى ربوع الكويت واعطى لها كيانا سياسيا مستقلا وحفظ لها حريتها وقطع الطريق امام القوى التى تصارعت للسيطرة عليها . كما ازدهرت فى عهده حركة التجارة بفضل تشجيعه لها وسيطرته فى توفير الامن للطرق التجارية فى ذلك الوقت . وكان الشيخ مبارك قد ادرك بعد قراره بناء القصر ان الاسطبل الذى يقع امام منزله على ساحل البحر يحتل موقعا متميزا فهو يطل على البحر مباشرة بعيدا عن ازعاج المدينة . كما انه كان بالقرب من الجمرك البحري الذى كان مصدرا اساسيا للرسوم التى كانت تتجمع من الصادرات والواردات والذى احتاج الى العناية والمراقبة المستمرة من الشيخ مبارك نظرا لاهميته فقرر بناء قصره الجديد فى موقع الاسطبل . وبعد ان تم بناء هذا القصر اقام فيه الشيخ مبارك حفل زفاف نجله الشيخ حمد ثم حفيده الشيخ عبدالله بن سالم المبارك الصباح وذلك فى عام 1908 حيث تجمع اهل الكويت حول القصر للمشاركة فى هذا الاحتفال . ومنذ ذلك التاريخ لعب قصر السيف دورا مهما وبارزا فى تاريخ الكويت الحديث والقديم نظرا للعمر المديد والذى يقارب المائة عام . وبعد مضي ثلاث سنوات على بناء هذا القصر قرر الشيخ مبارك تشييد جناح آخر فى الجهة الغربية لقصره الرئيسي وبنفس النمط المعماري للقصر . وكان قصر السيف مكانا لاحتفال كبير فى عام 1912 حيث تم فيه منح الشيخ مبارك الوسام المجيدي من الدرجة الاولى من قبل الحكومة العثمانية. ومع تعاقب امراء الكويت على الحكم شهد قصر السيف عدة توسعات حيث تضاعفت مساحة البناء كثيرا واضيفت مبان اخرى اليه . وكان اول من قام بتجديده عام 1917 هو الشيخ سالم المبارك الصباح الحاكم التاسع للكويت والذى امتدت فترة حكمه اربع سنوات وكتب على احدى بواباته الداخلية العبارة المشهورة " لو دامت لغيرك ما اتصلت اليك " والتى تعزى للفضيل بن عياد وذلك لايمان الشيخ سالم العميق بهذه العبارة . وفى عهد الشيخ عبدالله السالم الصباح الحاكم الحادي عشر للكويت والذى امتدت فترة حكمه من عام 1950 الى عام 1965 جاء التجديد الثاني لقصر السيف كي يتماشى مع العصر الحديث والتطورات التى طرأت على وسائل الحياة والكويت معا وبدأ العمل فى هذا التجديد فى عام 1961 وفى نهاية عام 1962 اصبح البناء منتهيا واطلق عليه الديوان الاميري . وأخذ بناء قصر السيف الطابع المعماري الاسلامي نظرا لاستخدام الاقواس والزخارف الاسلامية والشبابيك والمشربيات المميزة اضافة الى مراعاة التراث الكويتي وعوامل البيئة المحلية. واستخدمت فى بنائه المواد الأولية المحلية البسيطة من الطين وحجر البحر والطابوق الجيري والاخشاب والمعادن . ومن أشهر معالم الديوان الاميري والتى اضيفت فى عهد الشيخ عبدالله السالم الصباح عام 1964 برج الساعة الموجود فى أعلى البناء والمحاط بالسيراميك الازرق اما قمة البرج فمطلية بصفائح الذهب في حين تزين اسفل البرج نوافذ زجاجية صغيرة والساعة الموجودة فى هذا البرج ذات اجراس . ومن ابرز واهم الاحداث التاريخية التى شهدها الديوان الاميري بقصر السيف فى هذه الفترة إلغاء اتفاقية الحماية البريطانية واعلان استقلال الكويت فى 19 يونيو عام 1961 والتصديق على دستور دولة الكويت وصدوره فى قصر السيف فى 11 نوفمبر عام 1962 وذلك فى عهد الشيخ عبدالله السالم الصباح رحمه الله . ومع التطور الحضاري الكبير الذى شهدته الكويت فى جميع مناحي الحياة اصبحت الحاجة ضرورية لتوسعة مبنى الديوان الاميري وبشكل يتناسب مع مكانة دولة الكويت المرموقة بين دول العالم لذا باشرت الدولة تنفيذ اعمال مشروع الديوان الاميري الجديد فى عام 1987. وجاء التحدي الكبير بعد كارثة عدوان النظام العراقي الغاشم على دولة الكويت اذ تعرضت مباني قصر السيف القديم للسلب والنهب والدمار والحريق كما تعطلت اعمال مشروع تنفيذ مباني الديوان الاميري الجديد . ومنذ الايام الاولى لتحرير دولة الكويت سارعت الحكومة فى اعداد خطة عاجلة لاعادة الاوضاع فى المشروع الى ما كانت عليه قبل العدوان وبالفعل عادت الحياة تدب فى ارجاء المشروع كسابق عهدها . وخلال تلك الفترة انتقل سمو امير البلاد الشيخ جابر الاحمد الجابر وسمو ولي العهد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح من مبنى قصر السيف الى قصر بيان الذى يضم قصر المؤتمرات . والمعروف ان ديوان صاحب السمو امير البلاد وديوان سمو ولي العهد ظلا متلازمين منذ عام 1963 حتى يومنا هذا عندما كانا فى قصر السيف وعندما انتقلا الى قصر بيان الذى شيد فى الاصل ليكون مقرا للمؤتمرات وضيوف الدولة . وبعد فترة توقف دامت عدة سنوات شهد قصر السيف فى يوليو عام 2000 اول نشاطاته الرسمية عندما قام سمو ولي العهد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح بافتتاح مقر ديوانه فى القصر ليعود كما كان حاضرا عبر السنين فى ذاكرة الكويتيين مقرا للحكم . كما بدأ مجلس الوزراء اعتبارا من 23 يوليو عام 2000 اولى جلساته فى القصر برئاسة الشيخ سعد حيث اعلن انتقال جهاز الامانة العامة لمجلس الوزراء الى قصر السيف فى خطوة اولى تبعتها التحاق باقى ادارات الامانة العامة لمجلس الوزراء . وأصبح قصر السيف اليوم من اجمل وابرز المباني المعمارية فى الكويت . وعلى الرغم من ان القصر الحالي ادخلت فى عملية تشييده احدث الطرق والوسائل المعمارية والمدنية التى تواكب العصر الحديث فانه لايزال محافظا على اصالته وطابعة المتميز وصبغته التاريخية التى تفوح من بين جدرانه عبق الماضي نظرا لما يحتويه مبنى القصر القديم من معالم قديمة متمثلة بالشبابيك والمشربيات المميزة اضافة الى برج الساعة الموجودة فى اعلاه . وبلغت تكاليف اعادة اعمار قصر السيف نحو 156 مليون دينار كويتي شاملة التصميم والتنفيذ والتأثيث في حين تبلغ مساحة ارضه الطبيعية 44 ألف متر مربع اما مساحة الارض المدفونة من البحر 166 ألف متر مربع . ويحتوي قصر السيف بجزئيه القديم والحديث على 10 مبان مرتبطة جميعها بممرين رئيسيين داخل المباني اولهما للخدمات والآخر للموظفين كما انه مزود بممر مشاة كهربائي يبلغ طوله 800 متر تقريبا وهذا القصر محاط بسور خارجي من جهة شارع الخليج العربي وله خمس بوابات مزودة باحدث اجهزة الامن والسلامة اضافة الى بحيرة اصطناعية من جهة البحر مزودة بابراج حراسة . ويتميز القصر بساحاته الخضراء التى يبلغ مساحتها 20 ألف متر مربع ويوجد فيها 45 ألف شجيرة و85 ألف نبتة و1050 حوض زراعة . وبعد مرور قرن من الزمان فان مبنى قصر السيف الذى تعاقب عليه سبعة من حكام الكويت وهم على التوالي الشيخ مبارك الصباح والشيخ جابر بن مبارك الصباح ( جابر الثاني ) والشيخ سالم المبارك الصباح والشيخ احمد الجابر المبارك الصباح والشيخ عبدالله السالم الصباح والشيخ صباح السالم الصباح ثم سمو امير البلاد الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح حيث كانوا يقودون دفة الحكم وادارة البلاد فى هذا المبنى العتيد يظل شاهدا على الدور التاريخي البارز لهؤلاء الحكام الذين تركوا بصمات لا تمحى من تاريخ هذه البلاد . وسجل قصر السيف على مدى هذه السنوات الطويلة مجموعة من الاحداث حيث قام بزيارة هذا القصر مجموعة من الشخصيات التاريخية ورؤساء الدول لمقابلة قادة الدولة فى حينها كما انه ارتبط بتاريخ الكويت والتى مرت عليها ظروف كثيرة استطاع قادتها ان يحافظوا على مسيرة هذه البلاد وان يوصلوها الى شاطئ الامان.(النهاية) ع د ف / ن ج ح