لار0006 4 0258 /كوناطسط93 ثقافة/اردن/تراث/بيت.الفن (بيت الفن) وعاء حضاري يصون ذاكرة الاجيال ويعرض التراث الاردني الاصيل من مشعل السرهيد عمان - 9 - 12 (كونا) - امتدت يد العمران والتطوير الى قلب العاصمة الاردنية عمان فتناولت العديد من معالمها التاريخية لتعيد اليها بهاءها ورونقها وتنفض عنها غبار السنين ولتحيل بعض المعالم المعمارية التراثية الى مرابع ثقافية تنبض بالاصالة والمعاصرة فى آن معا. ومن المعالم البارزة التي وصلتها يد العمران الجوالة فى مختلف انحاء الاردن بناء عريق اختارته امانة عمان الكبرى (مجلس بلدية العاصمة) ليكون مقر (بيت الفن الاردني) والذي ظل يحتضن (مدرسة الزهراء للبنات) طيلة 62 عاما اي منذ عام 1938. وبهذه الخطوة اصبح هذا المنزل التراثي بطرازه المعماري المتميز متحفا للفن والدراما والتراث الموسيقي والغنائي والازياء التقليدية الاردنية ووعاءا حضاريا يصون ذاكرة الاجيال ويعرض التراث الاردني الاصيل. وافتتحت الملكة رانيا العبد الله بيت الفن الاردني فى ال20 من شهر مايو الماضي فى غمرة احتفالات الاردن بحدث اختيار عمان عاصمة للثقافة العربية لعام 2002 الذي ساهمت فيه دولة الكويت بفعاليات مسرحية وثقافية وغنائية متنوعة نالت اعجاب الاردنيين وتقديرهم. وتبلغ مساحة البيت 1500 متر مربع وقد تم تشييده فى بداية العشرينيات من القرن الماضي فى (شارع الامير محمد) وسط عمان وصممه معماري ينتمي الى عائلة (الشيخ ياسين) من مدينة نابلس الفلسطينية فى الضفة الغربية اما بلاط البيت فقد جلب من الشام وقام على تصنيع ابواب ونوافذ المنزل صناعيون مهرة من دمشق الفيحاء. ويتالف هذا المقر من طابقين خضعا الى عمليات ترميم متقنة لا تمس اصل الطراز المعماري ولا تزال ارضيته الانيقة محتفظة بالوانها وتبدو لعين الناظر وكأنها بنيت منذ سنوات قليلة. ) ويمثل (بيت الفن الاردني) احد ابرز الصروح الثقافية الاردنية وتضافرت فى انشائه جهود وزارة الثقافة الاردنية ومؤسسة نهر الاردن ورابطة الفنيين التشكيليين ودائرة الاثار العامة والاكاديمية الاردنية للموسيقى وجهات اخرى عديدة اضافة الى خبيرة التراث الاردنية وداد قعوار. عملت هذه الاطراف يدا بيد فاخرجت الى حيز الوجود هذا المتحف الوطني الرائع الذي يضم جناحا يسمى (البيت العماني) الذي يمثل البيوت الاردنية في عمان خلال العقد الثاني من القرن الماضي وتزينه قطع من الاثاث الدمشقي المكسوة بالصدف وفيه قناديل زجاجية وساعة بندول قديمة وغراموفون واسطوانات غنائية للمطربين الاردنيين من جيل الرواد واشرطة مسجلة للمطربين والموسيقيين المعاصرين كما تعرض فيه اباريق نحاسية وطاولات تزينها زخارف ونقوش هندسية تسر الناظرين. كما يضم البناء الكبير (البيت العماني) مقاعد فاخرة ذات اغطية من القطيفة (المخمل) الاحمر لها ظهور خشبية محفورة بطريقة (الارابيسك) وخزانة ملابس تراثية ذات مرايا. وعندما ينتقل الزائر الى (البيت الريفي) تشد انتباهه البسط الريفية وقطع الفراش اضافة الى ادوات العمل الزراعي التي كان يستخدمها الفلاحون قديما حين كانت الزراعة بشقيها البناتي والحيواني عماد حياة الاردنيين. ويتوسط هذا البيت سرير خشبي للطفل وهو مصنوع من الخشب ومزين بمجموعة من الخرز الازرق درءا للحسد بينما علقت على الجدار بندقية (بارودة) من طراز قديم وخزانة عتيقة كانت تحفظ فيها ملابس اهل البيت. ويشاهد الزوار فى البيت الريفي الكراسي والصواني المصنوعة من القش والجرار الفخارية والسلال والقناديل اضافة الى بقايا اشجار معلقة على شمعدان يفوح منها عبير اجواء سهرة ريفية ساحرة بينما يعبق المكان بعبير القهوة العربية المحضرة بالطريقة التقليدية على نار الحطب فى موقد صغير تحفه ادوات اعداد القهوة. م وفى باحة بيت الفن ينتصب نموذج يجسد (بيت الشعر البدوي) المأوى الاصيل للاسرة العربية منذ الاف السنين بكل محتوياته من الاثاث وتفاصيله الاخرى ويرحب بزواره حسب التقاليد الاردنية العربية الصميمة . وفى ركن اخر ثمة معرض للازياء الشعبية الاردنية الرجالية منها والنسائية ترتديها مجموعة من الدمى اضافة الى الزي الشركسي حيث يمثل الشركس جزءا لا يتجزأ من نسيج المجتمع الاردني متعدد الاعراق. كما يضم بيت الفن قسم (الحرف اليدوية) حيث يشاهد زوار البيت مزهريات ومفارش ولوحات فسيفسائية تصور اثار الاردن ومنتجات مصنوعة من الفخار والسيراميك والتحف الخشبية والمطرزات وتنم كل هذه المعروضات عن حرفية عالية وذوق فني رفيع. وهيأت ادارة هذا المرفق الثقافى جناحا اخر يتعرف الزوار من خلاله على التراث الغنائي والموسيقي الاردني من الالات الموسيقية والموسيقيين الرواد وارشيف غني بمعلومات تاريخية مفصلة عن هذا التراث بما فى ذلك اسطوانات قديمة وحديثة الى جانب قسم للدراسات والابحاث تتوفر فيه مخطوطات قديمة وجميع الاصدارات الفنية الحديثة. ولم تغفل الادارة نصيب الدراما فى بيت الفن فخصصت لها جناحا يصور مسرح العرائس (مسرح الدمى) والسينما القديمة المتنقلة (صندوق العجائب) ومسرح خيال الظل وستوديو اذاعي وتلفزيوني بينما تزدان جدران الجناح بصور الفنانين الاردنيين احياء واخرين رحلوا تاركين ابداعاتهم لتحكي رحلتهم فى عالم الغناء والموسيقى. وتتلخص رسالة بيت الفن بكونه مركزا لتوثيق مختلف جوانب الحياة الابداعية فى الاردن بصورة تحفظ ذاكرة الاجيال وتقديم صورة حضارية تعكس التراث الاردني العربي الاصيل وتبقي على ذاكرة المكان والزمان ومعهما الانسان فى مكان واحد. (النهاية) م س/ ن ج ح كونا090935 جمت ديس 03