السعدي يسلم نفسه لقوات التحالف واستقرار نسبي في المدن العراقية الكويت - 13 - 4 (كونا) -- قام المستشار العلمي لصدام حسين الفريق عامر السعدي بتسليم نفسه الليلة الماضية للقوات الأمريكية في العاصمة العراقية بغداد مما اعتبره العديد من المحللين والمراقبين بانها خطوة هامة ستسهم بشكل فعال للكشف عن اسلحة الدمار الشامل العراقية. وبذلك يصبح السعدي أول مسؤول عراقي يستسلم من بين قائمة تضم خمسة وخمسين مسؤولا أعلنت الولايات المتحدة أنهم مطلوبون أحياء أو أمواتا.
وذكرت قناة (زد دي اف)الالمانية أن الفريق عامر السعدي قرر تسليم نفسه بعد أن علم من خلال الاستماع لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) أنه مطلوب. ونقلت القناة الالمانية عن الفريق السعدي قوله انه لا يعلم مكان الرئيس العراقي المنخلع صدام حسين. واشار الى انه ظل مقيما بمنزله في العاصمة العراقية منذ اندلاع الحرب وأنه قرر تسليم نفسه لانه يعتقد انه لم يرتكب اي ذنب.
يذكر أن السعدي كان يشغل قبل اندلاع عملية "حرية العراق" منصب كبير المستشارين العلميين بديوان الرئاسة العراقي وكان مسؤولا عن التنسيق بين السلطات العراقية وفرق التفتيش الدولية عن اسلحة الدمار الشامل العراقية. وحول الوضع في بغداد وقع تبادل لاطلاق النار في محيط فندق فلسطين بوسط بغداد في وقت سابق من ليلة امس. وقال مراسلوا شبكات التلفزة العالمية في بغداد ان القوات الأمريكية تعرضت لاطلاق نار الأمر الذي يدل على أن وسط المدينة ما زال غير آمن. وذكر مراسل للبي بي سي أن كتيبة من مشاة البحرية الأمريكية تقدمت في حي القدس شمال شرقي بغداد حيث يشتبه بوجود مقاتلين موالين لصدام حسين. وحذر الرئيس الأمريكي جورج بوش في خطابه الاذاعي الأسبوعي الليلة الماضية من أن القوات الأمريكية قد تخوض قتالا صعبا ضد جيوب المقاومة المتبقية في العاصمة.
ونفت القيادة الامريكية الوسطى بقاعدة السيليلة في قطر أنباء ترددت عن اعتزام القوات الأمريكية فرض حظر تجول أثناء الليل في بغداد لوضع حد لأعمال النهب التي بدأت عقب دخول وصول القوات الأمريكية للعاصمة العراقية وانهيار نظام صدام حسين. ومع انتشار أعمال النهب في مناطق جديدة بالعاصمة العراقية بغداد قالت واشنطن انها تنوي ارسال 1200 مسؤول أمني لمساعدة العراق على تأسيس قوات شرطة جديدة. وكانت الولايات المتحدة قد دعت قوات الشرطة العراقية للعودة الى مزاولة عملها لكن لم يلب هذه الدعوة سوى نحو 80 ضابطا. وشكل السكان في بعض أحياء بغداد الغنية مجموعات مسلحة للتصدي لمحاولات نهب ممتلكاتهم. كما أجرت القوات الأمريكية في بغداد مقابلات مع بعض موظفي القطاع العام الراغبين في العودة لوظائفهم في ما اعتبر محاولة فعالة لاستعادة الأمن والنظام لكن لم تتضح بعد كيفية تدبير رواتب هؤلاء الموظفين. ومع مواصلة القوات الأمريكية تفتيش بعض المساكن في بغداد تم العثور على كمية كبيرة من الأسلحة من بينها بنادق كلاشنيكوف الية مطلية بالذهب منقوشا عليها عبارة "هدية من رئيس الجمهورية صدام حسين". واستمرت أعمال نهب المكاتب الحكومية والمنازل في بغداد وقالت لجنة الصليب الأحمر الدولية ان المؤسسات الصحية في العاصمة العراقية أوشكت على الانهيار التام. وذكر متحدث باسم الصليب الأحمر أن ثلاثة مستشفيات فقط لا تزال تعمل في بغداد من بين 32 مستشفى. ونقل تلفزيون البي بي سي عن طبيب في مستشفى يقع في وسط بغداد يحمل بندقية الية للدفاع عن المستشفى قوله في مقابلة معه انه اضطر للقتال ضد اللصوص الذي يهجمون على المستشفى "كالجرذان". وقال مسؤولون بالصليب الأحمر أن القوات الأمريكية أمنت مستشفى ومحطة لتنقية مياه الشرب لكنهم طالبوا بمزيد من الجهود لحماية المنشآت المدنية.
وعلى صعيد متصل ذكرت وسائل الاعلام ان بعض قوات البشمركة الكردية بدأت بالانسحاب من مدينة كركوك في شمالي العراق استجابة للمطالب الامريكية.
واضافت أن هناك اتفاقا لسحب قوات البشمركة كان يفترض ان يتم قبل ذلك ولكنه لم يطبق مضيفة أن القوات الكردية لم تسحب عناصرها كاملة من كركوك.
واوضحت نقلا عن احد المسؤولين الاكراد قوله ان القوات الكردية التي تغادر وتنسحب من المدينة "قوة زائدة لم يكن متفقا على دخولها المدينة".
وقالت أن المسؤول الكردي بين ان الاتفاق كان ينص على دخول عدد محدود من القوات الكردية لكن عدد كبير لم يكن من ضمن الخطة دخل اليها وانه يجري سحبها حاليا ولكن القوة المقرر لها البقاء داخل المدينة ستبقى.
من جانب اخر ارسلت تركيا مجموعة مراقبين وصلوا الى كركوك الليلة الماضية تطبيقا لقولها في وقت سابق من انها ستدخل هؤلاء المراقبين الى المدينة اذا دخلها الاكراد.
واضافت مراسلة ل (بي بي سي) ان اجتماعا ثلاثيا يضم تركيا وتركمانستان وامريكا عقد يوم الجمعة الماضي بهدف الاتفاق على تيسير الحياة في المدينة بعد الفوضى التي عمتها نتيجة انعدام القانون.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية حسين ديري اوز في تصريحات للصحفيين ان بلاده قامت بارسال 15 ضابطا من القوات المسلحة التركية الى منطقتى الموصل وكركوك لمراقبة الاوضاع هناك والتاكد من انسحاب القوات الكردية التى سعت للسيطرة على المدينتين.
واوضح ان عمليات التحقق من انسحاب القوات الكردية من الموصل وكركوك تجري بالتنسيق الكامل مع الادارة الامريكية مشيرا الى ان تركيا تسعى لتجنب اي مواجهة مسلحة مع الاكراد في شمالي العراق.
وردا على سؤال عن امكانية اعتراف الحكومة التركية بالادارة العراقية الجديدة التي ينتظر تشكيلها قال اوز "ان انقرة تتابع تطورات الوضع في العراق عن كثب وان السفارة التركية في بغداد ستفتح ابوابها حال استقرار الاوضاع الامنية هناك".
من ناحيته قال وزير الخارجية التركي عبدالله غول ان تركيا لاترى حاجة الى ارسال قوات عسكرية الى منطقتي الموصل وكركوك الواقعتين شمال العراق في هذه المرحلة.
واوضح للصحفيين "ان تركيا تحذر من حدوث حرب اهلية في العراق وسط غياب كامل للسلطة" مشيرا الى "ان انقرة تواصل مشاوراتها مع الادارة الامريكية في هذا الشأن".
ونفى غول ان يكون تركمان العراق قد تعرضوا الى الاعتداء من قبل القوات الكردية مشيرا الى "ان حالة الفوضى تعم جميع المدن العراقية وليس الموصل وكركوك فحسب".
وقال ان "المعلومات الواردة الى انقرة تشير الى ان قوات البشمركة الكردية قد بدات بالانسحاب فعلا من كركوك".
واوضح "ان الحكومة التركية تنتظر تقارير المراقبين الذين اوفدتهم الى الموصل وكركوك للاطلاع على حقيقة الاوضاع هناك".
وزحفت قوات التحالف البرية نحو مدينة تكريت مسقط رأس صدام حسين بعد أن تعرضت المدينة لقصف جوي مساء الجمعة الماضي ويعتقد أن تكريت قد تكون المعقل الاخير لصدام حسين ونظامه.
وفي جنوبي العراق تسعى القوات البريطانية في مدينة البصرة لتسيير دوريات مشتركة مع قوات الشرطة المحلية لوضع حد لأعمال النهب.
وعلى الصعيد الانساني في دولة الكويت وفي تصميم غير مسبوق لاقناع قوى التحالف على وضع مسألة العثور على الاسرى الكويتيين في العراق من اولويات مهامهم في العراق وللتعبير في الوقت نفسه عن الفرحة والسعادة لتحرر الشعب العراقي من انياب النظام العراقي الزائل تجمع المئات من المواطنيين الكويتيين امام السفارة الامريكية حاملين لوحات تحمل عبارات "ابحثو عن اسرانا ..افيقوا يا عرب..شاركوا الشعب العراقي افراحه..نعم للديمقراطية لا للنفاق..لا لنظرية التآمر نعم لنظرية الشفافية".
وعبرالمتظاهرون الذين مثلوا شرائح المجتمع الكويتي المختلفة عن الفرحة والاعتزاز لدعم بلادهم جهود التحالف الدولي لاسقاط نظام صدام وتحرير الشعب العراقي منه بعد عقود من الحكم الديكتاتورى القمعي الذي راحه ضحيته ألوف العراقيين.
من جانبه اعرب السفير الامريكي لدى الكويت ريتشارد جونز الذي كان في استقبال المتظاهرين عن التقدير والترحيب لتنظيم مثل هذه "المظاهرات الهادفة" مؤكدا ضرورة "فصل مثل هذه القضايا الانسانية (الاسرى) عن السياسة".
وقال جونز "رفضت الحكومة العراقية المخلوعة الاعتراف بوجود الاسرى الكويتيين طوال الاعوام الاثني عشر الماضية وفضلت استخدامهم كورقة مقايضة سياسية..الا ان الاوضاع الان تبدلت وسنبذل قصارى جهدنا مع الحكومة الكويتية للكشف عن مصيرهم جميعهم".
واضاف "لدينا امل كبير في العثور عليهم احياء..ونأمل مع استقرار الاوضاع في العراق ان يتقدم اشخاص بمعلومات تساعدنا في العثور على اماكن اسرى الحرب". وحول استمرار دولة الكويت في تقديمها المساعدات الانسانية الى الشعب العراقي قال وزير الاعلام ووزير النفط بالوكالة الشيخ أحمد الفهد الصباح الليلة الماضية ان دولة الكويت على استعداد تام لتسهيل عبور المساعدات الانسانية من جميع الدول لمؤسسات الدولية عبر الحدود الكويتية الى العراق.
وأبلغ الشيخ أحمد وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان الحكومة الكويتية وحرصا منها على دعم الشعب العراقي ومساعدته على تخطي الظروف الحالية بعد سقوط النظام وما ترتب عليه من نقص في المواد الغذائية والطبية ستقوم بتسهيل مرور وعبور المساعدات الدولية من الدول والمنظمات الانسانية وايصالها الى المحتاجين عبر حدودها مع العراق وذلك بالتنسيق مع قوات التحالف دون أي تعقيدات ادارية.
يذكر ان دولة الكويت ارسلت العديد من المساعدات الغذائية والانسانية الى العراق منذ أن باش