A+ A-

البيت الكويتي القديم صمم لملائمة الظروف البيئية والمناخية بمواد بناء بسيطة

الليوان في البيت الكويتي
الليوان في البيت الكويتي

من منتهى الفضلي

 الكويت 4 -9 (كونا) امتاز البيت الكويتي القديم في فترة ما قبل اكتشاف النفط بالبساطة في التخطيط والتصميم المعماري بحيث كان يلائم احتياجات الاسرة والظروف المناخية والبيئية المحيطة.
ويصف الممتهن للاعمال التراثية الكويتية صالح محمد المذن البيت الكويتي القديم بأنه كان ملائما للبيئة من حيث برودة الشتاء وشدة الحر بالصيف اذ كانت مواد البناء المستخدمة والمتوفرة في ذلك الزمان وطرق التصميم تجعل البيت محافظا لاقصى درجة ممكنة على ان يكون باردا نسبيا في الصيف مقارنة بالمحيط البيئي الخارجي.
وقال المذن لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان 'مواد البناء التي استخدمت للبيت القديم تمثلت بالحجر البحري والطين الصلبي والجص والنورة والجندل والباسجيل والبواري'.
وبين ان البيت المتوسط في الحجم 'كان يتألف من الحوش والليوان والحمام والمطبخ والسطح والغرف التي يتراوح عددها من ثلاث الى اربع غرف وغالبا ما يقع مدخل البيت في وسط الواجهة حيث يكون الباب الذي يؤدي الى الدهريز ثم الحوش'.
وتطرق الى هذه المكونات بالقول ان (الدهريز) يقع بعد الباب مباشرة وهو ممر يمتد بالطول ومسقوف من (الجندل) و (الباسجيل) و (البواري) وغالبا ما يكون بجانبه دكه للجلوس ويؤدي هذا الممر الى (الحوش) وكذلك الديوانية بالنسبة للبيوت الصغيرة.
وعن (الحوش) قال المذن انه يقع في وسط البيت ويحيط به (الليوان) ودار العرفح والسعف والبركة (الجليب) والحمامات والمطبخ والدرج الذي يؤدي الى السطح ويكون الحوش في بعض الاحيان مبلط من طابوق الآجر أي الطين المحروق وبهذا فانه يعطي نوعا من البرودة عند رشه بالماء.
وذكر (الليوان) مشيرا الى انه عبارة عن مكان مسقوف ومفتوح من الامام بارتفاع عالي وخلفه تقع الغرف او ما تسمى الدور ويطل على الحوش وغالبا ما يكون مقابل جهة الشمال حسب موقع البيت ويحمله من الامام اعمدة مربعة او اسطوانية الشكل تسمى (المنده).
واضاف ان (الليوان) يحمي الغرف من اشعة الشمس ويستعمل في الجلوس وقت الحر حيث يوضع فيه سجاد الخوص (الحصران) والمساند للجلوس كما يوضع فيه (برمة) الماء وملالة معلقة لحفظ الطعام والسراج (الفنر) ومستلزمات اخرى كالرحاة التي تستخدم لطحن الحبوب.

- وقال المذن ان الدار (الغرفة) عادة ما تكون مستطيلة الشكل ويوضع للدار باب يسمى (بوصفاقتين) ونوافذ (درايش) مطلة على الحوش او الليوان ويلاحظ ان (الدريشة) لا تطل على الخارج وذلك سترا وامانا لاهل البيت.
وذكر ان الدار تحتوي على (روشنه) وهي عبارة عن فتحة بالجدار غير نافذة تكون طولية الشكل لوضع ادوات الزينة والتجميل والمباخر والمرشات والسراج كما يقوم اهل البيت بتزيينها للمعاريس.
واضاف ان الدار تفرش بالسجاد الصوف للشتاء والمداد للصيف ويوضع سرير (كرفاية) معرشة فيها وسرير صغير للطفل (كاروكه) وآلة الاسطوانة (البشتخته) وصندوق حفظ الحاجيات والملابس (صندوق مبيت) والخزانة (الكبت) وغيرها من المستلزمات.
وعن الديوانية قال المذن انها توجد في بيوت بعض ميسوري الحال خاصة الديوان الكبير الذي يكون مفتوحا للزوار طول اليوم ويحتوي على مستلزمات الضيافة للشاي والقهوة وتكون (الدريشة) فيه مطلعة على الخارج كما يوجد به فتحة باعلى السقف مخصصة لدخول الهواء للتبريد وتسمى (الباكدير) وعادة ما تفرش الديوانية بالسجاد والمساند والتخت.
واضاف ان معظم الابواب التي تصنع في ذلك الوقت من خشب الصاج على شكل الواح مثبتة بالمسماير المقببة من الحديد ومن انواع الابواب الدارجة (باب بوخوخة وباب بوصفاقه وباب بوصفاقتين وباب بوتواليت) اضافة الى الابواب التي تستخدم للغرف والحمامات والمطبخ.
وحول طريقة بناء البيت القديم في الكويت قال المذن انه يتم عن طريق (الاستاد) الذي يعرف من مالك الارض عن حاجته فيعمل المخطط ويبدأ بحفر الاساسات بعمق متر واحد وعرض 60 سنتيمترا لتمثل سماكة الجدار وهذه السماكة تهدف الى الاحتفاظ بالبرودة النسبية وقت الصيف والحرارة وقت الشتاء ويكون ارتفاع الغرف نحو ثلاثة امتار ونصف.
وافاد انه عند عمل الجدار يحدد مكان النوافذ والابواب و (الرواشن) لعمل (دراوند) وهو عبارة عن عتب من الخشب يوضع فوق الفتحات ومن ثم يكمل البناء الى الاعلى وبعد الانتهاء من الجدار يوضع (الجندل) على ان يبعد بين الواحدة والاخرى فتحات تتراوح من 20 الى 25 سنتيمترا وبعدها يصف (الباسجيل) وعرض كل (باسجيله) ثلاث الى اربع سنتيمترات ومن ثم يثبت بالمسامير.
واضاف ان هذه الاخشاب تطلى ب(السيالي) الاسود للمحافظة عليها من التآكل وبعد ذلك توضع (البواري) ثم (الطين الصلبي) ثم الرماد والطين المخلوط بالتبن ثم (المرازيم) وهي الانابيب الخاصة بتصريف مياه الامطار من السطح.(النهاية) م ف / ن ا