من احمد الربيعي مسقط - 9 - 6 (كونا) -- رحل اعصار جونو الذي ضرب سلطنة عمان يوم الاربعاء الماضي مخلفا خسائر مادية وبشرية بالاضافة الى دمار شامل في الممتلكات تقدر بملايين الدولارات.
واكد مواطنون عمانيون في تصريحات متفرقة لوكالة الانباء الكويتة (كونا) اليوم ان الاعصار كان بالنسبة لهم "كارثة طبيعية" لم يسبق لها مثيل على مدى سنوات طويلة على بلادهم مشيرين الى ان الاضرار التي خلفها الاعصار كبيرة في قطاعات الكهرباء والمياه والمواصلات والاتصالات والبنية التحية.
وقال سالم الفارسي انه يحمد الله سبحانه وتعالي انه مازال على قيد الحياة وان الاعصار رحل بعد مروره بحالة من الانهيار التام لاسيما الساعات الاولى من بداية الاعصار كانت عصيبة وشديدة جدا بسبب قوة الرياح والامطار الغزيرة.
واضاف ان الاعصار خلف وراءه العديد من الوفيات والمفقودين في المناطق التي ضربها الاعصار لاسيما مسقط وولاية صور.
واشار الى ان الاضرار التي سببها جونو في الممتلكات كبيرة حيث دخلت المياه الجارفة الى المنازل والمحلات التجارية وجرفت الكثير من محتوياتها من المواد الغذائية والمنزلية والمعدات بعد ان حطمت ابوابها الزجاجية لامامية.
وذكر الفارسي ان الاعصار جرف مئات السيارات واحدث صدمات امام السيارات الموقوفة امام المنازل والعمارات الكبيرة ومعارض السيارات.
واوضح ان الاضرار امتدت كذلك الى الطرق الرئيسية للشوارع العامة في معظم مناطق مسقط ما ادى الى تعطل حركة السير في الشوارع العامة والداخلية بولايات ومحافظات مسقط مشيرا الى انه صار من الصعوبة التنقل من منطقة الى اخرى واغلقت بعض المسارات المزدوجة.
وقال ان المشاكل الرئيسية التي نواجها حاليا هي انقطاع المياه عن معظم العاصمة مسقط بسبب تعطل المحطة الرئيسية لتحلية المياه من جراء اعصار جونو مبينا ان الايام القادمة ستكون صعبة جدا على المواطنين والمقيمين اذا لم يتم اصلاح المحطة.
واكد ان هناك الكثير من الجهود تبذل من قبل الجهات المعنية بالسلطنة لاسيما قوات الدفاع المدني وشرطة عمان السلطانية في تقديم المواد الغائية والمياه في معظم المناطق بسلطنة عمان.
- وقال الفارسي ان الاضرار طالت كذلك اعمدة خطوط الكهرباء والاتصالات في اغلب المناطق ولاتزال هناك الكثير من المناطق لا يوجد بها كهرباء ولن تعود الا بعد عدة ايام.
واكد سالم الغيلاني وهو من صور ويعمل في احدي الوزارات بمسقط ان الاعصار كان بالنسبة له ولبلاده مدمرا مشيرا الى ان هناك الكثير من الجهود تبذل حاليا من قبل الاجهزة الحكومية والخاصة لمساعدة الناس في تجاوز المحنة التي نمر بها حاليا.
واشار الى ان قوات الدفاع المدني قامت بعمليات انقاذ كبيرة في محافظة مسقط خلال الايام الماضية بعد ان تقطعت السبل باسر كاملة اما في مجاري الاودية الجارفة او المنازل التي غمرتها المياه واستخدمت خلالها المروحيات في عمليات الانقاذ.
واوضح انه على اتصال دائم مع أهله في المناطق التي ضربها الاعصار وذلك عن طريق الهاتف النقال فقط ولاسيما في منطقة الانصب بمسقط التي تحولت مدينة اشباح بسبب وجود مبانيها في المنخفضات الجبلية مشيرا الى ان عددا من اهله رحلوا من المنطقة عن طريق المروحيات الى مناطق أخرى مرتفعة.
واكد ان اعصار جونو كان مصحوبا بامطار غزيرة ورياح بلغت سرعتها اكثر من 100 كم في الساعة ما أدى الى انقطاع خطوط الهاتف واقتلاع الاشجار وتدمير الشوارع العامة.
وتابع انه من المفارقات الطريفة انه بعد الاعصار تعطلت شبكة الهاتف النقال والانترنت ومعظم الخطوط الداخلية والخارجية مشيرا الى انه خلال الاعصار كانت الخطوط جيدة.
وذكر الغيلاني ان مشاهد التدمير لاسيما منطقة القرم والغبرة كانت رهيبة مبينا ان التدمير طال الكثير من البنية التحتية والممتلكات الخاصة والعامة.
واشار الى ان هناك الكثير من الاعمال سيتم انجازه خلال الايام القادمة ويحتاج الى تضافر الجهود من الجميع وان الجهات المختصة ولاسيما الدفاع المدني والجيش وشرطة عمان السلطانية سوف تبذل قصار جهدها لارجاع الامور الى طبيعتها والخروج من هذه المحنة التي تمر بها البلاد حاليا
- واعرب الغيلاني عن امله ان تشهد المرحلة القادمة ظروفا أحسن من الظروف التي مر بها حاليا داعيا الله عز وجل ان يبعد عن سلطنة عمان والامة العربية والاسلامية كل مصيبة.
من جانبه قال باسم العبري ان الاعصار خلف وراءه خسائر كبيرة تقدر بملايين الريالات لاسيما في قطاع المواصلات والكهرباء والمياه والاتصالات والممتلكات الخاصة لاسيما المنازل والسيارات.
واكد ان كافة أرجاء سلطنة عمان تعيش احلك الظروف الانسانية الصعبة لتأثرها بمرور اعصار جونو مخلفا خسائر مادية وبشرية.
واضاف ان الكثير من المناطق سواء في مسقط او خارجها تشهد أزمة صعبة بعد الاثار التي تركها الاعصار شملت تقطع الطرق وانهيارات في المباني السكنية.
واشار الى ان الاعصار تسبب كذلك في حدوث فيضانات للاودية والسدود في معظم انحاء السلطنة لاسيما التي مر بها الاعصار وأسفرت عن تيارات مائية جرفت العديد من الممتلكات المادية للمواطنين كالسيارات ومعظم الممتلكات الثمينة الخاصة بهم بسبب دخول المياه الى معظم المنازل سواء في مسقط وخارجها وارتفاع منسوب المياه فيها الى ستة امتار.
وذكر العبري ان بعض الاسر لجات مضطرة الى استخدام السطوح العلوية بعد ان غمرت المياه منازلها مبينا ان بعض الاسر التي تسكن في منازل تتكون من طابقين او ثلاثة بقيت في الغرف العلوية لمدة ساعات طويلة وصلت الى 24 ساعة ولم تتمكن من الخروج فظلت محاصرة بالمياه التي ارتفع منسوبها الى حدود غرف الطابق الثاني لمنازلهم وتغطي الان المياه مساحات واسعة مشكلة بركا مائية كبيرة تسببت في اعاقة الحركة المرورية.
واكد ان قوات السلطان المسلحة والفرق الخاصة وشرطة عمان السلطانية تقوم حاليا بجهود جبارة لتزويد المناطق بالمواد الغذائية والمعدات لعودة الحياة الى حالتها الطبيعية خلال الاسابيع القادمة.(النهاية) ا ح ر / ز ع ب