A+ A-

العواصف الرملية ظاهرة طبيعية اعتاد عليها أهل الكويت

لار0024 4 0276 /كوناضمع25 جغرافيا/كويت/طقس/غبار العواصف الرملية ظاهرة طبيعية اعتاد عليها أهل الكويت من عدنان الفيلكاوي الكويت - 19 - 6 (كونا) -- تعتبر ظاهرة العواصف الترابية والرملية من أكثر الظواهر الطبيعية التي تتعرض لها دولة الكويت و منطقة شمالي الجزيرة العربية بصفة عامة في بدايات فصل الصيف كل عام. وتتأثر ظاهرة الغبار الرملي (الطوز) باهتمام الكثير من الناس باعتبار انها ظاهرة غير مستحبة لما تسببه من أضرار كثيرة سواء على مرضى الحساسية و البيئة الطبيعية . وكان الخبير الفلكي الدكتور صالح العجيري قد صرح مؤخرا بان الطقس في الكويت خلال الأربعين يوما المقبلة سيكون غير مستقر و مغبرا و ذلك جراء ما يسمى بموسم "البوارح". ويستغرب القادمون الى الكويت ظاهرة العواصف الترابية والرملية في اواخر الربيع وعلى مدى شهور الصيف الذي يستمر تقويميا من 21 مايو حتى 4 نوفمبر من كل عام حيث تهب الرياح اللاهية (السموم) و هي رياح شمالية غربية جافة تنشط في بعض الفترات تؤدي الى حدوث عواصف ترابية شديدة قد تنخفض معها الرؤية الي امتار قليلة و خاصة وقت الظهيرة . و تكمن خطورة العواصف الترابية و الرملية في هبوبها الى تدني مدى الرؤية مما يتسبب معه تعطيل حركة المرور ناهيك عن تجمع الكثبان الرملية على الطرق الصحراوية و المناطق المعرضه لها . ويتسبب اضمحلال الرؤية في اعاقة حركة الملاحة الجوية و البحرية في المطارات و الموانئ بالاضافة تعطيل الكثير من الاجهزة و المعدات الدقيقة اذا لم تؤخذ الاحتياطات اللازمة لحمايتها. اما عن الاضرار الصحية التي تسببها ذرات الغبار المتطايرة في الجو فانها تمثل في ازدياد عدد المصابين بامراض الحساسية الناتجة من حبيبات الرمل و الاتربة و تطاير بعض اوراق الاشجار ذات الصلة بمرض الحساسية التي تصيب الانف و العين او انها تزيد من اعراض مرض الربو الذي يصيب الجهاز التنفسي مسببا ضيقا في التنفس وهذا المرض يعاني منه كثير من الاشخاص . وتؤكد الدراسات المختصة بشؤون البيئة ان الكميات الكبيرة من الغبار التي تهب على الارض قد يكون لها عواقب وخيمة لما لها من تاثير على صحة الانسان و الشعب المرجانية و لما له من دور في التغير المناخي. وذكرت هذه الدراسات ان عواصف الغبار اصبح حدوثها اكثر تكرارا في بعض الاجزاء من العالم و هي تنقل كميات كبيرة من المواد لمسافات طويلة. و تقدر الدراسات البيئية انبعاثات الغبار في العالم بما يتراوح ما بين 2000 و3000 مليون طن سنويا . ونظرا لخطورة هذه الظاهرة و ما لها من آثار سلبية على الأنشطة الانمائية والاقتصادية في الكويت اجريت دراسات عديدة اهتم بها المسؤولون عن شؤون البيئة و تلوث الهواء و منها دائرة علوم البيئة بمعهد الكويت للابحاث العلمية و لاسيما ما يتعلق منها بمشكلة الرمال الزاحفة على الكويت للوصول الى تفهم سليم للعوامل و الاسباب التي تتحكم في حركة و سير الرواسب التي تحملها الرياح. و تحدث العواصف الترابية التي اعتاد عليها اهل الكويت عادة خلال اربع فترات رئيسية تبدأ في 9 حتى 12 يونيو و تنتهي من 19 الي 17 يوليو حيث تشتد الرياح الشمالية الغربية (السموم) خلال هذه الفترات و تبلغ ذروتها في النهار و لكنها تعود فتهدأ في الليل . ويسيطر الغبار على 27 في المئه من الوقت خلال النهار في اشهر مايو و يونيو و اغسطس في حين ترتفع هذه النسبة الى 34 في المائة خلال يونيو و يوليو باعتبارها اكثر شهور السنة غبارا. ورغم كل هذه السلبيات فان موسم الغبار في الكويت يخفض من درجة حرارة الجو و يبشر بموسم امطار جيدة خلال فصل الشتاء كما يساعد على تلقيح البلح و وفرة انتاج هذه الثمرة الموسمية المحببة لدى الكويتيين .(النهاية) ع د ف / س ع م