الكويت - 26 - 11 (كونا) -- قال وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي ان دولة الكويت كانت من أوائل الدول في المنطقة التي أدركت أهمية زراعة الأعضاء وبدأت رحلة زراعة الكلى منذ عقود وطورت برامجها الطبية حتى أطلقت مؤخرا برنامج زراعة القلب وهي على أعتاب تفعيل زراعة الكبد والرئة خلال اشهر مقبلة.
جاء ذلك في كلمة لوزير الصحة خلال افتتاح المؤتمر الـ19 للجمعية الآسيوية لزراعة الأعضاء اليوم الأربعاء وتستضيفه الكويت للمرة الأولى على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي بمشاركة عالمية ويستمر أربعة أيام.
وأوضح العوضي ان دعم برنامج زراعة الأعضاء هو استثمار في الحياة ذاتها مبينا ان زراعة الأعضاء لا تعد مجرد تقنية طبية متقدمة بل محطة فاصلة بين واقع فيه تحد ومعاناة ومستقبل تستعاد فيه القدرة على الحياة وبين الألم الذي يتعب الجسد وتلك اللحظة التي يستعيد فيها المريض طاقته وابتسامته وأمله.
وذكر ان منطقة الخليج والشرق الأوسط في حاجة متزايدة لخدمات زراعة الأعضاء وهي مسألة "لا ترتبط بقدراتنا الطبية إذ تتمتع كوادرنا بكفاءة عالية وخبرات راسخة بل بعوامل تشريعية وثقافية وتنظيمية تتطلب تعزيز الوعي المجتمعي وتطوير الأطر الداعمة لضمان توفير فرص حياة جديدة لكل مريض ينتظر الأمل".
وأكد التزام وزارة الصحة بمواصلة دعم هذا المجال عبر توفير الميزانيات المطلوبة من خلال القرارات الوزارية ومنها القرار رقم 371 لسنة 2023 مثمنا دعم مجلس الوزراء بقراراته ومنها القرار رقم 677 لسنة 1999 وتعديلاته.
ولفت إلى جهود (الصحة) في تطوير القدرات الوطنية عبر التدريب والبحث العلمي والتوسع في برامج الزراعة والتعاون مع المؤسسات الإقليمية والدولية لتحقيق الأهداف المشتركة ومنها على سبيل المثال توقيع مذكرة تفاهم مع دولة الإمارات العربية المتحدة.
من جانبه قال رئيس المؤتمر الدكتور مصطفى الموسوي في كلمة مماثلة ان الجمعية تمثل أكبر قارات العالم وأكثرها اكتظاظا بالسكان حيث يوجد طلب كبير على خدمات زراعة الأعضاء لإنقاذ حياة آلاف المرضى الذين يعانون من فشل الأعضاء المزمن سنويا عبر التبرع بالأعضاء وزراعتها.
وأضاف الدكتور الموسوي أنه "على الرغم من أن آسيا تحقق أداء جيدا في زراعة الأعضاء من متبرعين أحياء إلا أن التبرع من المتوفين بعيد كل البعد عن أن يكون مرضيا ومتأخرا كثيرا عن الغرب".
وذكر ان المؤتمر يهدف إلى مناقشة طرق التعامل مع نقص الأعضاء بالإضافة إلى تقديم أحدث المعارف في جميع مجالات زراعة الأعضاء للمشاركين وبخاصة أخصائيي زراعة الأعضاء الشباب مبينا أن المؤتمر يحتوي على أكثر من 300 محاضرة وورش علمية متعددة.
من ناحيتها قالت رئيس الجمعية الدكتورة ماجي ما في كلمتها ان المؤتمر يعقد كل عامين ويعد أبرز ما يميز الجمعية بتقديمها هذا المنصة التعليمية الحيوية التي تتيح لمحترفي زراعة الأعضاء الفرصة للوصول إلى أحدث التقنيات والتقدم العلمي ومناقشة التحديات.
وقالت إن قارة آسيا تزخر بإمكانات هائلة للتقدم إذ يشير المرصد العالمي لمنظمة الصحة العالمية إلى تجاوز أرقام التبرعات وزراعة الأعضاء المسجلة في آسيا حاليا لأوروبا والأمريكتين و"مع ذلك فإننا نواجه تحديات كبيرة لاسيما انخفاض معدلات التبرع والاعتماد الكبير على التبرع من الأحياء".
وبدوره شدد رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر الدكتور تركي العتيبي في كلمته على التزام دولة الكويت بتعزيز برنامج التبرع بالأعضاء لدى المتوفين والتوسع في خدمات زراعة الأعضاء المتعددة بالإضافة إلى تدريب الجيل القادم والاستثمار في الابتكار وبناء سجلات وطنية وإقليمية.
وقال انه لطالما كانت الكويت من الدول الرائدة في مجال زراعة الأعضاء بمنطقة الشرق الأوسط منذ ان أجرت أول عملية زراعة كلى في عام 1979 إلى ان أصبحت واحدة من أوائل الدول في المنطقة التي أنشأت برنامجا وطنيا للتبرع بالأعضاء من المتوفين.
ولفت إلى توسع البلاد على مدى العقود الماضية في مجال زراعة الكلى وتعزيز التبرع بالأعضاء من الأحياء وبناء قدرات قوية في علم المناعة والتوافق النسيجي واستخلاص الأعضاء.
ويشهد المؤتمر حضور نحو 700 مشارك و100 متحدث من 28 دولة من آسيا والشرق الأوسط وأوروبا وأمريكا وكندا ويسلط الضوء على أحدث تطورات التبرع وزراعة الكلى والكبد والقلب والرئتين والتقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي والروبوتات الجراحية ويناقش الجوانب الدينية والأخلاقية ذات الصلة.(النهاية) ن ش / ط أ ب