A+ A-

رئيس المفوضية الأوروبية: إفريقيا وأوروبا "تحتاجان إلى بعضهما أكثر من أي وقت مضى"

بروكسل - 24 - 11 (كونا) -- أكدت رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم الاثنين أن "إفريقيا وأوروبا تحتاجان إلى بعضهما البعض أكثر من أي وقت مضى" مشددة على أن هذه المصالح المشتركة التي تجمع القارتين تشكل أساس الشراكة بينهما.
وقالت فون دير لاين في كلمتها الافتتاحية أمام القمة السابعة للاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي المنعقدة في العاصمة الأنغولية (لواندا) إن الاتحاد الأوروبي يظل الشريك التجاري الأول لإفريقيا إذ يستحوذ على ثلث تجارتها بينما تفوق صادرات إفريقيا إلى أوروبا حجم صادراتها إلى الصين بأكثر من الضعف رغم تمتع معظم المبادلات التجارية بين الجانبين بإعفاءات جمركية منذ عقود.
وأضافت أن القمة ستشهد الإعلان عن دعم إضافي لمنطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية مؤكدة إيمان الاتحاد الأوروبي "بقوة التجارة حتى في أوقات التوترات العالمية" لما تحققه من فوائد للشعوب والاقتصادات.
وانتقدت فون دير لاين بعض النماذج الاستثمارية الأجنبية التي "تستخرج الموارد وتأخذ الأرباح وتغادر تاركة وراءها ديونا" على القارة مشيدة بالنموذج الأوروبي الذي يركز على الاستثمار في سلاسل القيمة المحلية سواء في معالجة المواد الخام في ناميبيا وزامبيا أو في الصناعات الدوائية في السنغال ورواندا أو مشاريع شبكات الاتصالات في شمالي وشرقي القارة.
وأوضحت أن هذه الشراكات "مكسب متبادل" إذ توفر فرص عمل ومهارات جديدة للشباب الإفريقي وتفتح في المقابل أسواقا إضافية وتعزز سلاسل الإمداد الأوروبية.
وفي ملف الطاقة النظيفة شددت المسؤولة الأوروبية على أن الاستثمار في هذا القطاع أصبح "ملحا" مشيرة إلى أن إفريقيا تمتلك 60 في المئة من أفضل إمكانات الطاقة الشمسية العالمية لكنها لا تحصل سوى على 2 في المئة فقط من الاستثمارات العالمية المخصصة للطاقة النظيفة.
كما أشادت بإطلاق مبادرة (تعزيز الطاقة المتجددة في إفريقيا) بالشراكة مع رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا والتي حصلت على تعهدات تمويلية بلغت 5ر15 مليار يورو (حوالي 89ر17 مليار دولار) خلال قمة مجموعة العشرين هذا الأسبوع.
واختتمت فون دير لاين بالتأكيد على أن الشراكة الأوروبية - الإفريقية الممتدة منذ 25 عاما تقوم على "مصير مشترك" لافتة إلى أن ازدهار القارتين بات مترابطا أكثر من أي وقت مضى وأن "التحرك معا وبناء مسارات جديدة للتعاون" أصبح ضرورة.
وتعقد القمة السابعة بين الاتحادين الأوروبي والإفريقي في لواندا تحت شعار (تعزيز السلام والازدهار من خلال التعددية الفعالة) برئاسة مشتركة لرئيس أنغولا جواو لورينسو ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا وبمشاركة رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي محمود يوسف.
ويعتبر الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأكبر لإفريقيا والمصدر الرئيسي للاستثمار الأجنبي المباشر رغم توسع نفوذ الصين والولايات المتحدة وروسيا في القارة مع تراجع نفوذ بعض القوى الاستعمارية السابقة لاسيما فرنسا. (النهاية) أ ر ن / ح م ف