LOC17:48
14:48 GMT
باريس - 17 - 11 (كونا) -- وقع الرئيسان الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الاثنين إعلان نوايا لشراء كييف مقاتلات فرنسية من طراز (رافال) إلى جانب أنظمة دفاع جوي من الجيل الجديد ومعدات عسكرية مختلفة لتعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية.
وقال ماكرون في مؤتمر صحفي مشترك في قصر (الإليزيه) بالعاصمة الفرنسية إن البلدين وقعا إعلان نوايا لتزويد أوكرانيا بما يصل إلى 100 مقاتلة من طراز (رافال) خلال العقد القادم بكل أسلحتها ومع برامج تدريب في الوقت الذي حث فيه الدول التي تمتلك هذا الطائرات على تقديمها لأوكرانيا.
وأضاف أنه سيتم أيضا تزويد الجيش الأوكراني بنظام الدفاع الجوي (سامب تي) من الطراز الجديد قيد التطوير وأنظمة رادار وطائرات مسيرة ومضادات للمسيرات والتي تمثل حاجة "أساسية ومصيرية" لضمان أمن الشعب الأوكراني.
وأكد انه سيتم تعزيز التعاون الثنائي والتكامل بين الصناعات الدفاعية بين فرنسا وأوكرانيا مع تعزيز إمكانية الإنتاج المشترك على الأراضي الأوكرانية.
وشدد البيان على الدعم الفرنسي طويل الأمد لأوكرانيا لتعزيز قواتها بأحدث أنواع الأسلحة لافتا إلى أن تمويل تلك المعدات يأتي بشكل مباشر من خلال برامج التمويل العسكري الفرنسي وعبر الآليات الأوروبية التي أنشئت لدعم أوكرانيا فيما ألمح أيضا إلى إمكانية استخدام الأصول الروسية المجمدة.
وذكر ماكرون أن البلدين وقعا اليوم أيضا اتفاقا لتعزيز التعاون الثنائي في قطاعات النقل والطاقة والمياه والدفاع إلى جانب اتفاق لتجديد صندوق الدعم للبنى التحتية الأساسية واتفاق مع السكك الحديدية الأوكرانية لتقديم 500 قاطرة لأوكرانيا.
واعتبر أن إعلان النوايا والاتفاقات التي تم التوقيع عليها اليوم "خطوة جديدة" في دعم أوكرانيا و"دليل على إرادة" فرنسا بوضع امتيازاتها الصناعية والتكنولوجية في خدمتها لافتا إلى أن باريس مستعدة لدعم كييف في المجالات العسكرية والصناعية والمدنية.
وشدد على أن فرنسا قررت دعم أوكرانيا منذ اللحظة الأولى "التزاما منها بالأمن الجماعي للقارة الأوروبية والمواطنين الأوروبيين" معتبرا أن روسيا "اختارت من دون أي تبرير" بدء الحرب ومواصلتها "بل وتشديد وتيرتها وتكثيف ضرباتها ضد البنى التحتية في أوكرانيا رافضة جميع مبادرات السلام الأوروبية".
وأكد ماكرون أن فرنسا ستواصل العمل لتحقيق سلام "عادل ومستدام يصون حقوق أوكرانيا الشرعية وأمنها" مع كل الشركاء الأوروبيين والولايات المتحدة وأعضاء "تحالف الراغبين" وكل البلدان "ذات النوايا الحسنة".
وفي سياق متصل ذكر ماكرون أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يواصل دعمه المالي لأوكرانيا على الأمد الطويل مشيرا إلى أنه يتم النظر في سبل جديدة لتمويل ذلك الدعم بالإضافة إلى تعزيز العقوبات على روسيا بالتنسيق مع الولايات المتحدة لتقويض قدرتها على مواصلة جهدها العسكري.
واعتبر الرئيس الفرنسي أن أوكرانيا بفضل "جغرافيتها وقيمها وتاريخها وشجاعتها" جزء من العائلة الأوروبية غير أن انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون ضمن إطار شروط ويتطلب جهودا إصلاحية لا سيما فيما يخص "سيادة القانون والشفافية والحوكمة ومحاربة الفساد".
وأكد في الوقت ذاته أن فرنسا سترافق تلك العملية وتدعمها وفق معايير عالية "لأن أوكرانيا الديمقراطية ستعزز أوروبا".
من جانبه قال زيلينسكي إن "الاتفاق الاستراتيجي" مع فرنسا يمتد لعقد من الزمن ابتداء من العام المقبل لافتا إلى أنه يدرك أهمية القواعد السياسية والمالية والصناعية للاتفاق الذي وصفه بأنه "تاريخي".
وأوضح أنه بحث مع ماكرون عددا من المسائل الملموسة لتعزيز التعاون التكنولوجي والصناعي والاقتصادي بين فرنسا وأوكرانيا لافتا إلى أن الاتفاقات المبرمة من شأنها توفير فرص عمل وتنمية المناطق المحلية وتحسين النقل لا سيما بامتلاك 55 قاطرة لتعزيز السكك الحديدية الأوكرانية.
وشدد على ان البلدين يستهلان اليوم "مرحلة تعاونية مهمة" شاكرا فرنسا على الاتفاقات التي من شأنها تعزيز القدرات الدفاعية الأوكرانية في الوقت الذي أكد فيه أنه يمكن كييف دائما "التعويل على الصديقة فرنسا للوصول إلى حل للحرب".
وشدد على أن أوكرانيا لن تدخر جهدا للدفاع عن أرضها ومواطنيها بالتعاون مع أوروبا والولايات المتحدة وبلدان من آسيا وأمريكا اللاتينية تقف إلى جنبها معتبرا أن ذلك "يقدم رسالة أمل لباقي الأمم بأن روسيا لا يمكنها أن تجعل الحرب قاعدة في عالمنا" في الوقت الذي لفت فيه إلى أن أوكرانيا "أظهرت أنها ليست بمفردها".
وشملت زيارة زيلينسكي الرسمية المشاركة في منتدى حول المسيرات ومساعي فرنسا لتزويد أوكرانيا بسبل التصدي للمسيرات الروسية كما زار مقر قيادة القوة متعددة الجنسيات لدعم أوكرانيا التي تشارك فيها 34 دولة برئاسة فرنسا وبريطانيا.
وهذه هي الزيارة التاسعة لزيلينسكي إلى فرنسا منذ بدء الحرب في أوكرانيا وتمثل نقطة تحول لمستقبل أوكرانيا وأمنها.
وكان ماكرون في استقبال زيلنسكي لدى وصوله إلى قاعدة (فيلاكوباي) العسكرية في باريس في إطار جولة أوروبية استهلها بزيارة اليونان أمس الأحد وتستمر غدا الثلاثاء بزيارة إسبانيا حيث سيلتقي العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس ويجتمع مع رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز لبحث سبل تعزيز التعاون العسكري. (النهاية)
ه ن د / م ع ع