LOC14:33
11:33 GMT
مدريد - 3 - 11 (كونا) -- أعلن رئيس إقليم (فالنسيا) الإسباني كارلوس ماثون اليوم الاثنين استقالته من منصبه بعد عام من الفيضانات المدمرة التي ضربت الإقليم وتسببت في مصرع 229 شخصا متأثرا بضغط سياسي وشعبي متواصل.
وقال ماثون في خطاب متلفز إنه لم يعد قادرا على الاستمرار بعد تعرضه لانتقادات واسعة على مدار العام الماضي مشيرا إلى أنه لن يكون هناك انتخابات مبكرة بل ستقوم الأغلبية البرلمانية اليمينية بتعيين رئيس جديد للإقليم يشرف على إعادة إعمار الإقليم بعد العاصفة (دانا) التي ضربت أجزاء من إسبانيا في 29 أكتوبر من العام الماضي.
وأقر ماثون بأنه ارتكب أخطاء لعدم معرفة بحجم الكارثة وأبعاد المأساة التي اعتبرت أسوأ كارثة طبيعية في إسبانيا منذ عقود.
ويأتي ذلك بعد 12 مظاهرة شعبية حاشدة جرى تنظيمها خلال الأشهر الماضية للمطالبة باستقالة ماثون ومحاسبة المسؤولين المحليين بسبب تأخر إرسال إنذارات الطوارئ وتباطؤ الاستجابة الرسمية خلال الساعات الحرجة للكارثة وهو ما أثار غضبا شعبيا واسع النطاق.
ويأتي ذلك أيضا بعد خمسة أيام من الذكرى السنوية للكارثة وإقامة الحكومة الإسبانية جنازة رسمية شارك فيها العاهل الإسباني الملك فيليبي السادس وعقيلته الملكة ليتيثا وتم خلالها الاستماع لآلام أهالي الضحايا.
وتبلورت الاستقالة نفسها على وقع تحقيق قضائي موسع تقوده جهات رسمية للتحقق من أسباب التأخر في إطلاق إنذار رسمي كان من الممكن أن ينقذ السكان وأسباب تجاهل ماثون للأزمة وقضائه يوم الكارثة في تناول الغداء مع صحفية في لقاء دام أكثر من خمس ساعات.
وأحيت إسبانيا الأربعاء الماضي الذكرى السنوية الأولى للفيضانات المدمرة التي اجتاحت أجزاء من ثلاثة أقاليم مخلفة حصيلة مروعة من القتلى بلغت 237 شخصا إلى جانب أضرار مادية ونفسية جسيمة.
واستيقظ إقليم (فالنسيا) الذي سجل أكبر عدد من الضحايا (229 قتيلا) بأعلام منكسة حدادا على أرواح ضحايا ليلة 29 أكتوبر من العام الماضي عندما احتاجت المياه بقوة دون سابق إنذار الشوارع ومنازل ومتاجر ومواقف للسيارات تحت الأرض حيث فاجأت السكان واحتجزت آلافا منهم لساعات بينما لا يزال اثنان في عداد المفقودين.
وأشارت السجلات الرسمية لوكالة الأرصاد الجوية الإسبانية إلى هطول أكثر من 300 لتر من الأمطار لكل متر مربع في غضون ساعات قليلة في إقليم (فالنسيا) وتسجيل منطقة (تشيبا) في الإقليم 491 لترا لكل متر مربع في غضون ثماني ساعات.
من جانبها قالت وزارة التحول البيئي والتحدي الديموغرافي الاسباني على موقعها الإلكتروني الرسمي إن بلدة (توريس) في إقليم (فالنسيا) سجلت 771 لترا لكل متر مربع خلال 24 ساعة منها 185 لترا لكل متر مربع في غضون ساعة واحدة فقط.
وقالت وكالة الأرصاد الجوية الإسبانية إن ذلك يعود لظاهرة (دانا) وهي منخفض معزول عند مستويات عالية ينتج عن تصادم كتلة من الهواء البارد في الارتفاع مع الهواء الساخن من السطح ما تسبب في انفجارات مطرية وفيضانات خاطفة وانهيارات سريعة في أحواض ومسارات مياه صغيرة لم تكن مهيأة لمثل ذلك العبء الهيدرولوجي.
وأثرت (دانا) على أجزاء من ثلاثة أقاليم هي (الأندلس) ومحافظة (ملقا) تحديدا وكذلك مناطق عدة في إقليم (كاستيا لا مانتشا) ومن بين الضحايا أكثر من 100 شخص فوق عمر ال 70 وسبعة أطفال.
وفي غضون دقائق من ليلة 29 أكتوبر من العام الماضي ارتفع مستوى المياه في بعض مناطق (فالنسيا) على نحو دراماتيكي تجاوز المترين في بعض الحالات فجرفت السيارات واجتاحت المنازل متسببة في أضرار بشرية ونفسية ومادية جسيمة. (النهاية)
ه ن د / م ع ع